غالباً ما تُستخدم كلمة "إدمان" لوصف أي سلوك اندفاعي مفرط يسبب توتراً ويؤثر على حياة الشخص اليومية. ويمكن أن يشير الإدمان إلى تعاطي المخدرات أو سلوكيات معينة مثل القمار. وعلى الرغم من أن الإفراط في استخدام الهاتف المحمول غير معترف به رسمياً على أنه إدمان، يمكن أن يؤثر على حياة الشخص، ويؤدي إلى التوتر والإجهاد ومشاكل في العلاقات الاجتماعية وغير ذلك، بحسب موقع Psychcentral.
ويرى خبراء أنه سلوك مضطرب، ويقدمون العلاجات للتخفيف من آثاره السلبية على الحياة اليومية للفرد. عام 2016، حددت دراسة عدداً من المعايير لتشخيص الإدمان على الهواتف الذكية، والتي تتداخل بعض الشيء مع معايير الإدمان السلوكي، منها:
- عدم القدرة المتكررة على مقاومة الدافع لاستخدام الهاتف الذكي.
- القلق أو الانفعال بعد مرور فترة من دون استخدام الهاتف الذكي.
- استخدام الهاتف الذكي لفترة أطول مما كان مخططاً.
- محاولات فاشلة للإقلاع عن استخدام الهاتف الذكي أو تقليل مدة استعماله.
- قضاء وقت مفرط في استخدام الهاتف الذكي، على الرغم من المشاكل الجسدية أو العقلية الناتجة عن ذلك.
وأظهرت الأبحاث وجود صلة بين الاستخدام المفرط للهواتف الذكية واضطرابات الصحة العقلية. وتعاني فئة المراهقين والشباب من مخاطر إضافية. ويؤثر الاستمرار في استخدام الهواتف الذكية على التنظيم العاطفي والوظيفة المعرفية ويؤدي إلى تدني احترام الذات. كما قد يؤدي إلى الإصابة بالأرق والصداع النصفي، بالإضافة إلى تغيرات في المادة الرمادية في الدماغ الموجودة في الطبقة الخارجية وتُعرف بقشرة الدماغ. وتحتوي المادة الرمادية على عدد كبير من الخلايا العصبية، مما يسمح لها بمعالجة المعلومات وإصدار أوامر جديدة تمر عبر الألياف العصبية الموجودة في المادة البيضاء.
لذلك، من المهم وضع الحدود بمساعدة الهاتف الذي يحتوي على تطبيقات تساعد على تتبع مدى استخدامك له وبالتالي ضبط الأمر. كذلك، من المهم تحديد المحفزات التي تدفع إلى الإفراط في استخدام الهاتف الذكي، منها الرغبة في التواصل الاجتماعي، ومحاولة نسيان موقف محرج أو مزعج. من الضروري أيضاً وضع الهاتف بعيداً أثناء النوم ليلاً، والحدّ من الإخطارات.