مأمون الحمادشة.. باحث أردني يبتكر علاجاً للتليف القلبي

17 ديسمبر 2024
الدكتور مأمون الحمادشة، 17 ديسمبر 2024 (مأمون الحمادشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- احتفلت الرمثا بزيارة الدكتور مأمون الحمادشة بعد ابتكاره علاجًا لمرض "الداء النشواني القلبي"، ليصبح أول عربي يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
- بدأ الحمادشة مسيرته العلمية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وحقق إنجازات في تطوير علاجات لأمراض مزمنة، وأسس شركة "إيدوس" التي بيعت لاحقًا بمليار دولار بعد تطوير الدواء.
- أظهر الحمادشة روح العطاء بتبرعاته لدعم الطلاب والمشاريع المجتمعية، ويسعى لتطوير صناعة الأدوية في الأردن وتحسين مخرجات التعليم.

احتفلت مدينة الرمثا أقصى شمال الأردن، بزيارة الدكتور مأمون الحمادشة، عقب نجاحه في ابتكار علاج "الداء النشواني القلبي"، ليصبح أول عربي يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لاستخدام العقار الجديد لمرضى التليف القلبي الناتج عن اعتلال عضلة القلب ويحمل الاسم العلمي (اكوراميدس). وخلال مسيرته العلمية التي بدأت عقب تخرجه من كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عام 1999، تمكن من تطوير علاجات مبتكرة للأمراض المزمنة مثل ألزهايمر وأمراض القلب والسكري.

وينتمي الحمادشة لمدينة الرمثا، التي زارها، الأسبوع الماضي، بعد ربع قرن من سفره إلى الولايات المتحدة، وانتقاله إلى جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، حيث حصل منها على درجة الدكتوراه حول مرض الزهايمر. وخلال بحثه، وجد علاقة تربط بين البروتينات التي تنقل فيتامين A من الكبد إلى الدماغ عند حدوث طفرات وراثية معينة تتسبب في تضخم عضلة القلب وحدوث فشل قلبي (الداء النشواني القلبي)، مما قد يؤدي إلى وفاة المريض في كثير من الأحيان، في الخمسينيات والستينيات من العمر.

طريق الحمادشة لم يكن سهلاً. رغم أن عمله كان موجهًا في البداية لعلاج مرض الزهايمر، إلا أن الاكتشافات العلمية غيرت مسار بحثه، ليصبح العلاج حلاً لمرض آخر بتعاون مشترك مع زميلة له في الجامعة، حيث نجح في تصميم الدواء، وتسجيل براءة اختراع، لتبدأ رحلة التمويل والبحث السريري، وبحسب الحمادشة كان تركيزه على الجانب الكيميائي لتصميم الدواء، بينما كانت زميلته المشاركة في البحث تختص بالجانب البيولوجي، كونها طبيبة بشرية.

يقول الحمادشة لـ"العربي الجديد": "قدّمنا براءة الاختراع وقُبلت، ثم أسسنا شركة تحت اسم 'إيدوس' وبدأنا البحث عن ممولين، وفي عام 2016، عثرنا على ممولين، وبعد ذلك تم بيع الشركة لشركة جديدة، التي أنفقت حوالي مليار دولار على تطوير الدواء". موضحا أن الأبحاث السريرية لهذا الدواء استغرقت وقتا طويلا للكشف عن النتائج النهائية، إذ استغرقت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية ثلاث سنوات، وقبل ذلك مراحل طويلة، بدءًا من الاختبارات على الفئران والحيوانات، وصولاً إلى المرحلة الأولى على البشر في 2017، والمرحلة الثانية في 2018، والمرحلة الثالثة التي شملت 600 مريض واستمرت ثلاث سنوات، وفي النهاية، تم تقديم الدواء إلى الوكالة الأميركية للموافقة، التي تمت في 22 نوفمبر تشرين الثاني/ 2024، ليُباع الدواء الآن في السوق الأميركية.

إلى جانب إنجازه العلمي، أثبت الحمادشة أنه رجل عطاء. ففي لفتة تقدير لوطنه، أعلن عن تبرعات بقيمة ربع مليون دولار لدعم الطلاب المتعثرين في جامعته الأم. عاكسا تقديره للظروف التي مر بها أثناء دراسته، حيث كان والده يستدين لدفع الرسوم الجامعية. وقدم تبرعا سخيا بلغ ربع مليون دولار، منها 100 ألف دولار لجامعته الأم بدل أقساط الطلبة غير المقتدرين، و70 ألفا لإنشاء حديقة لأبناء الرمثا، و30 ألف لمستشفى الرمثا الحكومي، و50 ألف للهيئة الخيرية الهاشمية، وكان قبلها قد تبرع بـ20 ألفا لنادي الرمثا الرياضي.

يسعى الحمادشة إلى تطوير صناعة الأدوية، إذ يفكر في إنشاء مركز أبحاث أردني يسهم في تغيير واقع البحث العلمي في المملكة، على الرغم من أن هذه الخطوة قد تتطلب سنوات طويلة من العمل الشاق، فهو يؤمن أن النجاح لا يأتي بين عشية وضحاها، بل هو نتاج تخطيط طويل الأمد وجهد مستمر.

يختم الدكتور مأمون حديثه بتأكيد أهمية التعليم، ويشدد على ضرورة تحسين مخرجات التعليم في المدارس، لتمكين الطلاب من تطوير مهاراتهم وتوظيفها لخدمة مجتمعاتهم، داعياً المقتدرين الأردنيين إلى التبرع للمدارس وطلاب العلم والجامعات والمؤسسة الخدمية.

المساهمون