لجنة المتابعة لفلسطينيي الداخل: أوقفوا التعسف بحق الطلاب العرب

لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل: أوقفوا الإجراءات التعسفية بحقّ الطلاب العرب

20 أكتوبر 2023
"جريمة" الطلاب إدانتهم العدوان على غزة على مواقع التواصل الاجتماعي (أحمد حسب الله/ Getty)
+ الخط -

أبرق رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل محمد بركة، اليوم الجمعة، رسالة إلى رؤساء المؤسسات الأكاديمية في الداخل الفلسطيني، وعلى رأسها "جامعة حيفا" و"كلية بتسالئيل للفنون والتصميم" وكلية الإدارة "منهال" وكلية الجليل الغربي، لمطالبتهم بالتراجع عن قرارات تعسفية تستهدف عشرات الطلاب العرب من خلال إبعادهم عن التعليم وفصلهم وإجبارهم على إخلاء المساكن الجامعية، على خلفية تفاعلهم مع العدوان على قطاع غزة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت المؤسسات الأكاديمية قد أطلقت حملة إجراءات تأديبية غير مسبوقة لعشرات الطلاب العرب في الداخل، من بينها تعليق فوري لدراستهم أو فصلهم نهائياً، من دون سابق إنذار. والمؤسسات الأكاديمية الثلاث المذكورة هي التي اتخذت أكبر عدد من الإجراءات التأديبية وأكثرها حدّة، بحسب البلاغات الواردة إلى المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة".

يُذكر أنّ المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" منظمة تُعنى بحقوق الإنسان ومركز قانوني مستقل، تأسّس في العام 1996 ويتّخذ من مدينة حيفا مقرّاً له.

وجاء في نصّ رسالة لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل أنّه "تمّ رصد ومعالجة ما يزيد عن 80 حالة لإجراءات تعسفية كتلك بحقّ طلاب عرب في الجامعات والكليات الأكاديمية، والتي تقع في غالبيتها العظمى في خانة حرية التعبير عن الرأي الدستورية وإبداء التضامن مع أبناء شعبنا ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

وطالبت لجنة المتابعة بـ"إلغاء كلّ الإجراءات بحقّ الطلاب"، والتي أتت "بتجاوز واضح لنطاق صلاحياتها (المؤسسات الأكاديمية) القانونية ومن دون اتخاذ أيّ من الإجراءات المطلوبة للحفاظ على حقوقهم (الطلاب)".

ونددت لجنة المتابعة العليا بـ"مسارعة المؤسسات الأكاديمية إلى اتخاذ قرارات تعسفية أحادية الجانب، وتصريحات بعض منها، بمعاقبة وملاحقة كلّ من ينشر منشورات تحريضية"، مبيّنة أنّ ذلك يعطي "انطباعاً بأنّه يُقَرّ بقضايا هؤلاء الطلاب من دون البحث فيها"، في حين أنّها "تفترض أنّ الطالب العربي مشتبه فيه مسبقاً بدعم العنف وقتل المدنيين". أضافت أنّ ذلك يأتي "في وقت يتعرّض طلاب عرب كثيرون لحملات تشهير وتحريض وكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، بشكل يعرّض حياتهم وأمنهم للخطر، في حين أنّهم لم ينشروا أيّ منشور يتضمّن مخالفة للقانون أو تحريضاً ودعماً للعنف".    

وطالب بركة، في رسالة لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، المؤسسات الأكاديمية بـ"الحفاظ على حقّ حرية التعبير لجميع الطلاب، حتى في أشدّ الظروف، والعمل على تهدئة الأوضاع وخلق بيئة آمنة تشجّع على التسامح وتقبّل الآخر والتفهّم في حرم الجامعات، لإتاحة الإمكانية لتوفّر نسيج اجتماعي ملائم لعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة".

الهيئة الطالبية المشتركة: نرفض استهداف طلابنا والتحريض عليهم

أصدرت الهيئة الطالبية المشتركة في الداخل الفلسطيني بياناً، اليوم الجمعة، أعلنت فيه عن تشكيل هيئات محلية في الجامعات والمعاهد العليا، تضمّ مختلف الحركات الطالبية العربية، "بهدف توحيد الجهود وصدّ الهجمة التحريضية الشديدة على مختلف طلابنا في ظلّ حالة الحرب والعدوان الأخير وحالات الملاحقة التي وصلت إلى تحويل أكثر من 100 طالب إلى إجراءات تأديبية ومئات المنشورات التحريضية ضدّ الطلاب العرب في مختلف الجامعات والكليات والمعاهد العليا".

ولفتت إلى أنّ ملفات الطلاب العرب فُحصت بمعظمها من قبل المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" ومن قبل عدد من الحقوقيين، وقد تبيّن أنّه لا يوجد ما يدين الطلاب فعلاً بأيّ نشر غير قانوني.

يُذكَر أنّ هذه الهيئة تعمل تحت مظلة الهيئة العربية للطوارئ ولجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، بالتنسيق مع لجنة متابعة قضايا التعليم، وبالتعاون مع كلّ الأطر الطالبية السياسية والثقافية الناشطة في الجامعات والمعاهد العليا من أجل تشكيل أوسع شبكة حماية للطلاب، وتطوير أدوات عمل جماعي أمام الجامعات والمحاضرين والجهات القانونية ومختلف الجهات الأخرى المعنية في العالم من أجل وقف التحريض واستهداف الطلاب العرب.

وأوضحت الهيئة أنّ هذا التنظيم الواسع يشتمل على رسالة واضحة وهي أنّ "طلابنا وطالباتنا في مختلف الجامعات والمعاهد العليا لن يكونوا لقمة سائغة للتحريض والاستهداف، وهم موحّدون جميعاً بكلّ الطاقات والقدرات الواسعة لحماية جمهور الطلاب ووضع خطوات عملية في هذا الشأن سوف نعلن عنها تباعا". أضافت أنّها سوف تعلن عن روابط لرصد التحريض ضدّ الطلاب العرب، وكذلك للتطوّع من أجل تكثيف الجهود في العمل ضدّ التحريض واستهداف هؤلاء.

المساهمون