لبنان: دعاوى تحرش في حق أستاذ ومُدرّب كرة قدم أوهم قاصرين بالنجومية

24 أكتوبر 2023
اعترف المتهم بتحرشه واغتصابه نحو 13 قاصراً قبل أن يتراجع عن أقواله (Getty)
+ الخط -

تكاد قضايا التحرّش والاغتصاب لا تنتهي في لبنان، لا سيما بحق الأطفال والقاصرين من دون أي رادع يكبح جماح هذه المأساة. فبعد الحادثة المُفجعة التي أودت بحياة الطفلة لين طالب وحوادث أخرى مشابهة، برزت إلى الواجهة قضية تحرّش بحق عدد من الفتيان في بلدة القلمون شمال البلاد.

وعلى الرغم من محاولات التكتم، غير أن ناشطين تداولوا معطيات بأن "المدعو ف. ف"، وهو أستاذ مادة الفيزياء وناظر في مدرسة المنار الإسلامية (مدرسة خاصة) ومؤسس ومدير أكاديمية القلمون لكرة القدم، كان قد أوقف في شهر أغسطس/ آب الماضي، بتهمة التحرش بعدد من الفتيان. وقد أفرج القضاء اللبناني عنه بكفالة مالية منذ أيام، واحتفل أهله بالمفرقعات والزمامير وتوزيع الحلوى تحت بيوت ضحاياه، وفق قولهم. وغرّد البعض مطالباً بـ"إعادته إلى السجن".

وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، كشفت والدة أحد الضحايا أن "ابنها تعرض للتحرش من قبل الأستاذ الثلاثيني المذكور". وقالت: "لم نعلم بالحادثة إلا بعد أن تحلى ابني بالجرأة، بمساعدة أحد أهالي البلدة الذي لاحظ تصرفات غريبة ومنافية للأخلاق يقوم بها الأستاذ داخل الجامع، كان يقترب من القاصرين بعد صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، ويتحرش بهم. فكان أن راقبه وحاول معرفة الحقائق من القاصرين".

وتابعت: "لاحظت بعض التغيرات، كاكتفاء ابني ببعض المباريات وعدم رغبته في الذهاب للأكاديمية. وبعد انتشار تسجيل صوتي ومقطع فيديو يثبت محاولات تحرشه، كشف بعض الفتيان أنه كان يدعوهم للغداء أو العشاء، ويتحرش بهم داخل السيارة أو في الأكاديمية والجامع. كما أن أحد الضحايا أصيب بنوبة ذعر، ونُقل إلى المستشفى. لكن للأسف بعض الأهالي أنكروا تعرض أبنائهم للتحرش، علماً أن طبيبين شرعيين أفادا بحصول التحرّش، من دون أن تثبت عليه لغاية الساعة تهمة الاغتصاب. علماً أنه كان قد اعترف بتحرشه واغتصابه نحو 13 قاصراً، قبل أن يتراجع عن أقواله".

وتحدثت الوالدة عن "ثلاث دعاوى بحقه، غير أن المحسوبيات ضغطت باتجاه إطلاق سراح مجرمٍ، كنا نظنّه خلوقاً وملتزماً دينيّاً". وأضافت: "كان يستدرج الفتيان ويقنعهم بفكرة "التوبة" والمغفرة. كما كان يحرمهم من بطولات محددة، في حال عدم الانصياع لرغباته".

وأفاد مصدر من أبناء البلدة بأن "أهالي الضحايا تظاهروا أمس الاثنين أمام منزل المتهم تحت شعار "أُخرج من القلمون يا مغتصب الأطفال"، خصوصاً أن أهله يواصلون التهديد ودفع الرشاوى". وقال: "كان الأستاذ ينشر فيديوهات عن الإيمان والصلاة. وقد صُدمت عندما رأيت محادثة بينه وبين أحد القاصرين يستدرجه فيها لأفعال مشينة. كما كشف شابان تعرّضا للتحرش، أنه كان يهددهما قائلاً: "إن لم نمارس هذه الأفعال لن تصبحا لاعبين عالميين مثل رونالدو وميسي".

وأفادت الاختصاصية الاجتماعية والخبيرة في الحماية الأسرية، رنا غنوي، أن "لبنان يسجل شهريّاً نحو 80 حالة تحرش ومحاولة اغتصاب بحق الأطفال، علماً أن العدد أكبر عندما نتحدث عن تحرش لفظي ومعنوي وإلكتروني، وكلما اشتدت الأزمات والفوضى وغياب القانون، ازدادت الأعداد". وشددت على "ضرورة تطبيق قانون العقوبات والقانون 422 (قانون حماية الأطفال من العنف) بحذافيره".

وأوضحت أن "الأستاذ المذكور خرج لممارسة حياته، رغم أن براءته لم تثبت بعد. وفي مثل هذه الحالات الجرمية، لا يجوز أن يخرج بسند كفالة".

المساهمون