مخاوف من اشتداد أزمة كورونا في العراق

18 يوليو 2021
نسبة الإقبال على اللقاح لم تتجاوز الـ5 إلى 10% من نسبة السكّان (صباح أرار/فرانس برس)
+ الخط -

جدّدت لجنة الصحة في البرلمان العراقي من مخاوفها بشأن خطورة الوضع الصحي الحالي في البلاد واستمرار تصاعد أرقام الإصابات اليومية بفيروس كورونا، محمّلة وزارة الصحة مسؤولية اتخاذ القرارات المناسبة، معتبرة أنّ الإغلاق الشامل هو الحلّ الأمثل.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من تحذير وزارة الصحة العراقية من وضع وبائي خطير يواجهه العراق، جرّاء تصاعد إصابات فيروس كورونا، مؤكّدة أنّ الإصابات الشديدة بالفيروس أكثر ممّا كانت عليه في السابق.

وتعدّ الإصابات اليومية التي اقتربت من حاجز الـ 10 آلاف إصابة أعلى نسبة تسجّلها البلاد منذ دخول الفيروس إليها في فبراير/ شباط من العام الماضي، الأمر الذي يضع الجهات الصحية أمام تحدٍّ كبير للسيطرة على انتشار الوباء.

وتجري وزارة الصحة والجهات المسؤولة اجتماعات يوميّة لبحث الملف، ومحاولة الخروج بحلول عاجلة تحدّ من سرعة تفشي الفيروس.

وتخشى لجنة الصحة البرلمانية عدم اتخاذ القرارات المناسبة بالسرعة المطلوبة، الأمر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة.

عضو اللجنة، النائب فارس البيرفكاني، أكّد لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدم الالتزام واستمرار التجمّعات الكبيرة وشراسة الفيروس، عوامل كبيرة سبّبت زيادة الإصابات بشكل خطير". وحذّر من أنّ "استمرار التهاون بتطبيق الإجراءات الوقائية قد يسبّب إصابات كبيرة تخرج عن طاقة وقدرة وزارة الصحة للسيطرة عليها، الأمر الذي قد تكون له عواقب وخيمة على البلاد".

ودعا البيرفكاني وزارة الصحة والجهات المسؤولة إلى "إعادة النظر بكلّ التوجيهات الوقائية، واتخاذ إجراءات مشدّدة عاجلة، ومنها فرض حظر تجوّل شامل، للسيطرة على الفيروس"، مؤكداً أنّ "الوضع خطير جداً في البلاد، ويجب تشديد الإجراءات".

وعبّر عن أسفه من أنه "رغم الانتشار السريع للفيروس، إلا أنّ الإقبال على اللقاح لم يتجاوز نسبة 5 إلى 10 بالمائة من نسبة السكّان، وهذه النسبة قليلة جداً ولا تحدّ من انتشار الفيروس".

وبلغ إجمالي الإصابات في البلاد مليوناً و480 ألف إصابة، مع تسجيل نحو 18 ألف وفاة، وسط تشكيك في الحصيلة التي تعلنها وزارة الصحة، إذ يؤكّد مراقبون أنّ هناك إصابات يومية كثيرة لا ترصدها الوزارة.

مقرّر اللجنة، النائب فالح الزيادي، أكّد من جهته أنّ "الوضع الصحي خطير جداً، وأنّ التصاعد في الموقف الوبائي غير مسبوق، والعراق حالياً في قمة الموجة الثالثة". وأكّد في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أنّ "خطورة الوضع تتطلب من الحكومة ووزارة الصحة اتخاذ الإجراءات الوقائية".

وحذّر من أنّ "بقاء الوضع كما هو سيمهّد لتداعيات خطيرة"، لافتاً إلى أنّ "العراق يعاني من تردّي واقعه الصحي، واستمرار تداعيات الحوادث وعدم جاهزية المؤسسات الصحية، وارتفاع أعداد الإصابات، ومعظمها خطير، مع حقيقة أنّ غالبية المصابين من فئة الشباب، وهم يشكّلون معظم الحالات في العناية المركزة، وهذا مؤشّر خطير للغاية".

وأكّد أنّ "ما طرحته وزارة الصحة من الذهاب إلى خيار الحظر الشامل، هو الحلّ العلمي الأمثل في كلّ دول العالم، لكن وضع البلد الاقتصادي والوضع المعيشي للناس لا يسمح بذلك، والحظر الجزئي لن يحلّ المشكلة أبداً".

وأكّد أنه "يجب أن يكون هناك تعاون وإحساس بالمسؤولية، وتعاون إعلامي وإجراءات وقائية من خلال التباعد، وعدم الاختلاط في الازدحامات والابتعاد عن الاجتماعات والمناسبات وأخذ اللقاحات التي هي الحلّ الأمثل". ودعا جميع شرائح المجتمع إلى "أخذ اللقاح، لأنّ ما يورّد للعراق آمن، وهو من مناشئ عالمية ورصينة ومن عدّة منافذ".

في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة العراقية، وصول شحنات جديدة من لقاح "فايزر" المضاد لفيروس كورونا.

وذكرت الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية "كيماديا"، في بيان، أنّ "شحنة جديدة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا الجديد من إنتاج شركة فايزر، وصلت اليوم إلى العراق". وأضافت أنه "تمّ توزيع الصناديق على أسطول البرادات المخصّص لنقلها، حيث انطلقت تلك البرادات بوقت واحد إلى نقاط التلقيح في جميع محافظات العراق، بما فيها إقليم كردستان".

المساهمون