"لمسة شفاء" علاج فيزيائي للمصابين في منازلهم بإدلب السورية

16 يناير 2023
متطوعون يقدمون العلاج الفيزيائي في منازل المصابين (جمعية الإخاء التطوعي)
+ الخط -

يواجه مصابون في مناطق شمال غربي سورية صعوبات في تلقي العلاج الفيزيائي الدوري والديمومة عليه، كون العلاج الفيزيائي بحاجة للالتزام بجلسات العلاج على أيدي مختصين، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من محدودية التنقل وقلة مراكز العلاج وعدم قدرة الأهل على نقل ذويهم إليها بسبب ارتفاع التكاليف.

دعت هذه الصعوبات فريق جمعية الإخاء التطوعي للعمل على مبادرة تعنى بتوصيل متطوعي الفريق المختصين إلى منازل المصابين، لإجراء جلسات علاج دورية لهم، إضافة لإجراء مراجعات طبية للمحتاجين من قبل الفريق.


وتحمل المبادرة التي أطلقها الفريق في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي اسم "لمسة شفاء"، وفق ما أوضح مدير "جمعية الإخاء" أحمد الأحمد لـ"العربي الجديد"، مبينا أنها مبادرة لتقديم العلاج الفيزيائي للمحتاجين في المنزل، وهذه المبادرة هي الأولى من نوعها في الشمال السوري، وتقدم العلاج للبالغين والأطفال على حد سواء في المنزل؛ من الذكور والإناث.

ولفت الأحمد إلى أن المبادرة التي يعمل فيها متطوعون مختصون بشهادات خبرة وتراخيص مزاولة مهنة، يساهمون أيضا في حصول المرضى على المراجعات الطبية والتقييم الطبي أيضا، وذلك بالمجان، وحاليا تقتصر المبادرة على مدينة إدلب وتقدم العلاج لنحو 50 مصابا، منهم من يعانون من ضمور عضلي طبيعي، وأيضا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة لمصابي الحرب. لافتا إلى أن "منظمة شفق" تدعم الفريق حاليا من الجانب اللوجستي، وذكر أن الجمعية وفرت بعض أدوات المشي مؤخرا للمرضى، حيث تحاول تلبية بعض الاحتياجات لهم وذلك وفق الإمكانيات.


ويضم الفريق متطوعات إضافة لمتطوعين يعملون على توفير العلاج للأطفال والإناث، وكذلك معالجة الشبان المصابين وفقا لحالة كل مصاب، وتلقى المبادرة ترحيبا من ذوي المصابين، كونها تخفف الكثير من أعباء التنقل، خاصة في الوقت الحالي من فصل الشتاء.

والدة الطفل خليل دوغان المصاب بشلل دماغي، أوضحت خلال حديثها لـ"العربي الجديد" أن المبادرة خففت الكثير من الأعباء عنها، ولفتت إلى أن الفريق يقدم جلسات علاج دورية لابنها، وأنها لمست تحسنا واضحا في وضعه الصحي جراء جلسات العلاج.

بدوره، تحدث خالد، لـ"العربي الجديد"، وهو مواطن يسكن على أطراف مدينة إدلب، مبينا أنه تعرض لإصابة حرب قبل نحو عام ونصف، وكان بحاجة ماسة للعلاج كون الإصابة تسببت له بشلل جزئي. وتعرف على مبادرة "لمسة شفاء" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سجل عبرها، وبعدها تواصل معه فريق الجمعية التطوعي، وهو حاليا يخضع لجلسات علاج دورية في منزله. وقال: "شباب الفريق حددوا موعدا للجلسات، ووضعي الآن في تحسن، نتمنى أن تستمر المبادرة كون المصابين مثلي ليست لديهم القدرة على زيارة مراكز العلاج الخاصة، وهم بحاجة ماسة لها، ونتمنى أن يتم دعمها لتستمر وتقدم الخدمات لعدد أكبر من المصابين".

والدة الطفلين سارة وزهير اللذين يخضعان للعلاج الفيزيائي قالت لـ"العربي الجديد": "وضع طفلي يتحسن، لدينا مراكز في إدلب، غير أن نقل الطفلين متعب لنا، ولكن قدوم الفريق إلى البيت كان مهما جدا، إذ خفف علينا الكثير من المصاعب، نتمنى أن تستمر المبادرة".

وتشير الإحصائيات الأممية إلى وجود 28 بالمائة من السوريين من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني نحو 45 بالمائة منهم من إصابات حرب وإعاقات دائمة تتطلب عناية متخصصة طويلة.

المساهمون