كبار السن الأوكرانيون يجدون ملجأ لهم في عربات المترو

20 مارس 2022
مترو كييف ملاذ للآلاف من أهالي العاصمة الأوكرانية منذ بداية الحرب (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

لا يُعرف ما الذي يجعل الأوكرانية فالنتينا كاتكوفا تسترسل في البكاء أكثر، المرض وتقدم السن أم واقع أنها تمكث الآن في عربة قطار أنفاق في كييف هرباً من القصف الروسي.

والمرأة البالغة 77 عاماً واحدة من 200 شخص من أهالي كييف وجدوا ملجأ لهم في محطة مترو في شمال غرب المدينة، بينما تسعى قوات موسكو شيئاً فشيئاً إلى تطويق العاصمة.

والبعض منهم كبار في السن، يفضلون المقاعد الجلدية في مقصورة القطار على النوم على فرش أو في خيم في محطة سيرتس ذات أرضية الغرانيت.

مرتدية معطفاً بنفسجي اللون وقبعة من الصوف، تظهر كاتكوفا بين الأبواب الجرارة لعربة قطار مطلية بالأزرق وعليها خط أصفر؛ ألوان العلم الأوكراني.

وهي تعاني مشكلة في السمع وكلامها غير مفهوم ولا تكف عن البكاء عند سؤالها عن عدد الأيام والليالي التي أمضتها في العربة الباردة والرطبة.

وتقول "منذ 24 فبراير/ شباط"؛ تاريخ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

أما ابنتها وصهرها وابنها وحفيدتها فقد أمضوا لياليهم في رصيف بطول 100 متر في المحطة في الأسابيع الثلاثة الماضية.

وتضيف "أنا كوني مسنة موجودة هنا لأنني تعرضت في السابق لأزمة قلبية، لذا أنا هنا أنام في العربة".

بالكاد تتسع لها المقاعد القاسية في العربة، فيما وضعت على حافة فوق المقاعد عبوة مياه وكوباً.

قضايا وناس
التحديثات الحية

الحياة أكثر أهمية

مترو كييف، وهو من بين المحطات الأعمق بناء في العالم، ملاذ للآلاف من أهالي كييف منذ بداية الحرب.

تستمر رحلات القطارات على مسار واحد في كل من المحطات، فيما يستقبل المسار الآخر الراغبين في المكوث في المحطة.

وتشكو نينا بيدوبنا البالغة 70 عاماً، جارة كاتكوفا في العربة الملاصقة، من أنها لم تكن على ما يرام في الأيام الأولى بعد وصولها إلى المحطة.

وقالت جالسة في العربة ومتدثرة ببطانية صوف زرقاء "شعرت بتوعك، أصبت بالحمى".

حتى إنه أغمي عليها ذات يوم، كما تقول، علماً بأنّ طواقم المترو "العطوفين" سارعوا لتقديم الإسعافات الأولية لها.

غير أنّ بيدوبنا مستعدة لتحمل هذه الصعوبات من أجل السلامة التي تؤمنها المحطة الواقعة على عمق 60 متراً تحت الأرض.

وتقول "ليس لدينا ملجأ على الإطلاق" في شقتها الواقعة على بعد بضعة كيلومترات عن المعارك الضارية في الضواحي الشمالية الشرقية لكييف.

وتضيف "المكان هنا عميق. ورغم أنه رطب مع احتمال الإصابة بنزلة برد، نأتي إلى هنا لأنّ الحياة أكثر أهمية".

(فرانس برس)

المساهمون