قتيلان في الجنوب السوري وسط تصاعد الفوضى والفلتان الأمني

05 مايو 2023
يعاني الأهالي في ريف درعا من انتشار السرقة بشكل كبير (فرانس برس)
+ الخط -

قتلت امرأة وشاب في ريف اللجاة الواقع بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سورية، في جريمتين منفصلتين، وسط حديث عن تصاعد حالة الفوضى والفلتان الأمني.

ولقيت المواطنة نهاد حمد علوان (37 عاما)، الخميس، مصرعها، بطلق ناري في الصدر بمنزلها الكائن ببلدة الزباير غرب منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي.

واستفاق الأهالي على صوت طلق ناري وصريخ والدة الضحية المسنة، ليجدوا جثة مرمية في باحة المنزل وآثارا لمحاولة لصوص سرقة المنزل.

وقال موقع "اللجاة برس" النشط في اللجاة، إن والدة المغدورة استفاقت على صوت ابنتها قبل سماع صوت الطلق الناري. وأوضح أن الأم وابنتها تعيشان بمفردهما بعد وفاة الوالد ومقتل زوج المغدورة قبل سنوات.

وأشار الموقع إلى شكاوى أهالي البلدة من انتشار ظاهرة السرقة بشكل كبير، مؤكداً وجود عصابات من القرى المجاورة تستغل الواقع الأمني السيئ لتقوم بأعمال سطو وسرقة وغالباً ما تطاول المستضعفين من المدنيين.

ويصف شهاب المحص، أحد سكان المنطقة في حديث لـ"العربي الجديد"، الوضع بأنه "غاية في السوء"، مشيرًا إلى أن مواطني المنطقة، وعدد كبير منهم من عشائر البدو النازحين من ريف السويداء، يعانون من إيجاد لقمة العيش في ظل هذه الظروف الاقتصادية المتردية.

وأضاف أن هذه العصابات تستهدف المواطنين الأكثر ضعفاً وحتى فقرا، وأردف: "بتنا نحرس بيوتنا وأرزاقنا ليلاً، ونستغني عن الزاد ولا يمكن أن نتخلى لحظة عن السلاح".

وفي حادثة منفصلة، استنجدت إحدى النساء في بلدة تعارة في اللجاة، بأهالي البلدة ليلة، طالبة وضع حد لتصرفات ولدها بعد أن أعيتها الحيلة في ظل رحيل زوجها عن الحياة إثر الحرب السورية.

وأفاد مصدر محلي من أهالي البلدة لـ"العربي الجديد"، بأن عددا من شبان القرية لبوا نداء الأم وابنتها وقبضوا على الشاب البالغ من العمر 22 عاماً، وهو بحالة غير طبيعية، مشيرًا إلى أنه يتعاطى الممنوعات منذ مقتل والده قبل أعوام.

وأضاف المصدر أن الشاب العشريني له سوابق في أعمال نصب وسرقة وتعاط، حيث قاموا بتسليمه لمركز الشرطة التابع للنظام السوري.

من جهته، قال الناشط المدني عماد العشعوش لـ"العربي الجديد"، إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها عائلات من السويداء بتسليم أبنائها إلى الشرطة بعد حالة الفلتان الأمني التي ما زالت مستمرة منذ سنوات، لكنها المرة الأولى التي تتصدى امرأة لهذا الفعل، متحدية أمومتها وعاطفتها كي تنقذ ابنها. 

ويضيف: "لقد حملت المرأة السورية العبء الأكبر لهذه الحرب؛ فترملت وثُكلت وحملت وزر تربية وتعليم أطفالها إلى جانب ظروف العيش والأمان القاسية، حتى باتت العنصر الأضعف والهدف الأسهل بين شرائح المجتمع".

وشهد يوم الخميس كذلك مقتل المواطن علوان البلعاس نتيجة إطلاق النار عليه من قبل مجهولين بالقرب من قرية صميد في منطقة اللجاة لمحافظة السويداء أثناء قيامه بالرعي.

وأفادت مصادر من البلدة لـ"العربي الجديد"، بأن البلعاس يبلغ من العمر 28 عاماً وهو أب لطفلين وينحدر من عشائر البدو القاطنين في قرية البستان، ويعمل بشكل يومي في رعاية الماشية.

وأضافت المصادر أنه يرتبط مع أهالي البلدة بعلاقات طيبة. وذكر مصدر من أهالي منطقة اللجاة، طلب عدم ذكر اسمه خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن شخصا آخر كان برفقة الضحية ساعة الحدث وقد بادر بالهرب إلى مكان آمن وشاهد القتلة.

يذكر أن المنطقة شهدت في الأشهر القليلة الماضية عدة اشتباكات بين الحطابين وعشائر من البدو أدت لخطف عدد من الأشخاص ومقتل شخصين على الأقل، ما يوحي أن الأحداث ذاهبة للتصعيد.

المساهمون