"مآوي الموت": جيش الاحتلال يستهدف الغزيين الباحثين عن الأمان في مبانٍ حددها مسبقاً

19 ديسمبر 2024
دبابة إسرائيلية تدخل قطاع غزة في 11 نوفمبر 2024 (أمير ليفي/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المباني في غزة دون تحديث قائمة الأهداف، مما يعرض المدنيين للخطر ويصنف أي شخص يدخل هذه المباني كإرهابي.
- كشفت شهادات جنود عن "خط الجثث" في محور نتساريم، حيث يتم إطلاق النار على أي شخص يقترب، مما يعكس تنافسًا بين الجنود على قتل الفلسطينيين.
- أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تجاوز عدد الشهداء 45 ألف شخص، بينما تحاول إسرائيل التشكيك في الأرقام، وتؤكد منظمات دولية موثوقيتها.

يُمعن جيش الاحتلال الإسرائيلي في إعدام المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة التي يشنّها هناك بوسائل فتاكة مختلفة، ويقصف مباني يدخلونها باحثين عن مأوى، بسبب تصنيفها منازل لمقاومين، حتى لو كان قد استهدفها. ونقلت صحيفة هآرتس اليوم الخميس، شهادة جنود إسرائيليين، بأن جيش الاحتلال لا يزيل من قوائمه المباني التي تم تحديدها خلال الحرب في قطاع غزة، منازل لنشطاء "إرهابيين"، أو مواقع استعداد للعدو، على حد وصفهم، حتى بعد مهاجمتها.

وتضيف الصحيفة، أن الجيش لا يقوم بتحديث قائمة الأهداف في القطاع، ولا يشير للقوات الموجودة على الأرض لأي من المباني لم تعد تُستخدم من قبل فصائل المقاومة. ويعني هذا أن أي شخص يدخل المبنى، حتى لو كان بريئاً، قد يتعرض لهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي يُصنفه بعد استشهاده "إرهابيا"، وإن لم يعد المكان يشهد نشاطات لفصائل المقاومة.
ويزعم جيش الاحتلال منذ بداية الحرب، أن أعداد الشهداء التي ينشرها، تشمل فقط من "يوجد تأكيد قاطع بأنهم نشطاء إرهابيون"، لكن شهادات الجنود الذين خدموا في القطاع تظهر صورة مختلفة.

وأوضح ضابط في وحدة هجومية، شارك في عدة جولات قتال في قطاع غزة، أن "المنزل النشط (الذي صُنّف أنه للمقاومة) سيظل دائما بنفس التصنيف، حتى لو قُتل الناشط قبل ستة أشهر". وأكد ضابط كبير في جيش الاحتلال هذه المعلومات لصحيفة هآرتس، لكنه زعم أن الجيش بدأ بالعمل بهذه الطريقة بعد إدراكه أن المقاومين يعودون إلى منازلهم، وإلى نقاط الاستعداد حتى بعد مهاجمتها: "كانت هناك أهداف تجددت فيها الحياة فجأة. لذلك إذا قرر شخص ما الدخول إلى هذا المبنى للبحث عن مأوى، فستتم مهاجمة المنزل". وتابع أن التعليمات في منطقة محور نتساريم تنصّ على استهداف أي شخص يدخل إلى مبنى "بغض النظر عن هويته، حتى لو كان يبحث فقط عن مأوى من المطر".

جيش الاحتلال: خط الجثث

وأمس الأربعاء، نشرت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، تحقيقاً، معتمدةً على شهادات جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حول خط وهمي حدده جنود في منطقة محور نتساريم، يُطلقون عليه أيضاً اسم "خط الجثث"، حيث يطلقون النار على كل من يقترب، حتى لو كان طفلاً، ويتركونه لتنهش الكلاب جثمانه، أو ربما تأتي جرافة لاحقاً وتدفن الشهداء في الرمال.
في حديثها عن هذه المنطقة، نقلت صحيفة هآرتس عن قائد في الفرقة 252 في جيش الاحتلال قوله إن "هناك شيئاً يُسمى بين القوات في الميدان خط الجثث. بعد إطلاق النار، لا تُجمع الجثث على الفور، وتأتي مجموعات من الكلاب لتأكلها. في غزة، يعرفون بالفعل أن المكان الذي توجد فيه مجموعات من الكلاب هو المكان الذي يجب عليهم الهروب منه".

وشرح ضابط آخر من الفرقة 252 أنهى أخيراً خدمة الاحتياط، مدى عشوائية الخط والمنافسة بين الجنود على قتل الفلسطينيين: "من وجهة نظر الفرقة، منطقة القتل هي مدى رؤية القناص". لكن الأمر لا يتعلق فقط بالمكان الذي يُقتلون فيه، بل أيضاً بهوية القتلى: "نحن نقتل هناك مدنيين ويتم احتسابهم إرهابيين (...) تحوّلت بيانات المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي عن عدد القتلى لكل وحدة، لواء وفرقة، إلى منافسة بين القوات. إذا قتلت الفرقة 99 ما عدده 150 (فلسطينياً)، فإن الفرقة التالية ستحاول الوصول إلى 200".

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء في القطاع منذ اندلاع الحرب تجاوز 45 ألف شخص. وتشمل الأرقام فقط الشهداء الذين تم إحضارهم إلى المستشفيات وتم تسجيلهم، فيما تقدّر أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير، وأزيد من 10 آلاف شخص ما زالوا مدفونين تحت أنقاض المباني في القطاع. وتم التحقق في الماضي من المعلومات التي نشرتها الوزارة، من قبل منظمات دولية وحكومات ووجدت أنها موثوق بها، في وقت يحاول الاحتلال التشكيك فيها.

وتزعم إسرائيل أن البيانات غير صحيحة، ولكن بخلاف حروب سابقة، لا تحصي دولة الاحتلال أو تنشر أعداد المدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا. ووفقاً لجيش الاحتلال، فقد قتل منذ اندلاع الحرب 14 ألف فلسطيني يعتقد بدرجة عالية أنهم "إرهابيون"، وفق تصنيفه ومزاعمه، ونحو 3 آلاف يعتقد بدرجة متوسطة أنهم كذلك.

المساهمون