مدرّسون في أرياف تونس بلا رواتب منذ 8 أشهر

18 ابريل 2024
مدرّسون تونسيون في احتجاج أمام وزارة التربية في العاصمة، في 18 إبريل 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مدرّسون خرّيجون في أرياف تونس يحتجون أمام وزارة التربية للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة لثمانية أشهر، مؤكدين على صعوبة العيش وتأمين تكاليف التنقل دون رواتب.
- المحتجون، من بينهم مريم وحمدي الشواشي، يشيرون إلى الظروف الصعبة في المدارس الريفية والضبابية في ملف صرف الرواتب، مع تأكيدهم على أنهم وقعوا عقوداً لصرف شهري لم يُحترم.
- إيهاب الصياح يسلط الضوء على الاحتجاجات المتكررة والوعود الزائفة من وزارة التربية بشأن صرف الرواتب والانتداب الرسمي، معبراً عن استنزاف الطاقات وتراكم الديون بين المدرّسين.

احتجّ مدرّسون خرّيجون في مجال التعليم في أرياف تونس، اليوم الخميس، أمام وزارة التربية في العاصمة تونس للمطالبة بصرف رواتبهم التي تأخّرت للشهر الثامن على التوالي، الأمر الذي عرقل شؤون حياتهم، ولا سيّما أنّه جعلهم عاجزين عن تأمين عيشهم وعن توفير تكاليف تنقلاتهم. وقد شدّد هؤلاء المدرّسون الغاضبون على أنّ من غير الممكن مواصلة العمل من دون رواتب، ورفعوا شعارات من قبيل "ادفعوا المال الذي عليكم" و"امنحني راتبي" و"الثورة نهج الأحرار" و"دفعة 2023 أين راتبي".

مريم من هؤلاء المدرّسين المحتجّين الذين شاركوا في تحرّك اليوم، والذين يرون أن الوضع صار "صعباً جداً". وقالت المدرّسة الشابة لـ"العربي الجديد": "نؤدّي وظائفنا في مدارس الريف البعيدة عن محافظاتنا"، مشيرةً إلى أنّ المدرسة التي تعمل فيها تبعد نحو 300 كيلومتر عن مقرّ سكنها. أضافت أنّهم يتدبّرون مصروفهم من عائلاتهم، "لكنّ هذا أمر غير مقبول". وبيّنت مريم، التي تحفّظت عن ذكر اسمها كاملاً، أنّ "المؤسسات التربوية التي ندرّس فيها ريفية وتفتقر إلى الكثير، في حين أنّها لا تضمن كرامة المدرّس"، موضحة أنّهم بمعظمهم يعيشون وسط "ظروف صعبة جداً". ورأت مريم أن "لا بدّ لوزارة التربية من صرف مستحقّاتنا المالية التي بذمّتها منذ ثمانية أشهر"، مشدّدةً على أنّ "من غير المعقول ألا يحصل المدرّسون على راتبهم الشهري".

من جهته، يقول المدرّس حمدي الشواشي لـ"العربي الجديد" إنّه وزملاءَه "وقّعنا عقوداً مع وزارة التربية على أساس صرف الرواتب بصورة شهرية، لكنّنا حتى اليوم من دون أيّ راتب". وأكّد أنّ "ثمّة ضبابية كبرى في ما يخصّ ملفنا، إذ إنّ ثمّة دفعات سابقة حصل من خلالها المدرّسون على رواتبهم، لكنّ ثمّة 1200 مدرّس تقريباً من دون راتب". وأوضح الشواشي أنّ "أبرز مطالبنا صرف المستحقات المالية، خصوصاً أنّنا ندرّس في مؤسسات تربوية في مناطق ريفية نائية، وبعيدون عن أهلنا"، لافتاً إلى أنّ "أبسط مقوّمات العيش غير متوافرة". وتابع الشواشي: "تلقّينا وعوداً عديدة منذ بداية العام الدراسي، لكنّها ما زالت وعوداً"، واصفاً إيّاها بأنّها "كاذبة. فمستحقاتنا لم تُصرَف لنا بحسب ما قيل".

في الإطار نفسه، أفاد المدرّس إيهاب الصياح "العربي الجديد" بأنّهم يحتّجون "للمرّة الثانية أمام وزارة التربية في العاصمة تونس. فنحن ندرّس في مؤسسات تربوية عمومية وسط حالة ضبابية، من دون صفة ولا حقوق". وأشار الصياح إلى أنّ "إثر احتجاج سابق، أُبرمت اتفاقية مع وزارة التربية ليكون صرف الرواتب شهرياً، والانتداب الرسمي بعد عام من العمل. لكنّه لم يُصَر، للأسف، إلى الالتزام بالوعود الزائفة التي قُطعت لنا". وبيّن الصياح أنّه "بعد مضيّ ثمانية أشهر، استنزفنا كلّ طاقاتنا، وغرق عدد منّا في الديون، ولا سيّما ما يتعلّق ببدلات الإيجار والمواصلات". وشدّد: "لن نستسلم وسنحصّل حقوقنا".

المساهمون