محكمة العمل البريطانية: المعتقدات المعادية للصهيونية جديرة بالاحترام

15 أكتوبر 2024
معسكر طلاب جامعة ليدز البريطانية لأجل غزة، 17 مايو 2024 (ربيع عيد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قضت محكمة العمل في بريطانيا بأن الاعتقاد بأن تصرفات إسرائيل ترقى إلى الفصل العنصري والتطهير العرقي هو اعتقاد "جدير بالاحترام"، وذلك في قضية رفعها البروفيسور ديفيد ميلر ضد جامعة بريستول.
- أكدت المحكمة أن معتقدات ميلر، التي تصف الصهيونية بالعنصرية والإمبريالية، تستحق الحماية بموجب قوانين مكافحة التمييز، وأنها لا تعارض الكرامة الإنسانية أو الحقوق الأساسية.
- رغم الجدل حول تصريحات ميلر، وجدت المحكمة أن فصله كان بسبب التعبير عن معتقداته وليس بسبب معاداة السامية، وقررت تخفيض أي تعويض يُمنح له إلى النصف.

في قرار تاريخي وبعد أشهر من المداولات، خلصت محكمة العمل في بريطانيا إلى أن الاعتقاد بأن تصرفات إسرائيل ترقى إلى الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعيّة "جديرة بالاحترام في مجتمع ديمقراطي".

بدأت القضيّة بعدما توجه البروفسور البريطاني ديفيد ميلر David Miller للقضاء بعد فصله من جامعة بريستول عام 2021، بسبب مزاعم بالإدلاء بتصريحات "معادية للسامية"، وقضت المحكمة في فبراير/شباط من هذا العام بأن البروفيسور ميلر تعرّض للتمييز بشكل غير عادل عندما فُصل من الجامعة، فيما أصدرت المحكمة اليوم حُكمها النهائي المكون من 120 صفحة، بحسب صحيفة ذا غارديان، والذي يحدد سبب استحقاق معتقدات ميلر للحماية بموجب قوانين مكافحة التمييز.

وقال قاضي العمل روهان بيراني، في إصداره للحكم: "على الرغم من أن العديد من الناس قد يختلفون بشدة وبقوة مع تحليل (ميلر) للسياسة والتاريخ، إلا أن آخرين لديهم المعتقدات نفسها أو معتقدات مماثلة. وجدنا أنه أثبت أن (المعايير) أوفيَ بها وأن اعتقاده يرقى إلى اعتقاد فلسفي".

وقال ميلر، الذي ألقى محاضرة في الجامعة حول علم الاجتماع السياسي، للجنة إنه يعتقد أن الصهيونية "عنصرية وإمبريالية واستعمارية بطبيعتها". وأضاف أن الصهيونية "ملزمة أيديولوجيًا بالتسبب في ممارسات الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعيّة في السعي للسيطرة الإقليميّة والتوسع"، لكنه أخبر هيئة المحلفين بأن معاداته للصهيونيّة لا تعادل معارضة اليهود. وأشار حكم هيئة المحلفين في المحكمة إلى خبرة ميلر في الصهيونية.

واستمعت الهيئة إلى شكوى طالبين يهوديين بشأن محاضرة لميلر عام 2019 حدد فيها الصهيونيّة باعتبارها واحدة من الركائز الخمس لكراهية الإسلام. وقالت مؤسسة الأمن المجتمعي، التي تشن حملات ضد معاداة السامية، إن تصريحات ميلر كانت "إهانة مخزية". ووجدت مراجعة كلفت بها الجامعة في حينه أن ميلر لم تكن لديه قضيّة للرد عليها لأنه لم يعبر عن الكراهية تجاه اليهود.

وفي رسالة إلكترونيّة إلى صحيفة الطلاب بالجامعة أرسلت في فبراير/ شباط 2021، قال ميلر: "الصهيونيّة كانت وستظل دائمًا أيديولوجيّة عنصريّة وعنيفة وإمبرياليّة تقوم على التطهير العرقي". وتضمنت الرسالة أيضًا أن الجمعية الطلابيّة اليهوديّة بالجامعة كانت "مجموعة ضغط إسرائيليّة".

لاحقًا، وجدت مراجعة منفصلة أن هذه التصريحات كانت مسيئة للكثيرين، وفي جلسة استماع تبين أنها "خاطئة وغير مناسبة"، ثم فُصل بسبب سوء السلوك الفادح، كما استمعت الهيئة. وبعد رفض استئنافه، رفع ميلر دعوى بحق الجامعة إلى محكمة، والتي فاز بها في وقت سابق من هذا العام.

وقال القاضي بيراني عن معتقدات ميلر المناهضة للصهيونيّة: "نستنتج أنها لعبت دورًا مهمًا في حياته لسنوات عديدة. نحن راضون عن أنها متماسكة حقًا. كان ولا يزال مناهضًا للصهيونية ملتزمًا"، مضيفا أن هيئة المحلفين وجدت معتقداته تفي بمعايير "أن تكون جديرة بالاحترام في مجتمع ديمقراطي، وألا تتعارض مع الكرامة الإنسانيّة ولا تتعارض مع الحقوق الأساسيّة للآخرين".

واستطرد القاضي: "إن معارضة البروفيسور ميلر للصهيونيّة ليست معارضة لفكرة تقرير المصير اليهودي أو وجود دولة يهودية مهيمنة في العالم، بل هي بالأحرى، كما يعرفها، معارضة للتنفيذ الحصري لحقوق اليهود في تقرير المصير داخل أرض تضم عددًا كبيرًا جدًا من السكان غير اليهود". وفي حين وجد القاضي أنه من "غير العادي وغير الحكيم" أن يعبّر عن نفسه علنًا بالطريقة التي فعلها، مضيفًا "كان قرار الطرد ... بسبب بيان معتقدات له. ما قاله مقبول باعتباره قانونيًا، ولم يكن معاديًا للسامية ولم يحرّض على العنف ولم يشكل أي تهديد لصحّة أو سلامة أي شخص".

ووجدت هيئة المحلفين أن ما قاله ميلر في رسالته الإلكترونيّة "ساهم ولعب دورًا جوهريًا في فصله". ونتيجة لذلك، سيتم تخفيض أي تعويض يُمنح له إلى النصف. وسيتم تحديد تعويضه لاحقًا في جلسة استماع.

المساهمون