كوادر تونس الطبية تعاني من الإجهاد والاكتئاب في ظل كورونا

09 يناير 2021
تشكو كوادر تونس الصحية من الإهمال الحكومي (جديدي وسيم/Getty)
+ الخط -

تخشى منظمات صحية الوصول إلى حالة الإنهاك الحاد التي تهدد الكوادر الطبية وشبه الطبية بالتزامن مع ارتفاع قياسي في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، ما يتطلب إمكانيات بشرية أكبر لمواجهة الموجة الثالثة من الجائحة.
ومنذ مارس/آذار الماضي، تواصل الكوادر الطبية وشبه الطبية علاج المصابي بكورونا، أو مساعدة المصابين على التعافي، غير أن العمل المستمر بات يهدد صحتهم، كما يعانون من الإجهاد الزائد والاكتئاب، فضلا عن الخوف اليومي من الإصابة بالفيروس أو نقله إلى عائلاتهم، بعد إصابة نحو 8 آلاف طبيب وممرض.

وأكدت رئيسة المجلس الجهوي لهيئة الأطباء لمياء القلال حالة الهلع التي تعيشها الكوادر الطبية، بعد وفاة نحو 20 طبيبا متأثرين بإصابتهم بالفيروس، مؤكدة أن من بين زملائها من يتعاطون مضادات الاكتئاب حتى يتمكنوا من مواصلة العمل.
وكشفت القلال، لـ"العربي الجديد"، عن قصة إحدى زميلاتها التي جاءت لمراجعة قسم الباطنة، ليتبين بعد الفحص أنها تعاني من نوع نادر من قرحة المعدة، وأنها أصبيت بها من جراء الإجهاد.
وقال رئيس قسم الطوارئ الطبّي سمير عبد المؤمن إن "الكوادر الطبية وشبه الطبية في حالة إنهاك، يتزامن مع غياب وعي يسمح بتجاهل تدابير كورونا لتخفيف العبء عن القطاع الصحي"، موضحا لـ"العربي الجديد" أن "المشرفين على الأقسام الطبيّة يسعون إلى إيجاد حلول، وتنظيم العمل بما يسمح للعاملين بالحصول على قسط من الراحة لاستعادة أنفاسهم بعد إجهاد دام عدة أشهر، فمن بين الطواقم الطبية من يعمل مدة 24 ساعة متواصلة".

كوفيد-19
التحديثات الحية

وعبّر عبد المؤمن عن قلقه إزاء الوضع الصحي، مشيرا إلى أن "تضحيات المتخصصين في الرعاية الصحية قد تذهب سدى خلال المدة القادمة، بسبب التراخي الذي يعرفه المجتمع التونسي، وعدم تشدد السلطات في تطبيق تدابير الوقاية ومعاقبة المخالفين"، كما لم يستبعد تضاعف عدد ضحايا الفيروس قبل بدء التلقيح، بسبب الارتفاع القياسي في عدد المصابين الناتج عن التجمعات العمالية والإَضرابات والاحتجاجات خلال الأسابيع الماضية.
ولم تكشف السلطات الصحية التونسية عن خطتها الجديدة لكبح العدوى، في حين تتصاعد الدعوات للعودة إلى فرض الحجر الصحي الشامل بهدف كسر سلاسل العدوى.
وطلب الرئيس التونسي قيس سعيد أمس الجمعة، عقب لقاء مع أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، اتخاذ الإجراءات اللازمة بالسرعة المطلوبة لوقف انتشار الفيروس، وكلف وزير الشؤون الخارجية والهجرة بالاتصال مع عدد من نظرائه في الدول، التي توصلت إلى لقاحات أثبتت نجاعتها، لتسريع اقتناء اللقاح، وبدء حملات التلقيح.

المساهمون