مخاوف من إعدام الاحتلال الأسير الفلسطيني الجريح نور الدين جربوع

27 ابريل 2022
اتهام إدارة سجون الاحتلال بتعمد إلحاق أكبر أذى بالأسير جربوع (فيسبوك)
+ الخط -
تعيش الأمّ الفلسطينية سهيلة جربوع (62 عاماً) من مخيم جنين شمال الضفة الغربية حالة قلق كبيرة هي وأفراد عائلتها وهم ينتظرون ما يصلهم من معلومات شحيحة عن الحالة الصحية لابنهم الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي الجريح نور الدين جربوع (27 عاماً)، بعد انتكاسة مفاجئة تعرّض لها أول أمس الإثنين، ما استدعى نقله من معتقل "الرملة" إلى مستشفى "كابلان" في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وسط مخاوف من احتمال أن يقدم الاحتلال على إعدامه.

قلق متواصل

ما زاد من حالة الخوف الممزوج بالشك والريبة، أن والدته ومحاميه تمكنا من رؤيته عبر تقنية "الكونفرنس" قبل جلسة محاكمته بيوم واحد فقط (الأحد الماضي) وكان في حالة صحية مستقرة، رغم إصابته بعدة رصاصات، استقرت إحداها في العمود الفقري، بعد إطلاق النار عليه من قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، في التاسع من الشهر الجاري، ومن ثم اعتقاله.
تقول الأم لـ"العربي الجديد": "استودعته الله. فهو أحنّ عليه مني ومن كل أطباء الكون. راضون بما يقدره الله في عليائه. ولكن أقول: (حسبي الله ونعم الوكيل في كل إنسان ظلم نور وآذاه)".
وتضيف: "حرقوا قلبنا عليه، لقد اعتقل عند السلطة الفلسطينية حوالي شهر، وقبلها اعتقلوه مدة 20 يوما، وتعرض لتعذيب شديد جداً، ولم يكد يخرج من سجون السلطة حتى اعتقله الاحتلال وهو ينزف، واليوم لا نعرف شيئاً عن حالته الصحية".

مصاب بكورونا

تدهور صحي آخر طرأ على وضع نور الدين، بعدما تبينت إصابته بفيروس كورونا مساء أمس الثلاثاء، إذ ارتفعت درجة حرارته بشكل كبير وفقد الوعي، وعلى إثر ذلك تم نقله لمستشفى كابلان، وهو الآن منوم تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان صحافي اليوم الأربعاء.
وحمّل رئيس الهيئة قدري أبو بكر، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الجريح جربوع، الذي اعتقل بعد إطلاق النار عليه في مخيم جنين وإصابته بعدة رصاصات، استقرت إحداها في العمود الفقري، ما سبب إصابته بشلل نصفي.
شقيقه عبد السلام جربوع، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن العائلة صدمت بنبأ نقل نور إلى المستشفى بعد أن عانى من ارتفاع مفاجئ في حرارته، ومن مشاكل في الأمعاء، وهو حتى الآن منوّم تحت أجهزة التّنفس الاصطناعي، في غرفة العناية المكثفة.
ويضيف: "نطالب بالإفراج عن شقيقي نور، أو على الأقل أن يسمحوا لنا بالتواجد إلى جانبه حتى نرفع من معنوياته ونساعد في شفائه، أخي أصيب بشلل كامل في الجزء السفلي من جسده، بسبب الرصاصة التي أصابت عموده الفقري، لكن هذا لم يشفع له عند إدارة معتقلات الاحتلال التي نقلته قبل عدة أيام من مستشفى (رمبام) إلى معتقل سجن (الرملة)، ثم إلى مستشفى (كابلان) الإسرائيلي".

الاحتلال يحاول قتله

لم يتوانَ شقيقه عبد السلام عن اتهام إدارة سجون الاحتلال بتعمد إلحاق أكبر أذى ممكن بأخيه، قائلاً: "هم من يتحملون المسؤولية الكاملة عنه، ولا أحد سواهم، ما تعرض له نور جريمة مكتملة الأركان، وأبرز ما فيها الإهمال الطبي أو القتل البطيء، حيث كانت قوات الاحتلال تماطل في علاجه".
ويشير عبد السلام جربوع إلى أن العائلة وبعد الاطمئنان على نور، ستعمل على رفع قضايا في المحاكم الإسرائيلية ضد كل من تسبب بالحالة التي يعيشها أخوه، ويقول: "سنلاحق جيش الاحتلال الذي حاول إعدام نور، بإطلاق وابل من الرصاص عليه، وعندما أيقنوا أنه ما زال على قيد الحياة، اختطفوه من سيارة الإسعاف الفلسطينية، وقاموا بسحله على الأرض وهو ينزف وقيدوه واعتقلوه".
ويشدد على أن إدارة كل المستشفيات الإسرائيلية التي عولج فيها نور متهمة أيضاً بمحاولة إعدامه، "بدلاً من أن يضعوه منذ اللحظة الأولى قيد المراقبة الحثيثة، قروا عدم علاجه ونقلوه من مستشفى إلى آخر".
وفي الوقت الذي نقلت فضائية "فلسطين اليوم" المقربة من الجهاد الإسلامي عن مصادر داخل سجون الاحتلال، أول أمس الإثنين، أن إدارة المعتقلات أبلغت أسرى حركة "الجهاد الإسلامي"، عن احتمالية استشهاد الأسير نور الدين جربوع، قال مكتب إعلام الأسرى المحسوب على حركة "حماس" إنّ إدارة سجون الاحتلال أبلغت كذلك القيادة العليا لأسرى حركة "حماس" بتراجع صحة الأسير الجريح جربوع.
والأسير جربوع متزوج منذ عام ونصف ولديه طفلة (عام واحد)، تعرض للاعتقال مرتين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأمضى ما يقارب 16 شهراً، بتهمة الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي.
وكانت قوة أمنية فلسطينية ترتدي اللباس المدني داهمت مكان عمل جربوع في جنين يوم 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، ونقلته فوراً إلى سجون أريحا على ذمة اللجنة الأمنية الفلسطينية المشتركة، وهناك أعلن الإضراب المفتوح عن الطعام، وجاء هذا الاعتقال بعد 20 يوما من الإفراج عنه من سجون جهاز المخابرات أيضا.
المساهمون