مخاطر الكلاب السائبة تجبر عراقيين على قتلها

28 اغسطس 2024
تكثر الكلاب السائبة في شوارع العراق (أيمن حنا/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **ثأر رافد عمران من الكلاب السائبة**: بعد تعرض ابنته لهجوم من كلب سائب، قتل رافد عمران 15 كلباً في يوم واحد وأصبح يطارد الكلاب السائبة، مما أكسبه لقب "صائد الكلاب". الكلاب السائبة تسببت بأمراض ووفيات في منطقته شرقي بغداد.

- **انتشار هجمات الكلاب السائبة**: يؤكد الطبيب محمد العبيدي أن هجمات الكلاب السائبة في ازدياد، مع توفير وزارة الصحة الأمصال المضادة. تزيد وقائع العض عن ألف حالة سنوياً، وبعضها يؤدي إلى الوفاة أو مضار صحية خطيرة.

- **الجدل حول طرق التخلص من الكلاب السائبة**: لا توجد عقوبة قانونية ضد قتل الكلاب السائبة. تتباين المواقف بين قتلها ونقلها خارج المدن. الناشط نصير الفلاحي يدعو إلى إنشاء مواقع لجمع الكلاب السائبة لمنع تكاثرها تدريجياً.

ثأراً لطفلته ذات الخمس سنوات التي تعرضت لهجوم من كلب سائب في مطلع العام الحالي، قام العراقي رافد عمران بقتل 15 كلباً في يوم واحد، ثم بات يطاردها في كل مكان حتى بات يلقب بـ"صائد الكلاب"، وكلما علم بوجود كلب سائب في منطقة، توجه إليه للتخلص منه.
يقول عمران لـ"العربي الجديد": "الكلاب السائبة تسببت بأمراض وإعاقات وحالات وفاة في منطقتي الواقعة شرقي بغداد، والتي تحيط بها مناطق خالية ومزارع. في اليوم الذي تعرضت فيه ابنتي لهجوم من كلب سائب، تمكنت من قتل خمسة عشر كلباً بمسدسي الشخصي خلال نحو عشر ساعات. لم تصب ابنتي بداء الكلب رغم تعرضها لجرح في ساقها، لكن الكثير من سكان المنطقة أصيبوا بالمرض بعد تعرضهم لعضات الكلاب السائبة. حدثت حالة وفاة لامرأة تسكن قريباً من دارنا من جراء هجوم مجموعة من الكلاب السائبة عليها قبل نحو عامين، ولم تكن وفاتها نتيجة تعرضها للعض، لكنها حاولت الهرب فسقطت أرضاً وارتطم رأسها بحجر وكان ذلك سبب وفاتها".
ولا توجد إحصائية رسمية لأعداد من تعرضوا لإصابات من جراء هجمات الكلاب السائبة. لكن هناك جدلا متواصلا حول طرق التخلص منها، ويرفض كثيرون اللجوء إلى عمليات إطلاق النار عليها في الشوارع، وهي الطريقة السائدة.

لا توقع السلطات العراقية عقوبة قانونية على من يقتل كلباً سائباً

ويؤكد الطبيب في دائرة صحة بغداد، محمد العبيدي لـ"العربي الجديد"، أن "حالات التعرض للهجوم في ازدياد بمختلف المحافظات نتيجة الانتشار المتزايد للكلاب السائبة، وتوفر وزارة الصحة الأمصال المضادة لعضة الكلب. تزيد وقائع العض عن ألف حالة سنوياً، وهذه الحالات هي التي ترد إلى المراكز الصحية لتلقي العلاج، وتوجد من بينها هجمات شرسة تؤدي إلى الوفاة. لكن هناك هجمات لا تنتهي بالعض، بل تسبب مضار صحية خطيرة، فهناك أشخاص أصيبوا بالسكري أو أمراض في القلب من جراء الهلع الذي يتعرضون له".
وداء الكلب مرض خطير ينجم عن العض، وقد يؤدي إلى الوفاة في حال لم يعالج المصاب. ودعت وزارة الصحة العراقية الجهات المسؤولة في مختلف المحافظات إلى القيام بحملات إبادة للكلاب السائبة، مشيرة إلى أن مخاطر كبيرة تواجه المواطنين من جراء هجمات الكلاب في الأحياء السكنية داخل المدن والقرى.

تتكرر حملات التخلص من الكلاب السائبة في مدن العراق (أحمد الربيعي/فرانس برس)
تتكرر حملات التخلص من الكلاب السائبة في مدن العراق (أحمد الربيعي/فرانس برس)

ولا توجد عقوبة قانونية ضد من يقتل كلباً سائباً، فبحسب قانون الصحة الحيوانية لسنة 2013، يسمح للمواطنين بالتخلص من الكلاب السائبة. يقول وليد شاهين، الذي يسكن في منطقة الغزالية غربي بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن عائلته تقلق كثيراً مع حلول المساء، حين تبدأ الكلاب السائبة بالانتشار في الشوارع. ما دعاه مع عدد من رجال الحي إلى العمل على التخلص من هذه الكلاب.
ويُدافع شاهين عن عمليات القتل التي ينفذها بعض الأهالي، بالقول: "الحكومة غير مهتمة بالمشكلة، ما يجعل المواطنين يتصرفون بعشوائية للتخلص من الكلاب. الطعام المسموم هو الخطة التي أتبناها مع رفاقي، واستطعنا بها قتل عدد غير قليل من الكلاب، إذ نترقب قدومها، أو نذهب إلى حيث تتجمع، ونرمي لها طعاماً مكوناً من لحوم تحتوي على مادة سامة، وتنفق الكلاب خلال ساعات قليلة".
وانتشرت في العديد من الشوارع مشاهد لكلاب مقتولة بالرصاص أو بالسم، وتتباين المواقف الشعبية بين من يدعون من يقتلون الكلاب السائبة إلى إكمال مهمتهم، وبين من يطالبون بنقل تلك الكلاب إلى مواقع خارج المدن أو المناطق السكنية.
يقول الناشط في مجال البيئة وحقوق الحيوان، نصير الفلاحي لـ"العربي الجديد": "هناك ضرورة ملحة لإنهاء وجود الكلاب السائبة داخل المدن، وذلك للأضرار التي تتسبب بها، والمخاطر التي تنتج منها، وهذه مسؤولية الجهات الرسمية ومسؤولي المحافظات، خصوصاً مع عدم وجود أي اهتمام بالحيوانات الأليفة بشكل عام".

ويلفت الفلاحي إلى أهمية وجود بعض الحيوانات الأليفة داخل المدن، وهذا ما نراه من قبل أغلب بلدان العالم التي صاروا في بعضها إلى بعمدون توفير الحماية والرعاية للكلاب والقطط، وفي بعض البلدان هناك حماية لأصناف أخرى من الحيوانات الأليفة، لكن "الأمر مختلف لدينا، إذ لا يتمتع المجتمع العراقي بثقافة تربية الحيوانات الأليفة أو الاهتمام بها، ومن يولون اهتماماً برعاية حيوانات الشارع فئة قليلة داخل مجتمعنا، لذلك نجد عدم وجود ألفة بين هذه الحيوانات والسكان".
ورغم أنه يدعو إلى التخلص من الكلاب السائبة داخل المدن، لكن الفلاحي يشير إلى ضرورة أن يكون ذلك بطرق أخرى غير قتلها، لافتاً إلى أن "نشطاء بيئيين ناشدوا الجهات الحكومية إنشاء مواقع لجمع الكلاب السائبة، ويمكن عبر ذلك منعها من التكاثر لتقليل أعدادها تدريجياً".

المساهمون