مؤتمر وطني لتحسين واقع الطفولة في الأردن 

13 ديسمبر 2022
عدد الأطفال في الأردن يقارب 3.8 ملايين طفل دون سن 18 عاماً (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد معنيون وخبراء عرب، خلال انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني الأول للطفولة المبكرة في الأردن، اليوم الثلاثاء، أهمية مرحلة الطفولة في بناء قاعدة راسخة من الموارد البشرية، وإبراز جوانب الخدمات والاحتياجات الضرورية لهذه المرحلة، لتطوير آليات تقديمها، ورفع مستوى الاهتمام بها، ونشر الوعي بأهمية هذه المرحلة كأساس لبناء المستقبل، وإبراز الرعاية المتكاملة كحق من حقوق الطفولة

وينظم المجلس الوطني لشؤون الأسرة، بالتعاون مع مؤسسة بلان إنترناشونال، المؤتمر في العاصمة الأردنية عمان، تحت عنوان "الطفولة المبكرة في الأردن، الواقع والفرص"، حيث ما زال الأطفال الأردنيون يحتاجون إلى تعزيز حقوقهم وترجمتها على أرض الواقع، وبناء مستقبل أفضل، فرغم إقرار مجلس النواب الأردني، في سبتمبر الماضي، قانون حقوق الطفل لسنة 2022، بعد أن تنقّل 24 عاماً ما بين أدراج المجلس والحكومة، وشمولية التشريعات المتعلقة بالتعليم والصحة والرعاية، لكن الواقع يحتاج لتنسيق وتكامل الجهود على أرض الواقع لضمان حق جميع الأطفال في الوصول الى فرص متكافئة. 

وقال أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة محمد مقدادي إن قانون حقوق الطفل لعام 2022 يُمثل "إنجازاً وطنياً للاستثمار بهذه الفئة"؛ مبيناً أنه بحسب القانون سيجري خلال السنوات العشر المقبلة شمول الأطفال أقل من 18 عاماً ضمن منظومة التأمين الصحي المجاني، مشيراً إلى أن "القانون جاء ليُؤكد أهمية الاستثمار بالتعليم؛ خاصة مرحلة رياض الأطفال؛ لزيادة نسب الالتحاق بهذه المرحلة". 

وأوضح أن عدد الأطفال في الأردن يصل إلى ما يقارب 3.8 ملايين طفل دون سن 18 عاماً؛ أي ما يزيد عن 40  بالمائة من السكان. ومن بين هؤلاء، ما يقارب 30 بالمائة من الأطفال غير الأردنيين، بما في ذلك العديد من اللاجئين من البلدان المجاورة. كما يشكل الأطفال دون سن التاسعة قرابة خُمس السكان، مما يتطلبُ ضرورة تحسين البنى التحتية التي ستساهمُ في الارتقاء بالخدمات المقدمة لهم، ومن ذلك المساهمة في زيادة الالتحاق برياض الأطفال؛ حيث إن نسبة الالتحاق بمرحلة رياض الأطفال الأولى 5.4 بالمائة، أما مرحلة رياض الأطفال الثانية فقد وصلت إلى 63 بالمائة 

وأشار مقدادي إلى ضرورة تحسين البنى التحتية؛ فالطلب على خدمات رياض الأطفال للمرحلة الثانية يفوق ما هو متوفر من خدمات، وما زالت 20 بالمائة من المدارس تعاني من غياب خدمات الإنترنت، فيما الخدمة المتوفرة ضعيفة، وهنالك 113 مرفقاً فقط مناسباً ومهيئاً للأطفال دون التسع سنوات في عمان، وفقاً لبيانات أمانة عمان. 

بدوره، قال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة إن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية أفردت محوراً خاصاً للتعليم المبكر، إضافة إلى ما جاء في الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم، وما تضمنته رؤية التحديث الاقتصادي في ضوء خارطة الطريق التي ستشهدها المملكة في السنوات العشر المقبلة. 

وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم، وضمن سياساتها وتوجهاتها في مجال دعم رياض الأطفال وتطويرها، سعت لتنفيذ خطوات ملموسة تساهم في تنمية الإنسان، وتوفيرها في مدارسها. 

بدورها، أوضحت مديرة مؤسسة بلان إنترناشونال/ مكتب الأردن، حميدة جهامة، أنه وفق دراسة حال لواقع الطفولة في الأردن، فإن حوالي 1.4 مليون طفل في الأردن لا يحصلون على الرعاية الشاملة، و37 بالمائة منهم يسكنون في عمان، وبخصوص الرعاية الوالدية فإن 65 بالمائة من الأطفال تحت سن الخامسة لم يشاهدوا كتباً مصورة، و35 بالمائة من الأمهات لم يسبق لهن اصطحاب أطفالهن للتنزه ولو لمرة واحدة حتى قريبا من البيت.

وأشار المنسق العام للشبكة العربية لتنمية الطفولة المبكرة، غسان عيسي، إلى أن الأزمات في الوطن العربي مستدامة، كالفقر والتمييز، وكلها تؤثر على  الطفولة المبكرة، وزادت الأمور صعوبة في ظل جائحة كورونا مع ظاهرة التغير المناخي وانعكاساتها، إضافة إلى الحروب والأزمات السياسية. 

وقال إن الشبكة سعت إلى وضع نموذج عصري للتعامل مع الطفولة المبكرة بالاعتماد على نموذج جديد من التنشئة، قوامها حقوق الطفل وتنمية القدرات، وحمايته، وبناء العقل، وتنمية التفكير والوعي لدى الطفل. 

أما مسؤول الطفولة في المجلس العربي للطفولة والتنمية عبدالله عماره، فأوضح أن التعامل مع الأطفال في الوطن العربي في العادة ينطلق من منظور التسلط والإجبار، لافتاً إلى وضع المجلس نموذجاً عربياً يرتكز على حقوق الطفل، ويعتمد على تنمية القدرات والتمكين، والحصول على الحق في الحماية، مشدداً على أهمية دمج الأطفال ذوي الإعاقة في الأردن والعالم العربي مع المجتمع، إضافة إلى الاهتمام بأعمال الفكر وتنمية العقل في مراحل الطفولة المبكرة. 

من جهتها، أكدت المديرة العامة للجمعية الملكية للتوعية الصحية أمل عريفج أن مفهوم رعاية الطفل يتجاوز حقوقه الأساسية كالغذاء والصحة والتعليم، إلى الرعاية الشاملة، مشيرة إلى أهمية توحيد وتضافر الجهود في وضع الخطط والبرامج الخاصة بقطاع الطفولة المبكرة، في جميع المجالات، وخاصة تحقيق الرعاية الصحية الشمولية؛ لضمان مستقبل أفضل للأطفال. 

المساهمون