كورونا يخترق مدارس العراق مجدّداً ويهدّد العام الدراسي الحالي

14 يناير 2022
مخاوف من انتشار الفيروس في صفوف الطلاب (Getty)
+ الخط -

بعد استقرار دام أكثر من 3 أشهر للعام الدراسي الحالي في العراق، والذي اعتمد بشكل رئيسي على التعليم الحضوري، يُهدّد فيروس كورونا مجدّداً استمرار الدراسة في المدارس العراقية بعد تسجيل إصابات كبيرة في عدد من المؤسسات، ما أرعب أهالي الطلاب من جهة، ودفع باتجاه مطالبات بإيجاد حلول عاجلة لتجنب تفشي الوباء من جهة ثانية.

وأعلن العراق، أخيرا، دخوله الموجة الرابعة من الفيروس، وسط تصاعد متسارع في نسبة الإصابات، التي سجلت يوم أمس 2385 إصابة جديدة و4 وفيات، مقابل تماثل 370 مصابا للشفاء.

ولم تكن المدارس العراقية بمنأى عن تلك الإصابات، إذ سجلت كثير منها نسباً متفاوتة بالفيروس، الأمر الذي أثار الرعب لدى أهالي الطلاب.

وزارة التربية، من جهتها، أكدت في بيان "استمرار دوام الملاكات التربوية والتعليمية والإشرافية والإدارية التابعة للمديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات كافة، والمدارس على ما كانت عليه دون أي تغيير"، مبينة أن "جميع المؤسسات التربوية تخضع على وجه الخصوص والحصر إلى تعليمات اللجنة العليا للصحة السلامة، وهي ملتزمة بها بشكل تام".

وشددت على أن "آلية وطبيعة الدوام الرسمي في المديريات العامة للتربية وكذلك المدارس تُحددان من قبل وزارة التربية حصراً".

إلا أن مسؤولا في الوزارة أكد أن الوزارة بدأت تبحث ملف العام الدراسي الحالي، وتحدد الحلول التي قد تلجأ إليها في حال تزايد الإصابات، مبينا لـ"العربي الجديد" أنه "تم تسجيل العديد من الإصابات في مدارس عدة ببغداد والمحافظات، وصلت إلى نحو 50 إصابة في مدرسة واحدة، وهو رقم كبير جدا".

وأوضح أنّ "إدارات تلك المدارس أكدت، في كتب رسمية قدمتها للوزارة، تعرضها لضغوط من قبل الأهالي لإغلاق المدارس خوفا من انتشار سريع بين الطلاب"، مبينا أن "الوزارة تبحث حاليا الحلول التي قد تلجأ إليها في حال استمرار تصاعد الإصابات".

وأكد أن "الخيارات المطروحة أمام الوزارة هي العودة إلى التعليم الإلكتروني (عن بُعد)، وتسريع وتيرة الامتحانات، واختصار المناهج الدراسية"، مبينا أن "قرار الوزارة بكل الأحوال متوقف على قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة".

وأشار إلى أنه "تم تشديد الرقابة الصحية في جميع المدارس، ومنع الطلاب المصابين من الدوام، وإحالتهم إلى المراكز الصحية".

وكانت الحكومة المحلية في العاصمة بغداد، وعدد من الوزارات، اتخذت قرارا بـ"تقليص الدوام الرسمي في الدوائر التابعة لها بنسبة 50 بالمائة، نظراً للظروف السائدة وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس".

من جهته، أكد والد إحدى الطالبات في إحدى مدارس، بغداد التي سجلت أكثر من 20 إصابة، أنه أجبر على عدم إرسال ابنته إلى المدرسة عدة أيام، وقال أب آية لـ"العربي الجديد": "منعت ابنتي من الذهاب إلى المدرسة.. لا يمكن استمرار الدراسة بعد تسجيل إصابات فيها"، مبينا "أبلغنا المدرسة بضرورة إيجاد حل لذلك، لا سيما أن الأطفال لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية، وأن أعداد الطلاب كثيرة في القاعة الواحدة، ما يجعلهم عرضة للإصابة".

وعقدت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية اجتماعا الأسبوع الماضي، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ناقش تطورات جائحة كورونا في البلاد، في ظل الزيادة الحادة بالإصابات، والجهود الصحية المتوخاة لاحتواء الموجة الجديدة التي يشهدها العراق حالياً، وقررت تشديد الإجراءات الوقائية في عموم البلاد.

المساهمون