لبنان: لاعبة كرة قدم تستعيد وعيها بعد شهرين على إصابتها بالحرب

08 يناير 2025
سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان لكرة القدم للسيدات في صورة متداولة (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان لكرة القدم للسيدات، لإصابة خطيرة جراء غارة إسرائيلية، مما أدى إلى دخولها في غيبوبة لمدة شهرين، وأوقفت مسيرتها الرياضية مؤقتًا.
- بعد استفاقتها، بدأت سيلين تتجاوب باستخدام لغة الإشارة والكتابة، وتخضع للعلاج الفيزيائي وتنتظر عملية جراحية في الرأس، وسط أمل والدتها في استعادة صحتها.
- سيلين قادت فريقها للفوز بلقب الدوري اللبناني وساهمت في إحراز منتخب لبنان لبطولة غرب آسيا، ووالدتها تتمنى أن تحتفل بعيد ميلادها العشرين وهي بصحة جيدة.

استفاقت الشابة سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان لكرة القدم للسيدات، من غيبوبتها بعد نحو شهرين على إصابتها خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان. وكانت سيلين البالغة من العمر 19 عاماً، أصيبت بشظايا ناجمة عن استهداف جيش الاحتلال لمنطقة الشياح (القريبة من الضاحية الجنوبية لبيروت) في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أسبوع من موعد مشاركتها في تمثيل لبنان بمنتخبه الوطني وخوض مباراة بمواجهة منتخب الأردن. سيلين، لاعبة خط الوسط تمّ تعيينها مع مطلع الصيف الماضي أي قبل الحرب، أصغر مدرّبة للفريق، قبل أن يطيح الإجرام الإسرائيلي بأحلامها وطموحاتها بتحقيق النجومية، ويجعلها طريحة الفراش بين خط الحياة والموت، تقاوم حتى الرمق الأخير.

فرحة العودة للحياة والمعجزة الإلهية، ترويها والدتها سناء شحرور، وتقول لـ"العربي الجديد": "قطعت سيلين مرحلة الخطر واستفاقت وبدأت تتجاوب، وكلنا أمل أن تستعيد كامل قواها العقلية والجسدية وأن تعود لنشاطها الرياضي المعهود. لقد صلّت كل الأديان السماوية ودعت لشفاء ابنتي الصغرى، ونحن نصلّي وندعو لعودتها بطلة الملاعب". وتكشف الأم لأربعة أولاد، أن "سيلين لا زالت في غرفة العناية الفائقة في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي – "الروم" في بيروت، وهي غير قادرة على الكلام بسبب وجود الأنابيب وأجهزة التنفس الاصطناعي، لكنها تتفاعل معنا بعينيها ويديها، من خلال لغة الإشارة والكتابة ورمشة العين للإجابة عن أسئلتنا وحاجاتها وآلامها. وقد عبّرت للممرضة بالكتابة عن ألم في معدتها".

وتضيف "إنها خطوة جيدة، وكانت الصور الشعاعية أظهرت سابقاً أن الإصابة لم تؤثر على الدماغ رغم النزيف والكسور في الجمجمة. لكن لا يمكن اليوم حسم الأمور والحديث عن استعادتها إدراكها الكامل، فكما قال الطبيب علينا التريث ومراقبة وضعها الصحي كل يوم بيومه، حيث تنتظرها رحلة علاج طويلة. ومنذ أكثر من أسبوع بدأت مرحلة العلاج الفيزيائي، خاصة لقدمها ويدها اليسرى بسبب حركتهما البطيئة جداً، وطمأننا الطبيب أنها ستتحسن، لكن يبقى أمامها عملية جراحية في الرأس".

وتشرح سناء كيف نزحوا إثر العدوان الإسرائيلي من منزلهم في منطقة الشياح (بيروت) إلى بلدة بعقلين (جبل لبنان)، بعد أن دبّرت لهم سيلين منزلاً عبر أصدقائها. غير أنها اضطرت بعد فترة للعودة إلى منزلهم في بيروت، لمتابعة تمارينها ودراستها حيث تتخصص مدربة كرة قدم ولياقة بدنية في معهد قريب وفي منطقة من المفترض أنها آمنة. لم تكن سيلين تخاف إطلاقاً من البقاء في منزلنا القريب من الضاحية الجنوبية، وكانت تغادر عند صدور أي إنذار إسرائيلي بضرورة الإخلاء. ويوم إصابتها، أيقظها والدها عبر الهاتف، بعد صدور بلاغات العدو باستهداف منطقة الشياح، فغادرت المنزل على الفور، لكنها كانت ضحية الاستهداف الإسرائيلي الذي طاولها وهي في الشارع على بُعد أكثر من ألف متر، فكأن أن أصابتها الشظايا برأسها. وكم تمنى والدها لو أنه لم يوقظها".

الوالدة التي لا تسعها فرحتها اليوم، ترجو أن يحلّ عيد ميلاد سيلين في إبريل/نيسان المقبل وهي بكامل صحتها وتألقها، وتضيف: "سيصبح عمر ابنتي عشرين سنة، وهي الشابة التي عشقت كرة القدم منذ طفولتها، كانت تشتري الكرة عوض لعبة "باربي" وتلعب بها بجانب المنزل. كانت تقصد "ملاعب قصقص" في بيروت وهي بعمر السبع سنوات، قبل أن تنضم إلى أكاديمية خاصة بكرة القدم ولم تتجاوز حينها العشر سنوات، حتى لفتت الأنظار، فكان أن ضمّها نادي الإخاء الأهلي عاليه إلى صفوفه وهي بعمر 13 سنة، ومن ثم نادي الصفاء، قبل أن تصبح أخيراً إحدى أبرز اللاعبات في "بيروت فوتبول أكاديمي (BFA)"، وقادت الفريق نحو إحراز لقب الدوري اللبناني للسيدات الموسم الماضي، وساهمت بإحراز منتخب لبنان لبطولة غرب آسيا تحت 18 عاماً في عام 2022".

وتلفت والدة سيلين إلى أن ابنتها "شاركت مرتين في مباريات غرب آسيا في الأردن، حيث نال المنتخب الوطني للسيدات حينها المركز الأول". وتأسف كون سيلين خسرت هذه المرة فرصة المشاركة في مباريات الأردن، كونها أصيبت قبل أسبوع". وتستذكر الوالدة شخصية سيلين "القوية والمستقلة"، وتقول: "طالما اتسمت بالإصرار والعزيمة والتحدي لتحقيق النجاحات والإنجازات. سيلين تعطي من قلبها، فهي شابة طيبة، رقيقة، حنونة وكريمة النفس لا تتوانى عن مساعدة الآخرين وعمل الخير".

المساهمون