عادت الحرب لتخيّم على مدينة ميكولايف، جنوبي أوكرانيا، بعد استهداف القوات الروسية في مدينة خيرسون التي تقع إلى الجنوب من ميكولايف، في حين تستمرّ عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وسط الوضع المأساوي، قرر ديميتري وزوجته دارينا مساعدة المصابين والمحتاجين والمتضرّرين من الحرب. تقول دارينا لـ"العربي الجديد" إنّها عايشت الحرب في مدينة لوغانسك (شرق) في عام 2014، ومن يومها، لم تسمع صوت انفجارات ولا إطلاق نار حتى وصلت القوات الروسية إلى مدينتها.
تضيف الشابة الأوكرانية أنّها تركت عملها من أجل مساعدة المتضررين من الحرب الروسية على بلادها، مشدّدة على أنّها لم تكن قادرة على ترك أبناء بلدها في هذه الأزمة وحدهم.
ويقول زوجها ديميتري، لـ"العربي الجديد"، إنّ تعرّض المدنيين من كبار السنّ والنساء والأطفال للقصف كان دافعه لجمع التبرّعات، والتوجّه لمساعدة المحتاجين الذين تتزايد أعدادهم يومياً نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة.
ويشير ديميتري ودارينا إلى أنّ حالات إنسانية عدّة ليس لها ملجأ من الحرب إلاهما، وهو الأمر الذي شجّعهما على بذل جهود أكبر لتوسيع نشاطهما في مساعدة من يحتاج.
وعلى مدار نحو أسبوعَين، عاشت المدينة هدوءاً حذراً بعد تراجع القوات الروسية عن المدينة نحو خمسين كيلومتراً إلى الجنوب، وعشرين كيلومتراً في اتّجاه الشرق، منذ 18 مارس/ آذار الماضي، حين استهدفت القوات الروسية في مدينة خيرسون ثكنة عسكرية بالمدينة بصاروخ بعيد المدى، أسفر عن مقتل عشرات الجنود والضباط الأوكرانيين.
وفي أوّل مؤتمر صحافي لعمدة المدينة فيتالي كيم، حضره مراسل "العربي الجديد" في المدينة، قال إنّ الاستهداف الروسي لمبنى المحافظة ربّما يؤشّر إلى عملية هجومية جديدة تخطط لها روسيا في مدينة ميكولايف، وكشف أنّ الأوضاع الاقتصادية في المدينة تبدو سيئة جداً، نظراً إلى توقّف الصناعة وعمليات التصدير في المدينة التي تشتهر بمصانع الحبوب، والتي كانت تُعَدّ منذ زمن الاتحاد السوفييتي مركزاً لصناعة السفن.
وطالب كيم تجّار المدينة ورجال أعمالها بإعادة فتح مصانعهم والعودة إلى الحياة، فيما طالب رجال الأعمال في مدن الجنوب الأوكراني بشراء المنتجات من ميكولايف لتعود عجلة الاقتصاد إلى الدوران من جديد.
وأضاف أنّ مبنى محافظة ميكولايف ينضمّ إلى نحو 1620 مبنى دُمّرت في المدينة منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، لافتاً إلى مقتل 145 شخصاً، من بينهم 30 طفلاً، وإصابة 516 مدنياً.