طالبت أسر 37 مفقوداً في رحلة هجرة غير نظامية، اليوم الثلاثاء، بالكشف عن حيثيات اختفاء قارب مهاجرين كان يقلّ أبناءهم من محافظة صفاقس جنوب شرق تونس في اتجاه السواحل الإيطالية.
وقالت الأسر خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة تونس إنّ "المفقودين في ما بات يعرف بقارب الحنشة فُقدوا خلال الليلة الفاصلة ما بين 10 و11 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن انقطع الاتصال بهم وهم في عرض البحر دون أن تظهر أي آثار للقارب أو المعدات أو ناجين محتملين ممن كانوا على متن المركب".
ودعا أهالي المفقودين، السلطات، بالكشف عن مصير أبنائهم لوضع حد لحالة الحيرة والحزن التي تعيشها الأسر في غياب أي أثر للقارب الذي انطلق من ميناء صفاقس وفق ما رصدته كاميرات المراقبة في المكان.
وقال محمد الحنشي، وهو عمّ يسري الحنشي ( 22 عاماً) الذي فقد في رحلة القارب، إن" أغلب المهاجرين هم من الشباب، إذ يبلغ أكبرهم 28 عاماً".
وأكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "العائلات تطالب بإماطة اللثام عن مصير القارب المفقود، لا سيما أن عمليات التمشيط البري التي نفذها الحرس التونسي لم تسفر عن أي نتيجة، ما دفع الأهالي إلى البحث بوسائلهم الخاصة عن أية معلومات عن مآل أبنائهم".
وتابع "تداولت الأسر معلومات عن وجود المركب في ليبيا أو إيطاليا، لكنها تبقى معلومات غير مؤكدة ولم يتم تثبيتها أو نفيها من أي جهة رسمية". وأكد المتحدث "تأثير غياب المعلومة الرسمية عن الوضع النفسي للأسر التي تعيش واقعاً اجتماعياً صعباً".
وتابع "يضطر شباب منطقة الحنشة إلى الهجرة غير النظامية في غياب فرص العمل في المنطقة، وهو ما يجعل الوصول إلى أوروبا الجنة الموعودة بالنسبة إليهم".
واختار الأهالي اليوم العالمي لمحاربة نظام الحدود والتضامن مع عائلات المفقودين في الهجرة غير النظامية، للتذكير بقضية أبنائهم الذين غادروا التراب التونسي عبر البحر خلال شهر يناير الماضي، ولم تتوفر عنهم أي معطيات، وعددهم 37 شخصاً من بينهم نساء وأطفال.
وتقول إيناس اللافي وهي شقيقة أحد المفقودين لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأسر ستتقبل أي معلومة بشأن أبنائها بما في ذلك إعلان وفاتهم رسمياً". وتابعت "أسر المفقودين تعيش وضعاً نفسياً صعباً في غياب أي معلومة رسمية عن مصيرهم".
واعتبرت أن "عدم العثور على القارب أو ناجين أو حتى جثث الضحايا يجعل الأسر متمسكة بالأمل".
وانطلق قارب مهاجري الحنشة وعلى متنه 37 مهاجراً يحملون الجنسية التونسية، من بينهم أطفال كانوا على تواصل مع أسرهم أثناء الرحلة، قبل أن ينقطع الاتصال ويُعلن فقدان المركب من دون الوصول إلى النقطة البحرية التي يفترض أن يكون فُقد فيها.
واعتبر منسّق الهجرة في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، أنّ "مآسي فقدان مراكب المهاجرين هي نتيجة لسياسة الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع الهجرة ونظام التأشيرة"، مُحمّلاً المسؤولية لـ"السلطات التونسية في عدم وضع خطة جدية لمجابهة الفواجع البحرية".
وأشار بن عمر في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "فقدان مراكب الهجرة يتصاعد مع تراجع دور مراكب الإغاثة والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط والتضييق على عملها".
وأكد في سياق متصل أن "عدد المفقودين بات بالآلاف"، مُرجّحاً أن "يكون أضعاف ما تعلنه المنظمات الرسمية".
وكان منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قد قدّر عدد الضحايا والمفقودين في رحلات الهجرة لعام 2023 بنحو 1633 شخصاً من بينهم 1293 مهاجراً فُقدوا أو قضوا على السواحل التونسية.