مأساة إنسانية.. مركز صحي شمالي سورية يحتاج إلى دعم عاجل

12 سبتمبر 2023
يعاني الأطفال من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية (عدنان الإمام)
+ الخط -

يشكل مركز الرعاية الصحية في بلدة التوامة بريف حلب الغربي، شمال غربي سورية، مصدر الأمل والخدمة لأكثر من 40 ألف نسمة في هذه المنطقة المضطربة. إلا أنه منذ توقف الدعم المالي قبل نحو شهر، بدأ السكان يعيشون في ظروف صعبة، حيث تتجاوز الأزمة تأمين الأدوية والرعاية الصحية الأولية.

هذا المركز الصحي يتألف من كوادر تعمل بشكل تطوعي لتقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية للسكان، ويتعامل شهرياً مع حوالي 6 آلاف مريض. كما يعد المرجعية الرئيسية لسكان المنطقة بفضل قربه وتوفره على العديد من العيادات التي تلبي احتياجات الجميع.

ومع توقف الدعم المالي، يعاني السكان وخصوصاً الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل السيدات والأطفال من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، والانتقال إلى مراكز صحية بعيدة عن بلدتهم.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يكشف حسن عساف، مدير المركز الصحي في بلدة التوامة بريف حلب الغربي، عن توقف الدعم المالي للمركز بسبب نقص الموارد المالية للمنظمة الداعمة. يشير إلى أن المركز كان "يقدم خدمات رائعة للمنطقة، ولكن انقطاع التمويل أثر بشكل كبير على قدرته على تقديم الرعاية الصحية، خاصةً مع وجود عدة عيادات وخدمات مهمة مثل عيادة السنية وعيادة الليشمانيا وعيادات نسائية وعيادات اللقاحات وصيدلية توفر الأدوية مجاناً".

عساف يناشد المنظمات الصحية بإعادة دعم المركز، ويؤكد أن هذا الدعم يمكن أن يكون فارقاً في حياة المرضى والمراجعين الذين يعانون من صعوبات متزايدة في الحياة وارتفاع تكلفة الأدوية، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى المراكز الطبية البعيدة.

الصورة
 انقطاع التمويل يهدد مركزا صحيا يقدم الخدمات لأربعين ألف شخص شمال سورية
نقص في تأمين الأدوية بسبب انقطاع التمويل (عدنان الإمام)

زياد عرب، أحد سكان بلدة التوامة، يشارك قصته كمريض مصاب بمرض الربو، حيث كان يعتمد على الدعم السابق للمركز للحصول على الأدوية. بعد توقف الدعم، وجد نفسه مضطراً للبحث عن علاجه في أماكن بعيدة، مما زاد من تحدياته المادية والنفسية. ويطالب جميع المنظمات بضرورة استعادة الدعم للمركز لمساعدة سكان القرية وتخفيف معاناتهم.

ومع كارثة زلزال السادس من فبراير/شباط الذي ضرب منطقة شمال غربي سورية، تفاقم سوء الوضع الإنساني في المنطقة، وتحول انقطاع التمويل عن المراكز الصحية لكارثة وتهديد حقيقي للسكان، خاصةً مع الصعوبات التي تواجههم في الوصول إلى الرعاية الصحية والضغط الهائل على المراكز الصحية.

وفيما يتعلق بالحاجة الملحة للرعاية الصحية في مناطق شمال سورية، يقول الناشط محمد معراوي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إن المراكز الصحية في البلدات والقرى تلعب دوراً أساسياً في تقديم الخدمات الطبية. يشدد على أهمية استئناف التمويل لهذه المراكز لتوفير الرعاية الصحية للسكان وتخفيف معاناتهم.

منذ ثمانية أشهر، توقف الدعم عن نحو 10 منشآت صحية في منطقة شمال غرب سورية، مما دفع فريق "منسقو استجابة سورية: إلى إصدار تحذير في يناير/كانون الثاني الماضي بشأن العواقب الكارثية لاستمرار هذا التوقف في التمويل.

المساهمون