بدأت مُتطوّعات في الدفاع المدني السوري العمل ضمن فريق الذخائر غير المنفجرة، وهي المرة الأولى لدخولهنّ هذا التخصص الذي كان يقتصر على المتطوعين الذكور.
وأنهت المتطوعات في 23 يونيو/ حزيران الجاري، دورة مكثفة استمرت مدة 12 يوماً في هذا التخصص، جرت بإشراف مدربين مختصين من فرق الذخائر غير المنفجرة، تدربن على المسح غير التقني بهدف توسيع عمليات المسح والتوعية الخاصة بمخلّفات الحرب التي تشكل خطراً يهدد حياة المدنيين في مناطق بشمال غرب سورية.
واستشعرت المشاركات قيمة وأهمية المساهمة في إنقاذ الأرواح، وكونه يمس فئة أكثر عرضة لمخاطر الذخائر غير المنفجرة، وهم الأطفال، الذين لا يدركون ماهية مخلّفات الحرب ومخاطرها وإمكانية انفجارها بحال اللعب بها.
ويكتسي التطوع في الدفاع المدني السوري أهمية كبرى بالنسبة إلى المتطوعة نيرمين الحسن، وفق حديثها لـ"العربي الجديد"، لكون المساهمة في إنقاذ روح أو رسم ابتسامة بعد تقديم مساعدة تدفعها إلى الاستمرار رغم كل المخاطر التي تتعرض لها هي وزميلاتها في العمل، سواء ضمن فريق إزالة الذخائر غير المنفجرة أو غيره.
وهذا النوع من العمل من أخطر أعمال الفرق الموجودة، وفق ما أكدت الحسن، "لكن وجود المرأة ضمن هذا المجال مهم ويساهم في تعزيز الوعي بمخاطر مخلفات الحرب، فالنساء هن الأكثر حضوراً مع أطفالهن، وهذا يحميهن ويحمي أطفالهن". ولفتت إلى أنّ التفكير في حماية النساء والأطفال يهون الخطر الذي يمكن أن تتعرض له.
والحفاظ على الأرواح هو هدف، كما تبين المتطوعة فاطمة الجوال لـ"العربي الجديد"، قائلة: "أن تنقذ روحاً، هذا يعني أنك تساهم ولو بجزء بسيط في الحفاظ على حياته، وهذا الشعور لا يمكن وصفه أبداً، يمكنني اختصاره بأن تعطي الشخص أملاً جديداً رغم كل معاناته خلال سنوات الحرب، وسيبقى شعارنا: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
ووفق تقرير صدر عن الدفاع المدني السوري في 23 يونيو/ حزيران، فقد ركزت الدورة التدريبية المكثفة على أنواع الذخائر والمتفجرات وكيفية التمييز بين الأسلحة الموجهة وتلك المسقطة جواً، وأشكال الذخائر وطرق التمييز بينها من خلال المشاهدة المباشرة.
وخضعت المتطوعات لتدريبات، منها المسح غير التقني، إضافة إلى دروس نظرية وعملية، لتحديد المناطق الملوثة، ودروس على العبوات الناسفة. وشمل التدريب أيضاً الجانب الأهم في عمل المتطوعات بعملية التوعية المجتمعية للمدنيين من خطر هذه المخلفات وتعريفهم بأشكالها وكيفية وجودها والتمييز بينها والطرق الصحيحة في التعامل في حال وجودها، وضرورة الإبلاغ الفوري عنها في حال مصادفتها والعثور عليها.
وبخصوص الذخائر غير المنفجرة، أوضح سامي المحمد، منسق البرنامج في فريق الدفاع المدني السوري لـ"العربي الجديد"، أنّ الذخائر غير المنفجرة تشكّل خطراً كبيراً على حياة المدنيين شمال غربي سورية، إذ استجاب الدفاع المدني السوري منذ عام 2021 حتى بداية شهر يونيو/حزيران عام 2022 لـ22 انفجاراً لمخلفات الحرب، خلفت 15 قتيلاً بينهم 8 أطفال، فيما أصيب 31 شخصاً جراء تلك الانفجارات.
ووفق المحمد، فإنّ آلاف الذخائر غير المنفجرة خلّفها قصف النظام السوري وروسيا، وتعمل فرق الدفاع المدني على إزالتها وتوعية المدنيين بخطرها.
وانخرطت فرق الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري في العمل على إزالة مخلفات الحرب بداية عام 2016، لكونها تحدّياً يهدد حياة آلاف المدنيين بشكل يومي في غياب أي جهة أخرى مختصة بهذا المجال.