الجيش اللبناني يعلن تحرير 8 فلسطينيين اختطفتهم عصابة تهريب بشر

11 سبتمبر 2024
مخيّم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الجيش اللبناني حرر ثمانية فلسطينيين من مخيم برج البراجنة، كانوا قد خُطفوا من عصابة تهريب بشر وعدتهم بتهريبهم إلى أوروبا.
- العصابة طالبت بفدية مالية وعرضت فيديوهات تعذيب للضغط على ذوي المختطفين، واستدرجت الضحايا بحجة تهريبهم إلى أوروبا.
- أهالي المخيم نظموا احتجاجات غاضبة، مطالبين بتحرير أبنائهم الذين لجأوا للهجرة هرباً من البطالة والفقر والجوع.

أعلن الجيش اللبناني، اليوم الأربعاء، تحرير ثمانية فلسطينيين من سكان مخيّم برج البراجنة في بيروت، سبق وخطفتهم عصابة لتهريب البشر، حيث أقنعتهم بقدرتها على تهريبهم إلى أوروبا عبر شاطئ طرابلس شمالي لبنان، وقال مصدرٌ في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "المحرّرين الفلسطينيين جرى تسليمهم إلى مخابرات الجيش، وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة التفاصيل وكشف جميع المتورطين في القضية"، مشيرا إلى أنّ "عملية التحرير حصلت بعد رصدٍ ومتابعة أمنية، بحيث تم العثور عليهم في منطقة البقاع".

وقال مصدر في مخابرات الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إنّ تحرير المخطوفين تم على الحدود اللبنانية السورية بالتحديد، وتم تحريرهم بعد مداهمات، مشيرا إلى عدم وجود أي موقوفين بالقضية ومازالت التحقيقات مستمرة.

وفي وقت سابق، تعرّض عدد من الفلسطينيين من أبناء مخيّم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية للخطف على أيدي عصابة من السماسرة، وطالبت العصابة ذوي المختطفين بدفع مبالغ مالية طائلة لقاء الإفراج عنهم، عارضةً فيديوهات تعذيب بهدف الضغط عليهم وحثهم على الإسراع في تحويل الأموال. واستدرجت العصابة ثمانية أشخاص بينهم سيّدة وقصّر من برج البراجنة بحجة تهريبهم إلى أوروبا عبر شاطئ طرابلس شمالي لبنان، وعمدت إلى اختطافهم عند وصولهم إلى نقطة السفارة الكويتية في بيروت، حيث أقلّتهم حافلة على أساس إيصالهم إلى الميناء بيد أنّ المسار تغيّر، وانقطع الاتصال بهم، وروى والد أحد الشبّان المخطوفين لـ"العربي الجديد" تفاصيل ما حصل، إذ جرى خداع أولادهم الذين وجدوا في الهجرة بحراً إلى أوروبا ملاذاً للبحث عن حياة جديدة، وسبل أفضل للعيش.

وقال الوالد: "الأربعاء الماضي، عند حوالي الساعة الواحدة، ذهب ابني ومعه الأشخاص الذين يريدون الهجرة بحراً إلى منطقة السفارة الكويتية في بيروت، حيث كان بانتظارهم سائق الحافلة، وصعدوا معه، وبقي التواصل قائماً حتى وصولهم إلى أول طرابلس، على أساس أنهم يتجهون إلى الميناء، لكن السائق أخبرهم أنه لا يمكن الذهاب مباشرة إلى المكان لأن هناك حاجزا لمخابرات الجيش، ما يحتّم تغيير الوجهة، ومن ثم فقدت الاتصال بابني".

وأضاف: "بعد ذلك، بدأ السمسار بالتواصل معي، وإرسال رسائل صوتية لابني تُظهر أنه بخير، من حيث النبرة، وطريقة الحديث، وطلب مني الذهاب لدفع المال المتفق عليه للسفر عبر خدمة OMT، عندها طلبت منه إرسال فيديو لابني يوثق أنه وصل لأن الاتفاق كان قائماً على دفع المبلغ عند الوصول، فقال لي إن الأمر صعب لأن هناك نحو 21 شخصا معه، لكني تلقيت رسالة بصوت ابني من رقم هاتف آخر، يطلب فيها منّي أن ألتقي شخصاً يدعى طارق، عديل شاب معه وتحويل المال عبر الشركة المذكورة، فارتحت قليلاً، وذهبت إلى الشخص هذا وحوّلنا 2500 دولار لاسمه و5000 لاسم آخر وتلقينا رسالتين بوصول المبلغين إلى المعنيَيْن.. هذا كان يوم السبت".

وتابع: "يوم الأحد، بعد ساعات العصر تقريباً، تلقيت رسالة بأنني إذا أردت عودة ابني إلى البيت فعليّ أن أدفع مبلغ 20 ألف دولار، فقدت أعصابي لحظتها، وذهبت إلى عديل الشاب، فأخبرني أنه تلقى الرسالة نفسها، ثم عمد ليلاً إلى إرسال رسالة جديدة يضغط فيها عليّ للدفع، وأنا لا أملك هذا المبلغ، حتى أن المال الذي دُفع للهجرة (على أساس) كله بالدّين، وابني يفكر بالسفر منذ عشر سنوات، بعدها عمد إلى إرسال ثلاثة فيديوهات، فتحت واحداً منها. لا يمكن مشاهدته ولم أقوَ على ذلك، إذ يظهر لحظة تعذيب نجلي، من ثم عمد السمسار إلى حذفها، وقام بإرسال رسالة بأني إذا أردت أن يبقى ابني على قيد الحياة ولا يموت، يجب أن أرسل المال له، لكنه بعدها حظر رقمي". وأشار إلى أنّ "الرحلة كانت إلى إيطاليا ومن هناك إلى ألمانيا، والأشخاص الذين كانوا معه هم ثمانية، بينهم قصّر ووالدتهم وأبوهم، وشبّان".

وشهد مخيم برج البراجنة أمس الثلاثاء احتجاجاً غاضباً للأهالي قطعوا خلاله الطريق بالإطارات المشتعلة، وطالبوا الجهات الرسمية والأحزاب السياسية بتحرير أولادهم من أيدي العصابة، وردّد الأهالي أنّ أولادهم وجدوا في الهجرة بحراً السبيل الوحيد للهرب من البطالة والفقر والجوع، وللحصول على أبسط حقوق العيش بكرامة، وغامروا بأرواحهم بعدما أقفلت جميع الأبواب بوجههم، ولم تعد لديهم القدرة على الصمود.

المساهمون