لغات الإشارة لدمج الأشخاص الصم

24 سبتمبر 2022
يتواصلون بالإشارة (لويس برناردو كانو/ الأناضول)
+ الخط -

في 23 سبتمبر/ أيلول 1951، تأسس الاتحاد العالمي للصم بهدف الحفاظ على لغات الإشارة وثقافة الأشخاص الصم باعتبار ذلك أحد الحقوق الإنسانية الرئيسية لهؤلاء. ويضم الاتحاد حالياً 135 جمعية حول العالم لخدمة حوالي 70 مليون شخص أصم في العالم، يعيش منهم 80 في المائة في البلدان النامية، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة. 
وفي 2017، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اختيار يوم تأسيس هذا الاتحاد يوماً عالمياً للغات الإشارة ضمن فعاليات الأسبوع الدولي الذي يقام لدعم الأشخاص الصم في شهر سبتمبر/ أيلول من كل عام، علماً بأن أول أسبوع دولي للأشخاص الصم كان قد عقد في 1958. وهذا العام، تحتفي الأمم المتحدة بهذا اليوم تحت شعار "لغات الإشارة توحدنا!". وتؤكد المنظمة على ضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها، بما في ذلك التعليم الجيد بلغة الإشارة، الذي يعد أمراً حيوياً لنمو أبناء الأشخاص الصم ودمجهم في مجتمعاتهم وزيادة فرص الاستفادة من قدراتهم في البناء. 

طبيعتها وتاريخها 
لغة الإشارة هي نظام لغوي اصطلاحي يعتمد على رموز يدوية لإيصال المعلومات للآخرين، والتعبير عن المفاهيم والأفكار، وتعد اللغة المكتسبة والمفضلة للأشخاص الصم. وعلى الرغم من تعدد واختلاف لغات الإشارة، فإن من يجيد استخدام لغة ما من هذه اللغات، يستطيع بسهولة التواصل مع مستخدمي اللغات الأخرى وتجاوز الفروقات في وقت وجيز، وهي ميزة لا تتوافر عند مستخدمي اللغات المنطوقة. 
تطوّرت أنظمة التواصل بالإشارات حتى أصبحت لغة حقيقية متكاملة عام 1620، حين ألف خوان بابلو بونيت (1573-1633) كتابه (النظام الأبجدي اليدوي) الذي يعد أقدم كتاب معروف عن لغة الإشارة. أما أول من استخدم نظام الإشارة باعتباره لغةً كاملة للتواصل والتعليم فهو الكاهن الفرنسي ميشيل دي لبي (1712 - 1789) الذي اخترع لغة الإشارة الفرنسية وأسس مدرسة عام 1771، واستخدمها في تعليم الصم. وكان لهذه المدرسة أثر كبير في نشر لغة الإشارة في كافة أنحاء أوروبا. أما أول مدرسة للصم في الولايات المتحدة الأميركية، فقد تأسست عام 1817. والآن، تعد لغة الإشارة في أميركا هي ثالث أكثر اللغات انتشاراً بعد الإنكليزية والإسبانية. 

نشأة عفوية 
يذهب علماء اللغة إلى أن كل لغات الإشارة الموجودة حالياً تنحدر من لغتين هما لغة الإشارة الألمانية ولغة الإشارة الفرنسية القديمة. وعلى الرغم من أن هذه اللغات هي لغات صناعية تم اختراعها في الأساس من قبل الأشخاص غير الصم لمساعدتهم في التواصل، فإن العديد من لغات الإشارة قد أنشئت بطريقة عفوية. وهذه اللغات تتيح فرصة نادرة لدراسة كيفية ولادة اللغات الجديدة، مثل اللغة الذي اخترعها الصم في القرن السابع عشر في جزيرة مارثا فينيارد في المحيط الأطلنطي، ولغة الإشارة النيكاراغوية التي تم تطويرها بشكل عفوي من قبل الأطفال الصم في عدد من المدارس في غرب نيكاراغوا خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي، ولغة الإشارة لعشيرة السيد البدوية التي تعيش في صحراء النقب الفلسطينية المحتلة، والتي تطورت عفوياً إثر وجود عدد كبير من الصم بين أبناء العشيرة.  
يذكر أيضاً أنه في ظل التمييز العنصري الذي عاشت في ظله الولايات المتحدة زمناً طويلاً، نشأت لغة إشارة خاصة بالصم من ذوي البشرة السوداء. 

بلدان عربية
كان اعتماد لغة الإشارة لأول مرة في مصر عام 1972، ثم تطور الاهتمام بها في كافة الدول العربية، كما تم توثيقها من خلال إنشاء قواميس لغة الإشارة العربية. ويوجد العديد من الهيئات العربية التي أخذت على عاتقها وضع مقاييس لتوحيد هذه اللغة والاهتمام بتعليمها، مثل "المؤسسة المصرية لحقوق الصم ومترجمي لغة الإشارة" و"الجمعية القومية السودانية لرعاية وتأهيل الصم" و"مدارس الشمس الأهلية". 

المساهمون