حذّر مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة صحة النظام السوري، توفيق حسابا، من "حالة الاستهتار لدى السكان في التعامل مع فيروس كورونا، جراء ارتفاع كبير في أعداد المصابين في مناطق سيطرة النظام مؤخرا".
وكشف حسابا، في تصريحات لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أن مشافي دمشق ليس فيها أي سرير فارغ في غرف العناية المشددة لاستقبال مصابي كورونا، ويتم البحث عن إمكانية توفير عناية مشددة لهم في مشفى الزبداني والقطيفة، مشيراً إلى أن أهالي بعض المصابين استهجنوا التزام الكوادر الطبية الإسعافية باللباس الواقي والتعامل بحذر مع المصاب بفيروس كورونا، وذلك خلال عملية نقله بسيارة الإسعاف بين مشافي دمشق، في محاولة لإيجاد سرير شاغر في غرف العناية المشددة له.
ولفت المتحدث إلى أن المصابين الذين يحتاجون إلى متابعة صحية في غرفة العناية المشددة لا يمكن نقلهم إلى مشفى الطوارئ في الفيحاء، كونه غير مجهز، وهو مخصص لاستقبال المرضى الذين يحتاجون لتوفير الأوكسجين فقط، وكون تجهيزات العناية المشددة تختلف عن تجهيزات مشفى الطوارئ في الفيحاء في دمشق. وأشار إلى أن الوضع في باقي المحافظات أفضل من دمشق، نظرا لإمكانية استقبال المستشفيات لمصابي فيروس كورونا الذين يحتاجون إلى متابعة في غرف العناية المشددة لكن بنسب مختلفة.
الطبيب طارق العبد، المقيم في دمشق، لفت إلى أن منحى الإصابات بالفيروس في تزايد مستمر، يوما تلو الآخر، وأسرّة غرف العزل تكاد تمتلئ، الفرق الطبية لا تهدأ، سواء عبر الاستشارات أو المعاينات، رغم العدد والخبرات المتوفرة، لكننا أمام أعداد إصابات لم نشهدها حتى في الصيف.
وتابع العبد، في تدوينة له على فيسبوك "حالات انهيار الأكسجين نراها يوميا وبشدة... وللأسف مصير أصحابها محزن جدا".
وأردف الطبيب أيضا أنه يتفهم الضغط المعيشي الذي يتصدر أولويات المواطنين في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه ليس من الضروري حضور الأعراس والتعازي والإصرار على العناق والتقبيل والمصافحة. مبينا أن من ليست لديه قدرة على شراء كمامة يمكن أن يلجأ إلى صنع واحدة من قطعة قماش.
وختم الطبيب "المؤكد أن المشافي بكوادرها والأطباء بمختلف الفرق، قد قررت عدم الهروب من واجبها والعمل للثانية الأخيرة، لكن ساعدونا قليلا. نستطيع أن نسيطر على انتشار الجائحة، لأن اللقاح قبل أن يصل لا وسيلة للبقاء سوى الوقاية".
في المقابل، أكد مصدر محلي من العاصمة دمشق، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أن هناك حالة غير مسبوقة من اللامبالاة لدى السكان بخصوص الوقاية من فيروس كورونا، وهذا بدوره يزيد من معدل الإصابات، فمن يتجول في دمشق يظن للوهلة الأولى أن الفيروس غير موجود في الأصل، نظرا لعدم وجود أي مظاهر تدل على تفشيه. قليل من المارة يرتدون الكمامات، إضافة إلى أن الازدحام ذاته قبل تفشي الفيروس في وسائل النقل وغيرها.
ووفقا لوزارة صحة النظام السوري، سجلت أمس 120 إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق سيطرته، بينما تعافى 90 شخصا وتوفي 10 مصابين بالفيروس.