دعا رئيس لجنة الطوارئ العليا في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة أحمد الصوفي إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بطريقة واسعة ومن دون قيود، بالإضافة إلى العمل على وقف إطلاق نار كامل، وسط تزايد أعداد النازحين الفلسطينيين من مختلف مناطق القطاع على خلفية الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم التسعين.
وقال الصوفي، في مؤتمر صحافي عقده في "مستشفى أبو يوسف النجار" بمدينة رفح، اليوم الخميس، إنّ الاحتلال حصر 1.3 مليون نسمة في غرب مدينة رفح التي لا تتجاوز مساحتها 20 كيلومتراً مربّعاً، بعد القصف الذي طاول أماكن سكن الفلسطينيين النازحين في مختلف أنحاء القطاع.
أضاف الصوفي أنّ النازحين محرومون من الدواء ومن أبسط الحقوق الإنسانية بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع المحاصر واستمرار الحرب منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مؤكداً وجود عجز كبير في تقديم الخدمات الأساسية من جرّاء الاكتظاظ المهول في جنوب القطاع.
وأوضح الصوفي أنّ إجمالي عدد النازحين إلى مدينة رفح منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة بلغ مليون نازح توزّعوا على مراكز إيواء يتبع بعضها لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأخرى تابعة للحكومة.
وأشار رئيس لجنة الطوارئ العليا في مدينة رفح إلى أنّ المنطقة المعروفة باسم "سوافي رفح" اكتظت بدورها بالنازحين، مع 268 ألف نسمة في ساحتها وشوارعها من دون خدمات ولا إيواء، واصفاً ما يحدث حالياً بـ"المحرقة" الحقيقية في حقّ الشعب الفلسطيني في غزة.
وأطلق الصوفي نداء استغاثة للمؤسسات الدولية والدول العربية والإسلامية يتضمّن وقف إطلاق نار فورياً، وفتح المعابر على مدار الساعة، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وإجلاء الجرحى من القطاع إلى المستشفيات في الدول العربية والإسلامية.
نازحو غزة يتكدّسون في رفح
من جهته، دعا عضو لجنة الطوارئ العليا ومدير "مستشفى أبو يوسف النجار" مروان الهمص إلى ضرورة السماح بإدخال معدّات المستشفيات الميدانية على نطاق واسع، في ظلّ تكدّس الفلسطينيين النازحين في رفح، وتحديداً في المناطق الغربية من المدينة الجنوبية المحاذية للحدود مع مصر.
وقال الهمص، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحافي نفسه، إنّ المستشفى كان يقدّم خدماته إلى 300 ألف نسمة في السابق، أمّا اليوم فإلى نحو 1.3 مليون نسمة، لافتاً إلى تكدّس النازحين في أقسام المستشفى المختلفة، وذلك وسط نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
وتحدّث الهمص عن انتشار واسع لأمراض عدّة بين النازحين الفلسطينيين في الأسابيع الماضية، وسط اكتظاظ مراكز الإيواء والمنازل، إلى جانب النقص في التغذية وانقطاع المياه وصعوبة الحصول عليها.
وأفاد الهمص بأنّ الطواقم الطبية رصدت انتشار فيروسات تسبّبت في حالات إسهال، إلى جانب انتشار مرض جدري المياه بين الأطفال، عدا عن التهاب السحايا الذي تخطّت الإصابات فيه 110 آلاف حالة، الأمر الذي يدقّ ناقوس الخطر.
وشدّد مدير "مستشفى أبو يوسف النجار" على ضرورة وقف إطلاق النار وفتح المعابر لإدخال المساعدات الطبية العاجلة، إذ إنّ ما سبق إدخاله نفد كلياً بسبب الضغط الشديد على المستشفيات، نظراً إلى الأعداد الكبيرة من المصابين والشهداء.
وبحسب البيانات الأخيرة التي كشفت عنها وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 22 ألفاً و438 شهيداً و57 ألفاً و614 جريحاً.
The Palestinian people subjected to collective punishment with too little humanitarian aid allowed in.
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) January 3, 2024
The clock is ticking fast towards #famine. #ceasefire now #Gaza pic.twitter.com/KQ4fHpsCsQ
أونروا: الفلسطينيون في غزة يتعرّضون لعقاب جماعي
في سياق متصل، رأى المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أنّ سكان قطاع غزة يتعرّضون لـ"عقاب جماعي" في ظلّ شحّ المساعدات الإنسانية.
أضاف لازاريني، في تدوينة نشرها عبر منصة "إكس" حول الوضع في قطاع غزة المحاصر والمستهدف بالهجمات الإسرائيلية، أنّ الحرب الوحشية مستمرّة منذ ثلاثة أشهر، مشيراً إلى نزوح جماعي وخسائر بشرية وجرحى ودمار.
وإذ قال المفوّض الأممي إنّ المعاناة التي لا تُحتمل تفاقمت بسبب مواصلة تجريد أهل غزة من الإنسانية والترويج غير المحدود لخطاب الكراهية، شدّد على أنّ "الشعب الفلسطيني يتعرّض لعقاب جماعي مع عدم السماح إلا بقليل من المساعدات الإنسانية". وحذّر لازاريني من أنّ الوضع في قطاع غزة "يتّجه نحو المجاعة"، داعياً إلى وقف إطلاق النار.
تجدر الإشارة إلى أنّ مدير شؤون وكالة أونروا في قطاع غزة توماس وايت كان قد أفاد، في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأنّ "قطاع غزة يعاني من جوع كارثي"، وأنّ "40 في المائة من سكانه معرّضون لخطر المجاعة". أضاف وايت أنّ "كلّ يوم في قطاع غزة هو صراع من أجل البقاء، بحثاً عن الغذاء والمياه"، مشدّداً على "الحاجة إلى مزيد من الإمدادات المنتظمة التي تتطلب وصولاً آمناً ومستداماً للإمدادات الإنسانية في كلّ مكان، بما في ذلك شمالي قطاع غزة".