كيف يجب التعامل مع أطفال تعرضوا لصدمة؟

04 يونيو 2022
أدت حرب روسيا على أوكرانيا إلى فقدان الطفلة قدمها (جون مور/ Getty)
+ الخط -

يمكن أن تكون للصدمة (تروما) آثار مدمّرة على صحة الطفل النفسية ورفاهيته، إلا أن الأبحاث أظهرت أن التعافي ممكن. وكانت السنوات الأخيرة مليئة بالاضطرابات الاجتماعية والسياسية والحروب والأزمات الاقتصادية والعزلة والخوف وتفشي فيروس كورونا الجديد وغير ذلك.

في عام 2021، أعلنت مجلة الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، ورابطة مستشفيات الأطفال، أن الصحة العقلية للأطفال تمثل أزمة صحية وطنية، وأشارت إلى "أننا نعتني بالشباب الذين يعانون من الاكتئاب وكذلك من القلق والصدمات والوحدة والانتحار، إذ إن هذه الاضطرابات لها آثار دائمة عليهم وعلى عائلاتهم ومجتمعاتهم". في هذا الإطار، يجب أن يكون الأهل ومقدمو الرعاية على دراية تامة بالصدمات المحتملة التي قد يتعرض لها أطفالهم، وكيفية الاستجابة بشكل فعال في حال لاحظوا عليهم علامات وأعراض الصدمة.

وتشير الدراسة إلى أنّ إلمام الوالدين بماهيّة الصدمات من شأنه أن يخفّف من آثارها السلبية على الأطفال. هذا الإلمام يعني الإدراك بأن الصدمة التي تصيب الأطفال حقيقية وتتطلب تدخلاً مناسباً للمساعدة في الشفاء، والتوعية حول الصدمة التي قد تصيب الأطفال وآثارها، وفهم أعراض الصدمة والاستجابة لها، ومعرفة كيفية تأثير الصدمة على الأطفال وسلوكهم، وإيجاد وسائل للتخفيف من المشاكل التي قد تعيق القدرة على تقديم الدعم المناسب.

في هذا الإطار، يجب خلق بيئة آمنة وتلبية الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والنوم والرعاية الطبية، والحد من العوامل الخارجية التي قد تؤثر سلباً عليهم. كذلك، يجب على الأهل الملمين بماهية الصدمات إدراك مدى أهمية الترابط والتواصل للتغلب على الصدمة، وبالتالي السعي إلى تمتين العلاقة التي تربطهم بأطفالهم، بالإضافة إلى بناء علاقات مع أشخاص آخرين يمكن الوثوق بهم. كما يجب أن يستجيب الأهل بشكل مناسب لأطفالهم بدلاً من الرد بطريقة غير فعالة وضارة. 

إلى ذلك، يجب على الأهل مساعدة الطفل على تحديد عواطفه وإدارتها من دون أي أحكام، بالإضافة إلى استراتيجيات التأقلم والوقت المناسب لاستخدامها، وصولاً إلى الاستقرار العاطفي.

المساهمون