كنيسة القديس فيليب... بلسم شافٍ لجرحى حرب الإبادة على غزة

19 فبراير 2024
كنيسة القديس فيليب بغزة (الأناضول)
+ الخط -

تحولت قاعة الكنيسة التابعة للأسقفية الأنجليكانية إلى مركز لعلاج مصابين فلسطينيين في حرب الإبادة المتواصلة على مدينة غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد توقف غالبية المستشفيات عن العمل.

واستبدل المصابون أسرّة المستشفيات التي دمرها الاحتلال بأسرّة ومقاعد خشبية داخل إحدى قاعات كنيسة القديس فيليب المبشّر في البلدة القديمة بمدينة غزة، حيث يحصل المصابون على الرعاية الصحية الأولية داخل هذه الكنيسة، بعد خروج المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل.

الصورة
كنيسة القديس فيليب المبشر في البلدة القديمة بمدينة غزة (الأناضول)
كنيسة القديس فيليب المبشر في البلدة القديمة بمدينة غزة (الأناضول)

وتعمّد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المستشفيات والمراكز الطبية العاملة في قطاع غزة ضمن حربها المدمرة، وكان آخرها تحويل مجمع ناصر الطبي غرب خانيونس، الخميس، إلى "ثكنة عسكرية" بعد اقتحامه، وفق بيانات لوزارة الصحة الفلسطينية والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

كنيسة القديس فيليب.. خدمات بإمكانات بسيطة

وأخرج الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب على القطاع، 31 مستشفى عن الخدمة، و53 مركزًا صحيًا، فيما استهدف 152 مؤسسة صحية  جزئياً و124 سيارة إسعاف، وفق إحصائيات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي.

ويستلقي الشاب محمد مصطفى أبو زور (38 عامًا) على كرسي خشبي داخل قاعة كنيسة القديس فيليب، ويتلقى العلاج بعد اصابته في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلته في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

ويقول وملامح الإعياء واضحة على وجهه: "بعد قصف منزل العائلة غبت عن الوعي، وعندما استفقت وجدت نفسي داخل هذه القاعة وحولي عدد آخر من المصابين"، مضيفًا "الخدمات العلاجية جيدة، لكنها بسيطة بسبب عدم وجود إمكانات ومعدات ومستلزمات طبية، فالمكان غير مجهز للتعامل مع الجرحى أو المصابين".

ويؤكد أهمية إعادة تشغيل المستشفيات العاملة في مدينة غزة لتقديم خدماتها العلاجية للمصابين والجرحى.

وتنقل غالبية الإصابات الناتجة عن الغارات الإسرائيلية في مدينة غزة إلى المستشفى المعمداني الوحيد الذي ما زال يعمل في المدينة، ونتيجة للضغط الكبير على المستشفى المسيحي يُنقل جزء من المصابين بجروح متوسطة إلى قاعة كنيسة القديس فيليب التي تعد ضمن المنشآت التابعة للمستشفى.

الصورة
كنيسة القديس فيليب المبشر في البلدة القديمة بمدينة غزة (الأناضول)
كنيسة القديس فيليب المبشر في البلدة القديمة بمدينة غزة (الأناضول)

الشاب خالد الشرقاوي (21 عامًا) خرج حديثًا من الكنيسة التي تلقى فيها العلاج على مدار أسبوعين بعد إصابته بشظايا في مناطق متفرقة من جسده جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة في حي الرمال، غربي مدينة غزة.

ويقول الشرقاوي: "لم يكن هناك متسع في المستشفى، فنقلوني إلى قاعة الكنيسة، وهناك كان الممرّضون يقدمون الرعاية الطبية لي ولعشرات من المصابين يوميًّا"، مضيفًا "غادرت الكنيسة وأنا الحمد لله بصحة جيدة، وسأعود إلى هنا مرتين كل أسبوع لتبديل ضمادات الجروح والتقرحات".

ويشير إلى أن الفلسطينيين في مدينة غزة لا يجدون المسكّنات، ويعانون كثيراً جراء خروج المستشفيات عن الخدمة بعد استهدافها من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الممرض محمد أسعد متطوع منذ 3 أشهر في المستشفى المعمداني، ويعمل كذلك على تقديم الرعاية الطبية للمرضى المنومين في قاعة كنيسة القديس فيليب، يقول: "لم يكن أمامنا خيار آخر سوى نقل الجرحى إلى قاعة الكنيسة، فغرف المستشفى وممراتها ممتلئة تماماً".

ويكمل: "المشرفون على الكنيسة هم من بادروا باستضافة الجرحى في قاعتها كما بادروا سابقًا باستضافة أعداد كبيرة من النازحين المدمرة منازلهم. في غزة لا فرق بين مسلم ومسيحي، كلنا شعب واحد".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، للمرة الأولى منذ تأسيسها.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون