"قسد" تحرم عشرات الطلاب من الوصول إلى مراكز الامتحانات في ريف دير الزور

10 يونيو 2024
يعبر الطلاب نهر الفرات يومياً خلال الامتحانات (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منعت طلاب الصف التاسع من العبور لنهر الفرات لأداء الامتحانات بمدينتي العشارة والميادين، بسبب غياب مراكز امتحانية للمناهج الحكومية في مناطق سيطرتها.
- الناشط جاسم علاوي وأفراد من المجتمع المحلي عبروا عن استيائهم من تصرفات "قسد"، معتبرينها محاولة لمنع الطلاب من استكمال تعليمهم وجزءًا من سياسة التجهيل.
- الأزمة التعليمية في سوريا تتعمق، حيث يشارك أكثر من 558 ألف طالب في امتحانات الشهادات تحت سيطرة النظام، بينما يظل نحو 2.4 مليون طفل خارج المدارس، مما يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه التعليم.

منع عناصر حاجز عسكري تابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" على أحد المعابر النهرية المقامة على الضفة اليسرى لنهر الفرات في ريف دير الزور، صباح السبت، عشرات من طلاب الصف التاسع الأساسي من العبور إلى ضفة النهر اليمنى للوصول إلى مراكز الامتحانات في مدينتي العشارة والميادين اللتين تقعان تحت سيطرة النظام السوري.
ويضطر الطلاب إلى التنقل من مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق سيطرة النظام لعدم وجود مراكز امتحان خاصة بالمدارس التي تعتمد المناهج التي تتبع المنهاج الحكومي السوري، والتي يمنع "قسد" تدريسها في المدارس التي تضمها مناطق سيطرته.
ويقول الناشط المقيم في ريف دير الزور، جاسم علاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "العناصر التابعين لقسد الموجودين على حاجز درنج القريب من مدينة العشارة في ريف دير الزور، عرقلوا عبور مجموعة من الطلاب تزيد أعدادهم عن الخمسين طالباً يدرسون في الصف الثالث الإعدادي (التاسع) إلى الضفة اليمنى بحجة عدم وجود تصاريح عبور، وعدم تلقي أوامر من قياداتهم للسماح لهم بالعبور، رغم معرفة العناصر أن الامتحانات تبدأ في الساعة الثامنة، ورغم معرفتهم بالطلاب وحملهم هوياتهم. هذه الخطوة مقصودة، وهدفها منع الطلاب من استكمال تعليمهم".
ويقول أيمن. ع، وهو أحد الطلاب الذين تم منعهم من العبور، لـ"العربي الجديد": "كان من المفترض أن نحضر امتحان مادة العلوم الطبيعية، وهي مادة مهمة، وكنت أتمنى أن أنجح فيها بعلامات جيدة، وأن أرفع معدلي العام، لكن منعي من الوصول جعل معنوياتي تحت الصفر، ولم يعد لدي القدرة على متابعة الامتحانات في بقية المواد، وسوف أستشير والدي حول إمكانية التأجيل للعام القادم".
بدوره، يقول حسين الشعيطي (والد أحد الطلاب الذين جرى منعهم من العبور): "إنهم يقتلوننا بأشكال مختلفة، إما بالرصاص أو بالمخدرات، أو من خلال ممارسة سياسة التجهيل ومنع أطفالنا من الدراسة. هؤلاء ليسوا سلطة، بل عصابة تتحكم في رقاب الناس ومصيرهم". ويوضح لـ"العربي الجديد": "بعد كل الذي عاناه أولادنا من تعب ودراسة، ومخاطر عبور النهر بشكل شبه يومي، وتعب سنوات من الدراسة ومصاريف عالية، يقرر مزاج عنصر لا يعرف القراءة والكتابة أن يحرم أولادنا من متابعة دراستهم، ويهدم مستقبلهم".


ويعتبر محمد أبو نعيم (ولي أمر أحد طلاب ريف دير الزور) أن ما جرى يعد بمثابة "جريمة حرب"، ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "على السلطات التي تدعي حرصها على مصالح الناس أن تدافع عنهم، وأن تيسر لهم أمور الدراسة، وتهيئ الأجواء المناسبة للطلاب لتقديم امتحاناتهم، خاصة أنهم في عمر الطفولة، ولا تزيد أعمارهم عن 14 سنة. العناصر تعمدوا تأخير الطلاب حتى تتجاوز الساعة الثامنة صباحاً، وبذلك فاتهم موعد الامتحان".
يذكر أن أعداد طلاب شهادة التعليم الأساسي في دير الزور وريفها يبلغ أكثر من 13500 طالب وطالبة، موزعين على 121 مركزاً امتحانياً، فيما يبلغ عدد طلاب الشهادة الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعملي 6980 طالباً وطالبة موزعين على 57 مركزاً امتحانياً، وعدد طلاب الثانوية المهنية أكثر من 820 طالباً وطالبة، موزعين على 16 مركزاً امتحانياً.

وبدأت امتحانات الشهادات في سيطرة حكومة النظام السوري يوم الأحد 26 مايو/أيار الماضي، وتقدم لها أكثر من 558 ألف طالب في جميع المحافظات السورية، بحسب رئاسة مجلس الوزراء التابعة للنظام، وبلغ عدد المراكز الامتحانية خمسة آلاف و27 مركزاً في مختلف المحافظات. ولا تشمل هذه الأرقام الطلاب الذين يقيمون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، والتي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي وشمال شرقي سورية.
وبحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، فإن قرابة نصف الأطفال السوريين في سن الدراسة، والذين يبلغ عددهم نحو 2.4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، خارج المدارس.