تفتقر القرى البلدات العربية بالداخل الفلسطيني في الجليل إلى الملاجئ والغرف الآمنة في ظل التصعيد على الجبهة الشمالية بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، ما يشكل خطرا على السكان في البلدات العربية الواقعة على الحدود بين الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان.
وتشهد تلك المنطقة توترات يومية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تصاعدت حدتها عقب اغتيال الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت.
يقول رئيس مجلس قرية فسوطة إدغار دكور لـ"العربي الجديد": "نحن نبعد عن الحدود 3 كيلومترات ونصف، نسمع أصوات الانفجارات بشكل دائم، ولكن لم تسقط صورايخ في محيط البلد"، وتقع قرية فسوطة في الجليل الأعلى الغربي وتبعد عن عكا 150 كيلومتراً.
الملاجئ العامة في فسوطة
ويضيف دكور أن نصف البيوت في فسوطة توجد فيها غرف آمنة تقريبا، ورغم توفر 6 ملاجئ عامة وملجأين في مدرسة، لكنها لا تغطي جميع الاحتياجات، موضحا:" لم نستطع وضع الملاجئ المتنقلة في البلد القديمة لأنه لا توجد إمكانية أو مكان لوضعها لذا، فهي لا تساعدنا".
وأشار إلى تأثر المدارس بأجواء التصعيد قائلا: "الحياة غير عادية في المدارس، حيث يتلقى الطلاب التعليم بشكل وجاهي بدوام جزئي، بعض الأيام يدرسون في ملاجئ المدرسة وأخرى في البيت عبر تقنية الفيديو"، موضحاً أنه لا يوجد مكان لاستيعاب جميع الصفوف في الملاجئ نظرا لمحدودية أعدادها.
حالة الترقب هي المسيطرة على الحياة في فسوطة، وفقا لدكور:" يمكث الناس مع أبنائهم في المنازل ولا يذهبون إلى العمل والمصالح التجارية بالبلدة تعمل بطاقتها الدنيا"، لافتا إلى أنه لا توجد مشاكل مع السلطة المحلية في ما يتعلق بالميزانيات، ولكن المشكلة مع الأهالي الذين لا تتوفر لديهم غرف آمنة، والتي انخفض دخلها الشهري تزامنا مع تعطل المصالح التجارية.
وقال دكور: "نحن نريد مساعدة الناس، من يريد أن يخرج من البلد بسبب عدم وجود أمر إخلاء فهو يخرج على نفقته الخاصة"، مشيرا إلى أن القرية يقطنها قرابة 3500 مواطن بالقول: "طلبنا أن يعطونا (سلطات الاحتلال) أمر إخلاء أو تعويض الناس. وقدمنا بذلك التماساً للمحكمة العليا مع عدة قرى حدودية عربية ويهودية وباسم المواطنين"
وتقع قرية ترشيحا في الجليل الأعلى وتبعد بضعة كيلومترات عن الحدود الشمالية من لبنان، يقول رئيس بلدية القرية نخلة طنوس لـ"العربي الجديد":" تقع ترشيحا على الحدود الشمالية والوضع دائما متوتر، ومنذ بداية الحرب، نسمع أصوات القصف التي زادت حدتها عقب اغتيال العاروري".
يضيف طنوس أن القرية تعاني من نقص في الملاجئ قائلا: "توجد ملاجئ عامة ولكنها غير كافية ولا تغطي احتياجات السكان والبلدة"، موضحا: "أدخلنا الملاجئ المتنقلة للأحياء القديمة، وهذا الأسبوع سنضيف خمسة ملاجئ متنقلة أخرى، وورغم وجود غرف آمنة في الأحياء الجديدة بموجب قوانين تخطيط البناء، غير أن البيوت القديمة لا توجد فيها غرف آمنة"
ويقدر طنوس حجم النقص في الملاجئ والغرف الآمنة في القرية بـ45% قائلا:" هناك 6 ملاجئ عامة وعدد من الملاجئ في المدارس، ولكن بشكل عام لدينا نقص في الملاجئ"، مختتما حديثه قائلا:" لم توجه لنا الجبهة الداخلية أي أوامر بالإخلاء، وحتى لو وجهت لنا، فسنرفض لأننا لا نريد أن نعود إلى الماضي المر".