مأرب تشيع الطفلة ليان طاهر

10 يونيو 2021
ليان طاهر (3 سنوات) قُتلت جراء قصف صاروخي للحوثيين (تويتر)
+ الخط -

شيّع المئات من أبناء مدينة مأرب اليمنية، اليوم الخميس، جثمان الطفلة ليان طاهر (3 سنوات) التي قتلت جراء قصف صاروخي شنته جماعة الحوثيين على محطة وقود، السبت الماضي، وسط مخاوف من مصير مماثل ينتظر آلاف الأطفال في المدينة التي تتعرض لهجمات مستمرة منذ مطلع العام الجاري.  

وكانت طاهر واحدة من ضحايا المجزرة المروعة التي سقط فيها 21 شخصاً بينهم والدها، وقالت السلطات الرسمية إنهم كانوا ينتظرون دورهم أمام محطة تعبئة الوقود قبل أن يباغتهم صاروخ باليستي وطائرة مسيرة من دون طيار.  

وتقدم مراسم التشييع، وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، وقيادات منظمات مدنية، وعشرات الأطفال والنساء الذين رفعوا لافتات منددة بالمجزرة، وأعربوا عن مخاوفهم من مصير مماثل قد يقع فيه أطفال مأرب من الصواريخ والطائرات الباليستية. ووفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد استنكر المشيعون صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجريمة المروعة وكافة جرائم استهداف الأحياء السكنية والأسواق الشعبية ومخيمات وتجمعات النازحين في مدينة مأرب، وطالبوا بموقف دولي واضح وموحد لإدانة هذه الجريمة المروعة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب. 

بالتزامن، نظّم العشرات من أطفال مأرب، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام هيئة مستشفى مأرب العام، حيث رُفعت صور الطفلة ليان ولافتات تستنكر المحرقة الحوثية وتطالب مجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل لحماية أطفال مأرب من صواريخ المليشيات وطائراتها المفخخة. 

وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تغريدة على "تويتر"، إن "رسائل أطفال اليمن أثناء تشييعهم جثمان الطفلة ليان التي تفحمت جثتها جراء المجزرة المروعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي حذرت من مصير مشابه ينتظرهم جراء الاستهداف الحوثي المستمر للمدنيين وفي مقدمتهم النساء والأطفال".  

في السياق، طالبت عدد من منظمات المجتمع المدني في مأرب، اليوم الخميس، النائب العام، "بسرعة التحقيق في المجزرة وإحالة ملف القضية إلى القضاء المحلي والدولي لمحاكمة كافة المجرمين المتورطين فيها على جريمتهم النكراء ولو بعد حين". 

وحذرت المنظمات في بيان مشترك، من تبعات وآثار ونتائج الجرائم والانتهاكات الحوثية الممنهجة بحق المدنيين في محافظة مأرب وفي مقدمتهم النساء والأطفال. وحمّل البيان "قيادة المليشيات الحوثية كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن جرائم العنف والقتل والتنكيل وكافة الانتهاكات المرتكبة عمداً بحق الطفولة والمدنيين في محافظة مأرب على مدى السنوات الماضية". 

ومنذ مطلع فبراير/شباط الماضي، يشنّ الحوثيون هجمات مزدوجة على معاقل الحكومة اليمنية في مدينة مأرب. وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين بـ 25 ألف نسمة، من دون تحديد رقم لعدد الضحايا المدنيين، من جراء استمرار الأعمال القتالية، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.  

وتحقّق منظمات حقوقية محلية ودولية في مقتل أكثر من 5700 طفل خلال النزاع الحالي في اليمن. وبحسب منظمة "أنقذوا الأطفال"، يشكل الأطفال ربع الضحايا المدنيين في حرب اليمن الطاحنة على مدار السنوات الماضية. 

المساهمون