أعلنت وزارة الصحة العامة في قطر، اليوم الأحد، توقيع اتفاقية مع شركة "موديرنا" الأميركية، لشراء لقاحات ضدّ فيروس كورونا في حال اعتماد هذه اللقاحات وإثبات صلاحيتها للاستعمال على الصعيد العالمي. وهذه الاتفاقية الثانية من نوعها التي توقّعها الوزارة، إذ وقّعت مطلع الشهر الجاري اتفاقية مع شركتي "فايزر" و"بيونتيك" للحصول على لقاح "BNT162" المحتمل ضدّ كورونا.
وأوضح رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا، عبد اللطيف الخال، أنّ شركة "موديرنا" بدأت بالعمل على تطوير واختبار لقاح ضدّ فيروس كورونا منذ بداية الجائحة، وقد أظهرت النتائج الأولية للمرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية المهمة التي أجرتها الشركة أنّ أجسام الأشخاص البالغين الأصحّاء قد كوّنت أجساماً مضادة ضد فيروس كورونا، وأنتجت قدرات مناعية لمواجهة هذا الفيروس من خلال خلايا (تي) المتأصّلة في الجسم البشري. وفي حين لا تزال الأبحاث والتجارب مستمرة وتشمل الآلاف من المتطوعين، ترى الأوساط الطبية المطلعة أنّ النتائج الأولية المشار إليها، تُعتبر مشجعة وتُظهر تقدماً ملحوظاً على صعيد تطوير لقاح آمن وفعّال ضدّ الفيروس.
وتخضع التجارب السريرية التي تجريها شركة "موديرنا" للقاح كوفيد-19، لمعايير عالية جداً من الجودة والسلامة والتي يجرى اتباعها في تطوير اللقاحات ضد الأمراض، ويشارك في التجارب ما يزيد على 30 ألف فرد في الولايات المتحدة، وتفيد مصادر في الشركة بأنّها بصدد إنتاج 500 مليون جرعة من هذا اللقاح في مختلف أنحاء العالم في مطلع العام 2021، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية "قنا".
وأشار الخال إلى أنّ التوقيع على هذه الاتفاقية مع شركة "موديرنا" وما سبقه من توقيع لاتفاقية مماثلة مع إحدى شركات الأدوية الدولية الرائدة، مطلع الشهر الجاري، يُعتبر خطوة مهمة ضمن جهود قطر الرامية لتأمين لقاحات ضدّ فيروس كورونا للسكّان. وقال :" إننا نواصل، في الوقت نفسه، العمل عن كثب مع عدد من شركات الأدوية الرائدة في العالم ممّن تقوم حالياً بتطوير لقاحات ضدّ هذا المرض، ونهدف من خلال ما نبذله من جهد إلى ضمان الحصول على اللقاحات فور ثبوت فعاليتها وأنها آمنة للاستخدام، واعتمادها من قبل الهيئات الدولية المختصّة".
ولفت الخال إلى أنّه في ظلّ احتمال عدم نجاح بعض الشركات في تطوير لقاح فعّال ضدّ فيروس كورونا، كان لا بد من الدخول في عدد من الاتفاقيات بصورة مبكرة بهدف زيادة الفرصة في الحصول على كميات كافية من اللقاحات بشكل مبكر، في وقت يتوقّع فيه ارتفاع الطلب العالمي على لقاحات الفيروس المعتمدة.
ونجحت جهود قطر في التصدي لفيروس كورونا، وتسطيح المنحنى والحدّ من تفشي الفيروس، مع انخفاض الإصابات اليومية، وكذلك تراجع دخول المستشفى أسبوعياً.
وساهم الفحص الاستباقي والمكثّف للإصابات المشتبه بها في تحديد عدد كبير من الإصابات المؤكّدة في المجتمع، وتُعتبر دولة قطر من أقلّ دول العالم في معدل وفيات فيروس كورونا.
وسجّلت وزارة الصحة 205 إصابات جديدة بفيروس كورونا في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، من بينها 172 إصابة محلية مسجّلة بين أفراد المجتمع، و33 إصابة بين المسافرين العائدين من الخارج الذين يخضعون للحجر الصحي، وتعافى 231 مصاباً، بينما توفي مصاب واحد. ووصل إجمالي عدد المصابين في البلاد إلى 131170 مصاباً، وارتفع إجمالي المتعافين إلى 128099 متعافياً، فضلاً عن ارتفاع إجمالي الوفيات إلى 230 وفاة. كذلك أجرت الوزارة الفحص الطبي لـ 934283 شخصاً حتى الآن.