لبنان يبدأ حملة تلقيح ضد كورونا: شهادات وإرشادات مهمة حول اللقاح

14 فبراير 2021
الممثّل اللبناني صلاح تيزاني من أول من تلقوا اللقاح (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

باشرت ثلاثة مستشفيات ودار للعجزة في لبنان، اليوم الأحد، إعطاء أولى جرعات لقاح "فايزر" الأميركي المضاد لفيروس كورونا، لمن هم في الصفوف الأمامية: الطاقم الطبي والتمريضي، والمسنّين، بالتزامن مع إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح من السرايا الحكومية برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب.

وتلقى رئيس دائرة العناية الفائقة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، محمود حسون، الجرعة الأولى من لقاح "فايزر"، بحضور الرئيس حسان دياب، ووزير الصحة، حمد حسن، وذلك في إطار الدفعة الأولى من الشحنات التي وصلت، أمس السبت، من بلجيكا إلى لبنان وضمّت 28.080 جرعة. ودعا حسون اللبنانيين إلى الإقدام على هذه الخطوة، لتحقيق المناعة المجتمعية.

انطلاق حملة التطعيم ضدّ كورونا في لبنان (حسين بيضون/العربي الجديد)

وأشار  حسون، إلى أنّ الدراسات التي أجريت أثبتت فعالية لقاح فايزر كغيره من اللقاحات التي بدأت تُعتَمَد، وعلى الجميع تلقّيه، لأن اللقاح هو الحلّ الوحيد للتخلّص من الجائحة، ومن دونه، سينتشر الفيروس بسلالاته وتركيباته الجديدة، ما يرفع الإصابات والوفيات.

وقال حسون، لـ"العربي الجديد"، إنّ مائة شخص من الطاقم الطبي والتمريضي، سيتلقّى اليوم الأحد اللقاح. ومن اليوم حتى الأربعاء، يُفترَض أن يخضعَ حوالي 500 شخص للقاح، من أصل 900 تقريباً، من الأطباء والممرّضين العاملين في مستشفى الحريري، باعتبار أنّ الذين أصيبوا بالفيروس ليسوا من المشمولين راهناً، وهناك قسم آخر سيتلقى اللقاح في مراحل لاحقة.

كما تلقى الممثّل اللبناني القدير، صلاح تيزاني، المعروف بـ"أبو سليم"، اللقاح اليوم، في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت. وشجّع "أبو سليم"، اللبنانيين على اتخاذ هذه الخطوة، من أجل سلامتهم الشخصية وحفاظاً على صحّة المجتمع بأكمله، وتمنّى عليهم عدم الخوف أو الشعور بأيّ قلق يحول دون أخذهم للقاح.

وقال الممثل تيزاني، لـ"العربي الجديد"، بعد تلقّيه اللقاح، إنّه كان من أشدّ المُتحمِّسين لهذه الخطوة وهو سعيدٌ بأن يكون أول من تلقى اللقاح في لبنان، لكنه في المقابل، عاتبٌ على سلطات بلاده، كونها تأخّرت كثيراً في تأمين اللقاحات، وخصوصاً لكبار السنّ ومن يعانون من أمراضٍ مزمنة، وهم يعيشون مع تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا على الأراضي اللبنانية، منذ سنة تقريباً، هاجس العدوى وانتقال الوباء الفتّاك إليهم وإلى أفراد عائلاتهم.

من جهتها، قالت الممرضة، رولا عبد القادر، التي أُنيطت بها، مع عدد من زملائها، إعطاء اللقاحات في المركز المُخصَّص التابع لمستشفى الحريري، إنّ التجربة هي حتماً فريدة من نوعها، وعُقِدَت ورش عمل مكثفة قبل بدء حملة التلقيح، من تدريباتٍ وتحضيرات، لا سيما على صعيد كيفية التعاطي مع متلقي اللقاح.

انطلاق حملة التطعيم ضدّ كورونا في لبنان (حسين بيضون/العربي الجديد)

ولفتت عبد القادر إلى أهمية تفسير الإرشادات للشخص قبل إعطائه اللقاح، سواء على صعيد العوارض الجانبية، والآثار التي يتركها اللقاح بعد ساعات قليلة على تلقيه، وخلال المرحلة المقبلة. إذ يجب على متلقي اللقاح، بعد عودته إلى المنزل، مراقبة نفسه خلال الأربع ساعات التالية، والتوجّه إلى الطوارئ، في حال الشعور بتورم أو ضيق نفس.

كذلك، من الأعراض التي يمكن أن يشعر بها متلقو اللقاح: الألم، الإحمرار أو التورم، في مكان الحقنة، حُمّى خفيفة، إرهاق، ألم في العضل أو صداع. وللتخفيف من العوارض، يُنصَح بوضع ضمادة باردة مكان الحقنة، ممارسة تمارين للذراع التي أخذت فيها الحقنة، على أن يتوجه الشخص إلى الطوارئ في حال ازدياد العوارض حدّة، ازدياد التورم والاحمرار أو استمرارها لأكثر من 3 أيام.

وتحدّث وزير الصحة، حمد حسن، إلى الإعلاميين، مؤكداً، أهمية التزام المواطن بالموعد المطلوب لناحية تلقي الجرعات، كي لا تذهب اللقاحات هدراً ولكي تؤدي مهمتها. مع الإشارة إلى أنّ وزير الصحة أصيب بفيروس كورونا، وصرّح بأنه لن يتلقّى اللقاح.

