لبنان: طالبات يتهمن أستاذاً بالتحرش الجنسي بهنّ ووزارة التربية توقفه عن العمل

06 ديسمبر 2021
ضرورة احترام حرمة الجامعات والمدارس (Getty)
+ الخط -

نفّذت طالبات في ثانوية جورج صراف في طرابلس، شمالي لبنان، تحركاً صباح اليوم الاثنين، لرفع الصوت بوجه أستاذ (س. م) ادّعين أنه تحرّش بهن وضايقهن جنسيًا، وطالبن بمحاكمته.

ومساء اليوم، أصدرت وزارة التربية والتعليم بياناً أكّدت فيه أنّ الوزير عباس الحلبي يتابع القضية، وقد تسلّم من الإدارة نتائج التحقيق الأوّلي مع الأستاذ، وبناءً على ذلك تمّ وقفه عن التدريس وأُحيل الملف إلى الهيئة العليا للتأديب ومصلحة حماية الأحداث في وزارة العدل لاتّخاذ الإجراءات اللازمة. وطلب وزير التربية من المديرية العامة للتربية عبر الوحدات المختصة تأمين الدعم النفسي والاجتماعي لتلاميذ الثانوية.

وبعد نشر إحدى الطالبات ما حصل معها، تشجّعت زميلاتها وقرّرن فضح الأستاذ وكشف ما جرى معهنّ في الصفّ، ونشر رسائل إلكترونية فيها ايحاءات جنسية أرسلها إليهنّ عبر تطبيق التراسل الفوري "واتساب"، وطلب فيها منهنّ إما المجيء إليه أو فتح كاميرا الهاتف لرؤيتهنّ، أو يعمد إلى الاتصال بهنّ عبر تقنية "فيديو كول" ويطلّ بمظهرٍ غير لائق.

وأكدت الطالبات في نصّ الدعوات التي أرسلت للمشاركة في تحرّك اليوم: "إننا لن نسمح باستباحة مساحاتنا العامة، فالجامعات والمدارس وسائر الأطر الأكاديمية لنا، وليرحل عنها المتحرشون والذكوريون وكل من يصدق سردياتهم".

وتحدثت إحدى الطالبات من الاعتصام الذي نفذّ أمام حرم المدرسة عن الأساليب التي كان يستخدمها الأستاذ مع طالباته، وهي إحدى "ضحاياه"، والطريقة التي كان يتحرش فيها بهنّ سواء لفظياً أو جسدياً، ويختار الأوقات المناسبة لذلك، والتي لا يكون بمقدورهنّ فعل شيء أو مواجهته أو الدفاع عن أنفسهنّ.

وأشارت إلى أن الأستاذ كان يتقصّد إيذاء الطالبة التي تتصدّى له، وخصوصاً على صعيد العلامات التي يضعها لهنّ في الامتحانات.

وانضمّ إلى التحرك عددٌ كبير من الطلاب، الذين أطلقوا هتافات تدعو إلى رفع الصوت عالياً بوجه كل الممارسات ومحاسبة كل متحرش مهما كانت رتبته أو موقعه، مؤكدين أن تحركهم سيبقى مفتوحاً إلى حين محاسبة الأستاذ ومنعه من التدريس في أية مدرسة لما يشكل وجوده من خطر على الطلاب.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

ودخل الطلاب والطالبات إلى مكتب مدير الثانوية، حيث نفذوا اعتصاماً احتجاجياً واعترضوا على طريقة تعاطي الإدارة مع القضية وعدم اتخاذ موقف بحق الأستاذ.

وتواصل "العربي الجديد" مع مدير الثانوية محي الدين حداد، الذي رفض التعليق على ما يحصل، مؤكداً أن القرار الذي يتخذ بحق الأستاذ يعود للمديرية العامة للتربية.
وفضّل المدير عدم التطرق إلى ما حصل في مكتبه اليوم، في ظل الحديث عن تعرضه للاعتداء، مكتفياً بالقول "هذه أمور خاصة"، كما رفض التعليق عما يحكى عن طرد التلميذة التي كانت أول من فضح ممارسات "الأستاذ المتحرِّش"، مع العلم أن متابعين للقضية أكدوا أن هذا الكلام ليس صحيحاً.

وتواصل "العربي الجديد" أيضاً مع مصادر رسمية في وزارة التربية أكدت أن الموضوع قيد المتابعة، ولكن لا معطيات رسمية بعد أو إجراءات اتخذت، بانتظار انتهاء وزير التربية عباس الحلبي من مؤتمر يحضره ليتابع القضية.

وأكدت مصادر وزارة التربية لـ"العربي الجديد" أنه تم توقيف الأستاذ عن التدريس بانتظار انتهاء التحقيقات مع جميع المعنيين، وهناك مساعد اجتماعي سيعمد إلى التحدث مع الطالبات والاستماع اليهنّ عما حصل معهنّ. كما حضر إلى المدرسة فريق من وزارة التربية وقام بالتحقيق مع مدير المدرسة.

يدوره قال رئيس منظمة الاتحاد لكرامة الإنسان، الإعلامي جو معلوف، "نتابع قضية التحرش مع الجهات المعنية بحيث إن هناك شكوى سابقة أمام إدارة المدرسة بها وقد أحيلت إلى المعنيين في وزارة التربية، إنما لم تتخذ إجراءات سريعة مما دفع الأهالي والطلاب إلى التحرك".

 

المساهمون