مبادرات خيرية تُعيل فقراء الرقة

09 مايو 2022
يعتمد كثيرون على المساعدات للاستمرار في الرقة (العربي الجديد)
+ الخط -

يعتمد جزء من أهالي مدينة الرقة شمال سورية على المبادرات الخيرية التي يمولها أبناء المدينة، وخصوصاً المغتربين منهم، لمواجهة ظروف الحياة الصعبة، في إطار مبادرات تكافل اجتماعي مستمرة. من بين هذه المبادرات ما يصب في المجال الإغاثي، فيما تصبّ أخرى في المجال الصحي بهدف توفير العلاج للفقراء الذين لا قدرة لديهم على تأمينه لأنفسهم. سعدية الحسين هي إحدى المستفيدات من مبادرات المطابخ الخيرية في مدينة الرقة. تقول لـ "العربي الجديد" إنها تحصل على اللحوم من المطبخ الخيري، مشيرة إلى أن عائلتها هي واحدة من العائلات الكثيرة المستفيدة من الوجبات التي يقدمها المطبخ على مدار العام. 

والمشمولون بخدمات المطبخ الخيري، بحسب الحسين، هم الأرامل والمحتاجون. تضيف أنه "في الوقت الحالي، تصل كلفة وجبة الفروج إلى نحو 50 ألف ليرة سورية، ولا قدرة لنا على شرائها. أشكرهم على هذه المبادرة التي نحصل فيها على كيلوغرام من الأرز مع الفروج. بقيت عاماً كاملاً من دون أن أتناول طبق الشاكرية (يتكون من لحم مطبوخ باللبن والبصل). لكن بتّ قادرة على تناولها من خلال المطبخ الخيري. وباتت لدي صديقات منذ ثلاثة أشهر، ولم يطهين على اعتبار أن المطبخ يسد الحاجة".

ويقول إسماعيل اللجي، أحد المشرفين على مبادرة "صنائع الخير"، لـ "العربي الجديد"، إن "مطبخ باب بغداد الخيري هو واحد من أربعة مطابخ في الرقة. أُشرف على ثلاثة منها، وهي مطبخ باب بغداد والرميلة ومفرق الجزرة. يعمل الأخيران خلال شهر رمضان فقط بسبب ضعف التمويل"، موضحاً أن "مطبخ باب بغداد هو جزء من مبادرة صنائع المعروف". ويشير إلى مبادرات أخرى منها "صنائع الخير وبشائر" التي تسعى إلى مساعدة الفقراء في المدينة. البعض منها عمل فقط خلال شهر رمضان، فيما تعمل مبادرات أخرى طوال العام، منها مبادرة صندوق "أهل الخير" التي تعمل على مدار العام، وتساهم في إعالة الأسر الفقيرة، وخصوصاً الأرامل واليتامى. ويشير إلى أن "بعض العائلات هي أكثر فقراً من الأرامل واليتامى ولا أحد ينظر إليها. بعض هؤلاء يتعفف عن طلب المساعدة. لذلك، من المهم أن يسعى المتبرعون إلى الوصول إليهم".  

الرقة (العربي الجديد)
تحصل المبادرات الخيرية على الدعم من أصحاب الفعاليات (العربي الجديد)

يضيف اللجي أن "المبادرات العاملة على مدار العام تقوم بعمل جبار، ويجب أن تكون في إطار عمل المنظمات"، مشيراً إلى الحاجة إلى مثل هذه المبادرات التي يطلقها أبناء البلاد في الداخل والخارج. ويوضح أن "مطبخ باب بغداد يموله أبناء الرقة في المهجر. نناشد عبر وسائل التواصل الاجتماعي التجار داخل البلاد لمساعدة المحتاجين بما تيسر من خلال مجالات أخرى. أما أبناء البلاد في الخارج، فيتابعون حالات بعض المحتاجين والمرضى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويدعموننا. كما نطلب من المقتدرين التبرع لمساعدة الحالات المرضية. والعدد يزداد يوماً بعد يوم ما يتطلب منا العمل على مدار العام. فما إن نساعد حالة مرضية واحدة حتى تصل إلينا ثلاث حالات جديدة. نهيب بأصحاب الأموال أن يكونوا عوناً للناس في الرقة في المجال الطبي، كما هم في المجال الخيري والإغاثي والمطابخ".

الرقة (العربي الجديد)
يواجه الناس أزمة معيشية (العربي الجديد)

من جهتها، توضح إحدى المشرفات في مطبخ باب بغداد الخيري، والتي فضلت عدم ذكر اسمها لـ "العربي الجديد"، أن "المطبخ أنشئ قبل نحو عام تقريباً. وأطلق الفكرة الدكتور عبد الإله عبد الغني وجلب المواد الغذائية التي تبرع بها أحد الأشخاص وجهّز مكاناً للطبخ. ثم تطورت الفكرة. في السابق، كانت الوجبات تعتمد على ثلاث ذبائح تطهى يومياً مع البطاطس وثلاث أخرى مع اللبن. لا نعد أي وجبة خالية من اللحوم أو الدجاج. وفي بعض الأحيان، نعد اللحم مع الخضار، أو مع الأرز فقط". وتشير إلى أنه "حصلنا خلال شهر رمضان على تبرع لكامل الشهر، الأمر الذي أتاح لنا زيادة عدد الوجبات إلى نحو 300 وجبة استفاد منها الأطفال وكبار السن وذوو الدخل المحدود والأمهات والأشخاص المعوقون والأرامل والمطلقات. وعادة ما نبدأ العمل عند الساعة السابعة صباحاً، ويحصل التوزيع بشكل منظم. ولا تنسى الإشادة بسخاء المتبرعين الذين يحرصون على تقديم اللحوم والدجاج". 

وتحصل المبادرات الخيرية على الدعم من أصحاب الفعاليات التجارية والتجار والشخصيات الاجتماعية والحقوقية في الرقة والمغتربين، ومنها ما كان مخصصاً لشهر رمضان فقط ومنها ما يستمر طوال العام. وهذه المبادرات تخفف جزءاً من مصاعب الحياة التي يعيشها سكان المدينة.

الرقة (العربي الجديد)
باتت اليوميات صعبة (العربي الجديد)
المساهمون