استمع إلى الملخص
- التحديات الاقتصادية والنقل: تواجه المؤسسات التعليمية تحديات اقتصادية، مثل ارتفاع تكاليف النقل وتأخر صرف الرواتب، مما يضغط على المعلمين والطلاب ويؤثر على قدرتهم على الحضور.
- الوضع الأمني وتأثيره على الحضور: في حماة، ضعف الإقبال على الدوام بسبب المخاوف الأمنية وانتشار السلاح، مما يثير قلق الأهالي ويؤثر على انتظام العملية التعليمية.
تستأنف المدارس والجامعات السورية، اليوم الأحد، دوامها بعد تعطيل لمدة أسبوع فرضته المتغيرات على الساحة السورية، عقب رحيل نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة على البلاد، وسط حالة يسودها القلق في عدد من المحافظات. وتبدو الأوضاع طبيعية في محافظات أخرى مع بعض التحديات التي تحاول الإدارات تجاوزها.
في السويداء جنوب سورية، عاد الدوام في فروع الكليات والمدارس إلى طبيعته، وتوجه المدرسون والطلاب جامعاتهم ومدارسهم لمتابعة التحصيل الدراسي الذي كان قد توقف خلال الأسبوع الماضي على خلفية التغيير الذي حصل في البلاد، ومنح الحكومة الجديدة عطلة لكل الدوائر الخدماتية والمؤسسات الحكومية والتعليمية، إلى حين تسلّم الحكومة الانتقالية مهامها لتسيير أمور البلاد.
وقال حسين حرب، مدير إحدى مدارس الريف الشرقي لمحافظة السويداء، لـ "العربي الجديد"، إن الدوام عاد إلى طبيعته بحضور جميع التلاميذ والمدرسين والكادر الإداري في المدرسة التي يتولى إدارتها. أضاف: "لم يتغير شيء عن قبل سوى الحماسة البادية على وجوه التلاميذ والمدرسين الذين لم تعد تقيدهم بروتوكولات الاجتماع الصباحي المؤدلجة الذي فرضها النظام القديم بالقوة على المؤسسات التعليمية كافة. أصبح الجميع الآن أكثر حرية وانضباطاً ذاتياً".
وأشار إلى أن إرادة العمل والقرار كانت مسلوبة من الإدارات، وتخضع لأوامر المتسلطين في النظام القديم، ولم يكن بإمكانهم التفكير في تطوير أي شيء ولا اتخاذ أي قرار إداري. أضاف: "إننا ككوادر إدارية ومدرسين اليوم نشعر بالتفاؤل بمستقبل أفضل لأبنائنا".
وعن التحديات، قال حرب: "هناك بعض التحديات التي نأمل أن تتغير في القريب العاجل، مع تقديرنا للظرف الانتقالي الحالي، أولها الوضع الاقتصادي لجميع الناس وعلى رأسهم المدرسين والطلاب". أضاف: "مع موجة الغلاء التي تزامنت مع التغيير الجديد، فإن المدرسين بحاجة ملحة لرفع أجورهم للحد الذي يمكنهم من العيش بكرامة كما كنا نحلم قبل سقوط النظام المخلوع. ونناشد الجهات الحكومية الإسراع في صرف مستحقات المعلمين المترتبة عن الشهر الماضي والتي تعذر عليهم تسلمها إبان العمليات العسكرية التي أطاحت بالنظام، ثم بعد ذلك انقطاع الكابل الضوئي الذي يصل مدينة دمشق بمدينة شهبا، والذي أدى لتعطل ماكينات الصرف والذي بدوره سيؤخر تسلم الرواتب".
الأمر نفسه أكدته مديرة إحدى المدارس الإعدادية في ريف المحافظة، وأشارت إلى عودة الدوام إلى طبيعته مع وجود تحديات تواجه المعلمين منها تأخر تسلم الرواتب، بالإضافة إلى غلاء بدلات النقل الذي قد يرغم بعض المعلمين من خارج القرية خلال الأيام المقبلة للتوقف عن الحضور إلى الدوام، الأمر الذي يتطلب معالجة سريعة.
وأوضحت أن هناك معلمتين من خارج القرية مضطرتان إلى دفع أكثر من عشرة آلاف ليرة يومياً للوصول إلى الدوام والعودة إلى منازلهم، أي إن تكاليف نقلهم ستصل إلى ما يفوق رواتبهم الشهرية. وهذا الأمر يستحق النظر فيه، إما من خلال تحديد أجور نقل معقولة أو من خلال رفع رواتب المدرسين وتخصيص مبلغ من الراتب للنقل للعاملين من خارج مناطق مدارسهم.
أما طلاب الجامعات من أبناء السويداء الذين تقع كلياتهم في المحافظة، فقد عادوا إلى الدوام في كلياتهم، ولكن بالحد الأدنى لأسباب تتعلق بمشكلات توفر وسائل النقل وارتفاع أجورها.
أما الذين تقع كلياتهم خارج المحافظة، فقد أحجم غالبيتهم عن الدوام لعاملين اثنين وفق ما أشارت الطالبة سعاد الحلبي لـ "العربي الجديد"، بسبب أجور النقل المرتفعة بين السويداء وباقي المحافظات، إضافة الى الوضع الأمني المتردي على الطريق بين دمشق والسويداء.
وفي حماة، لم يشهد اليوم الأحد إقبالاً كبيراً على الدوام في المدارس والجامعات والمعاهد. وقالت مصادر إدارية في مدينة مصياف، أكبر مدن المحافظة، لـ "العربي الجديد"، إن الدوام كان في حده الأدنى، مشيرة إلى أن ذلك يعود إلى عدة عوامل أبرزها المخاطر الأمنية والخوف من التعرض لحوادث فردية في ظل انتشار السلاح بيد شريحة كبيرة، وحالات الانتقام.
أحد أهالي طلاب مدينة مصياف، والذي تقع كلية ابنته في مدينة حمص، قال لـ "العربي الجديد": "لسنا على استعداد لأن يتعرض أبناؤنا وبناتنا لأية مخاطر أمنية في ظل انتشار السلاح بأيدي فئات كبيرة، منها يافعون طائشون".