وشدّد حسن الذي شارك في إعطاء جرعة من اللقاح إلى عضو في الطاقم الطبي التابع لمستشفى بيروت الحكومي، على أنّ اللقاح هو سلاحٌ حاسمٌ وناجع في محاربة الوباء، داعياً المواطنين إلى التسجيل على المنصة المخصّصة للراغبين في تلقي اللقاح، والتشدّد بالوقاية والإجراءات التي يجب أن يواصل المواطنون التزامهم بها، حتى أولئك الذين أخذوا اللقاح.

وتباشر مستشفيات الحريري، والجامعة الأميركية في بيروت، والقديس جاورجيوس، إضافة إلى دار المسيح الملك للعجزة، اليوم، إعطاء أولى جرعات لقاح "فايزر"، على أن ترتفع أعداد المراكز تدريجياً، ومع وصول شحنات إضافية في الفترة المقبلة.

وقال الرئيس دياب، إنه لن يتلقى اللقاح اليوم، تاركاً الأولوية والأفضلية للطاقم الصحي، الذي يجب أن تقدَّم له الحماية من هذا الخطر، ليتمكّن من الاستمرار برسالته بهدف حماية الناس.

من جهته، كشف الباحث في "الدولية للمعلومات"، محمد شمس الدين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "565 ألف شخص سجّلوا حتى الساعة على المنصة المخصّصة للراغبين بتلقي اللقاح، في حين أنّ الرقم المستهدف كحدّ أدنى هو 3.2 ملايين، ما يعني أننا ما زلنا بعيدين جداً عن تحقيق المناعة المجتمعية، باعتبار أنّ المسجّلين لا يتخطّون نسبة الـ17 في المائة". في حين تأمل وزارة الصحة في لبنان، تلقيح 80 في المائة من السكّان بحلول نهاية العام.

وحجز لبنان حوالي مليونين ومائة ألف جرعة من لقاح "فايزر"، وسيتم الحصول على هذه الجرعات وفق أربعة مراحل، لتصل تباعاً إلى البلاد خلال العام 2021، بحيث تمّ تحديد أول خمس دفعات، على النحو التالي، الأسبوع الأول 28.080 جرعة، الأسبوع الثاني 31.590 جرعة، والأسبوع الثالث 41.120 جرعة، والأسبوع الرابع 32.760 جرعة، والأسبوع الخامس 36.270 جرعة.

وتستهدف المرحلة الأولى التي انطلقت اليوم، العاملين في القطاع الصحي العام والخاص الذين هم بالخطوط الأمامية لمكافحة فيروس كورونا، كبار السن، أي من تخطوا سنّ الـ 65  بغض النظر عن حالتهم الصحية، والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 ويعانون من أمراض مزمنة.

كذلك، تلقى مدير مستشفى الحريري، الدكتور فراس أبيض، اللقاح، وعلّق قائلاً، "الأفعال أهم من الأقوال، خلونا ناخد اللقاح، ونحمي حالنا والمجتمع".

واعتبر أبيض، مدير مستشفى بيروت الحكزمي، الذي كان أول من جهز قسماً لكورونا في لبنان، واستقبل المريضة الأولى لديه، وهو اليوم يفتتح عملية التلقيح، أنّ اللقاح، هو أجمل هدية يمكن أن يطلبها شخص في عيد الحب.

وتحدّث نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فريد بلحاج، عبر تطبيق زوم خلال حملة التلقيح الوطنية لمكافحة فيروس كورونا التي انطلقت من السرايا الحكومية، وأشار إلى أنه بهدف التصدي لجائحة كورونا وإنقاذ الأرواح، عمل البنك الدولي على تخصيص 34 مليون دولار لمساعدة لبنان في شراء اللقاحات والمباشرة بحملة تلقيح وطنية تغطي مليوني شخص من اللبنانيين وغير اللبنانيين. وقد وافق مجلس الإدارة على هذه المبادرة الطارئة بسرعة قصوى، ما خوّل الحكومة اللبنانية شراء اللقاحات في غضون 48 ساعة، ليصبح لبنان البلد الأول الذي يستفيد من هكذا مبادرة على مستوى البنك. 

وأضاف بلحاج، "يصرّ البنك الدولي على تبني أقصى معايير الشفافية في إدارة عملية التلقيح. وبموجب الخطة الوطنية التي تستند إلى توصيات منظمة الصحة العالمية، الأولوية الآن هي للعاملين في المجال الصحي الذين يعرّضون حياتهم للخطر كلّ يوم لإنقاذ المصابين، وكبار السن فوق 65 عاماً، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ضمن فئة عمرية محددة". ودعا الجميع في لبنان لاستخدام المنصة للتسجيل وانتظار دورهم، مهما كانت رتبتهم الوظيفية أو انتماءاتهم السياسية. فالمصداقية والشفافية هما العنصران الأساسيان في جميع برامج ومشاريع البنك الدولي حول العالم، دون استثناءات تحت أي ظرف أو شكل من الأشكال، وأضاف: "نقولها بكل وضوح، لا مجال للواسطة". 

المساهمون