- خلال رمضان السابق، سددت ديون 100 غارم بـ98 مليون ريال، وفي 2022، 150 غارماً بـ68 مليون ريال، مع زيادة حالات الغارمين بسبب مشاريع فاشلة.
- قدمت مساعدات بـ340 مليون ريال لـ8480 شخصاً حتى فبراير 2024، مع دعوات لدراسة جدوى المشاريع وتشديد قوانين القروض لمنع تفاقم أزمة الغارمين.
أعلنت قطر الخيرية مطلع شهر رمضان الجاري على تطبيق "الأقربون" التابع للجمعية أنّ ثمّة 111 حالة جديدة لغارمين تتراوح ديونهم ما بين مئات آلاف وملايين الريالات القطرية، وأنّها سوف تتيح عبر تطبيقها التبرّع حتى يتمكّن هؤلاء من سداد ديونهم فيتفادون السجن.
وتحظى قضية الغارمين باهتمام خاص من قطر الخيرية، إذ خصّصت لهم أيقونة خاصة من ضمن تطبيق "الأقربون" لتسهيل تقديم الطلبات من خلاله وتنظيم استقبالها، وحدّدت نظاماً خاصاً من ضمن البوابة الإلكترونية التابعة لها من أجل عرض حالات الغارمين تمهيداً لسداد ديونهم. كذلك خصّصت الجمعية لجنة خاصة بالغارمين لدراسة حالاتهم.
ونجحت قطر الخيرية، في خلال شهر رمضان من العام الماضي، في سداد ديون 100 من الغارمين الذين تخطّت ديونهم 98 مليون ريال قطري (نحو 26.8 مليون دولار أميركي). وفي رمضان من عام 2022، سدّدت ديون 150 من الغارمين بلغت 68 مليون ريال (نحو 18.6 مليون دولار).
وعن أسباب تزايد عدد الغارمين في السنوات الأخيرة، وكذلك الزيادة الكبيرة في المبالغ المستدانة، يقول الإعلامي والناشط جاسم فخرو إنّ "أسباب زيادة عدد الغارمين في السنوات الأخيرة عديدة، لكنّ أبرزها أنّ الراغبين في خوض تجاربهم في التجارة والسعي إلى الثراء. وهذا أمر مشروع بالتأكيد، لكنّ الخبرة الضئيلة بالإضافة إلى عدم الاعتماد على دراسات جدوى والاستناد إلى الرواتب فقط في تمويل التجارات إلى جانب الاقتراض كلّها عوامل تؤدّي إلى فشل هؤلاء الذين يخوضون مثل هذه التجارب وقد تصل إلى حدّ السجن. وهؤلاء يمثّلون الفئة الكبرى من الغارمين".
يضيف فخرو أنّ "ضآلة الدخل وسط الغلاء، خصوصاً لدى الموظفين من ذوي الدخل المحدود وآخرين يعتمدون على راتب الشؤون الهزيل، يضطر هؤلاء إلى الاستلاف من المصارف ومن ثم يقعون تحت ديون كبرى".
ويلفت فخرو لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "قطر الخيرية تؤدّي دوراً فعّالاً في هذا السياق، وتخصّص مبالغ طائلة في كلّ عام لسداد ديون الغارمين، لكنّ المثل الشعبي يقول إنّ الشقّ أكبر من الرقعة، أي إنّ المصيبة أكبر بكثير من العلاج والحلول التي توضع لها"، شارحاً أنّ "إمكانيات الجمعية تظلّ متواضعة أمام عدد الحالات، لكنّها تبقى وسيطاً ما بين المجتمع الذي تعتمد عليه في جمع التبرّعات وبين الغارمين الذين تسدّد ديونهم".
منع تفاقم أزمن الغارمين في قطر
ويدعو فخرو إلى "مواجهة المسألة ومنع تفاقمها"، مشيراً إلى "أهمية دراسة جدوى أيّ مشروع قبل البدء به، وإلى ضرورة عدم تسهيل القروض المصرفية لأنشطة التجارة من خلال فرض المصارف قوانين معيّنة لحماية الناس، وعدم منح قروض تجارية بضمانة الراتب، ولا سيّما إذا كان بسيطاً".
كذلك يرى فخرو "أهمية وضع قوانين صارمة لحماية المجتمع والناس من التهوّر والجري وراء أحلام الأرباح والثراء من مشاريع غير مدروسة ومن دون أرضية صلبة"، مضيفاً أنّ "الغارمين في معظمهم ضحايا فشل المشاريع والإفلاس التجاري، وينتهون بديون تُقدَّر بالملايين لكلّ حالة".
ويتابع فخرو أنّ "عند الاطلاع على رابط دعت قطر الخيرية من خلاله إلى التبرّع لمصلحة الغارمين من أجل تخليصهم من دخول السجن، علماً أنّ الدين كان يقارب خمسة ملايين ريال (نحو 1.4 مليون دولار) وبصعوبة تحرّك المؤشّر الذي يبيّن حجم التبرّعات، فوجئت بأنّ الرابط حوّلني إلى خانات عديدة وكلّ خانة تخصّ غارماً بعينه، فيما ديون الغارمين في معظمهم تُقدَّر بملايين".
وكانت قطر الخيرية قد أعلنت أنّ إجمالي حجم المساعدات الاجتماعية للحالات الإنسانية التي قدّمتها في داخل البلاد، من خلال منصّتها الإلكترونية "الأقربون" منذ بداية عام 2023 حتى نهاية شهر فبراير/ شباط 2024، بلغ 340 مليون ريال (نحو 93.1 مليون دولار). وقد استفاد من ذلك 8480 غارماً وامرأة مطلّقة وأرملة ومريض وعاجز ومسنّ، إلى جانب الأشخاص ذوي الإعاقة والأسر ذات الدخل المحدود وطلاب العلم وأسر السجناء.
ويستفيد المواطنون القطريون من هذه المساعدات بنسبة تصل إلى 75 في المائة من إجماليها. ويحصل الغارمون على النسبة الكبرى من هذه المساعدات، علماً أنّها تخطّت في الفترة الزمنية نفسها 171 مليون ريال (نحو 46.8 مليون دولار) لفائدة 360 غارماً، تلتها المساعدات المخصّصة للأسر ذات الدخل المحدود والأرامل والمطلقات، ثمّ الدعم الصحي للمرضى والدعم التعليمي للطلاب.
يُذكر أنّ طلبات المساعدات بدأت تُعالَج في قطر الخيرية من إبريل/ نيسان 2021، عن طريق تطبيق "الأقربون" الإلكتروني الذي أُطلق ليكون حلقة وصل بين مختلف الفئات الإنسانية والحالات المستعجلة وبين التجّار وأصحاب المحال التجارية من شركاء قطر الخيرية، ولتقديم المساعدات إلى الحالات المستهدفة بأسرع وقت ممكن.
ومذ وضعت قطر الخيرية تطبيق "الأقربون" في الخدمة في عام 2021، شهد عدد طلبات المساعدات الداخلية ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالأعوام التي سبقت وضع التطبيق في الخدمة. وبلغ عدد الطلبات 4639 طلباً في عام 2022، في حين كان 2146 طلباً في عام 2021. كذلك شهدت قيمة المساعدات ارتفاعاً، إذ تخطّى إجمالي قيمة المساعدات الداخلية لقطر الخيرية التي قُدّمت في خمس سنوات (2018-2022) 644 مليون ريال (نحو 176.4 مليون دولار).