8 قتلى في حرائق وعواصف عنيفة في إيطاليا واليونان وسط استمرار موجة القيظ

26 يوليو 2023
من إيطاليا إلى اليونان يستمر الطقس المتطرف في حصد الأرواح (Getty/فرانس برس/الأناضول)
+ الخط -
قتل خمسة أشخاص على الأقل في إيطاليا من جراء عواصف رعدية عنيفة في شمال البلاد وحرائق في صقلية، في تطوّرات من شأنها أن تدفع الحكومة لإعلان حال الطوارئ في المناطق الأكثر تضررا.
وفي اليونان، لقي طيّاران مصرعهما خلال مشاركتهما في مكافحة حرائق الغابات إثر تحطم طائرتهما المخصصة لإطفاء الحرائق، في حين عثر على شخص ثالث وقد فارق الحياة وسط استمرار موجة الحر التي تغذي النيران المستعرة في البلاد.
وكتبت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني في حسابها عبر "تويتر" الذي تحوّلت تسميته إلى X: "ببالغ الحزن تلقيت النبأ المأساوي عن حادثتين ناجمتين عن سوء الأحوال الجوية، حيث لقيت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا مصرعها في مخيّم كشفي في بريشيا (شمال)، وامرأة في ليسوني (شمال)، بسبب سقوط الأشجار".

وهبت فجر الثلاثاء رياح عاتية بلغت سرعتها 110 كلم في الساعة وهطلت أمطار غزيرة وزخات من البرد على مدينة ميلانو، العاصمة الاقتصادية للبلاد، فغمرت المياه الشوارع وسقطت الأشجار على الطرق.

وقالت شركة النقل العام إن أضرارا جسيمة لحقت بشبكة الكهرباء، في حين أشار صحافي في وكالة "فرانس برس" إلى انقطاع مؤقت في المياه في المركز التاريخي للمدينة.

في موازاة سوء الأحوال الجوية في شمال البلاد، يتأثر الجنوب بموجة حرّ مع تسجيل 47.6 درجة مئوية، الاثنين، في كاتانيا بصقلية، وفقًا للحماية المدنية.

وعثر على جثتي شخصين سبعينيين في منزل اجتاحته النيران، كما قضت امرأة تبلغ من العمر 88 عاما قرب باليرمو، وفق ما أفادت وسائل إعلام مساء الثلاثاء.

حرائق في صقلية

وكافح رجال الإطفاء في صقلية خلال الليل عدة حرائق وصل أحدها إلى موقع قريب من مطار باليرمو الذي أغلق عدة ساعات في الصباح. كما تأثرت حركة النقل بالسكك الحديد بهذه الحرائق.

وأشار رئيس حكومة منطقة صقلية ريناتو شيفاني إلى أنه يعتزم الطلب من الحكومة المركزية، التي ستعقد الأربعاء اجتماعا لمجلس الوزراء، إعلان حال الطوارئ في الجزيرة المتوسطية.

بحسب المركز الأوروبي لرصد الظواهر الطقسية القصوى، تساقطت، مساء الاثنين، في منطقة أتسانو ديسيمو في مقاطعة بوردينوني حبّات برد بحجم قياسي بلغ 19 سنتيمترا.

وكتب وزير الحماية المدنية نيلو موسوميسي، الثلاثاء، على حسابه عبر فيسبوك: "نعيش في إيطاليا أحد أكثر الأيام تعقيدا منذ العقود الماضية: الفيضانات والأعاصير وزخات البَرد العملاق في الشمال والحرارة الشديدة والحرائق المدمرة في الجنوب".

وأضاف "التقلبات المناخية التي تؤثر على بلدنا تتطلب منا جميعًا ... تغييرا في التصرفات".

3 قتلى في حرائق اليونان

 

من جهة ثانية، لقي طيّاران مصرعهما خلال مشاركتهما في مكافحة حرائق الغابات في اليونان إثر تحطم طائرتهما المخصصة لإطفاء الحرائق، في حين عثر على شخص ثالث وقد فارق الحياة وسط استمرار موجة الحر التي تغذي النيران المستعرة في البلاد.

وقالت إدارة جهاز الإطفاء اليوناني إن طائرة "كندا إير" تحطمت في واد قريب من مكان اندلاع الحرائق، الأحد. وأظهرت لقطات بثتها محطة "اي آر تي" اليونانية الطائرة وهي تصطدم بشجرة قبل أن تسقط وتنفجر.

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع اليونانية بأن الطائرة كانت تشارك مع ثلاث طائرات أخرى على الأقلّ ومئات عناصر الإطفاء في مكافحة النيران في جنوب جزيرة إيفيا، الثلاثاء.

وأعلنت الوزارة الحداد ثلاثة أيام على الطيارين اللذين ينتميان لسلاح الجو اليوناني.

ونعى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الطيارين في بيان قائلا: "لقد فقدا حياتهما خلال إنقاذهما حياة الناس".

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقع تويتر عن دعمه "للأبطال الذين يخاطرون بحياتهم في اليونان وفرنسا وفي كل مكان آخر كل صيف لمكافحة الحرائق".

هذا، وأعلنت كونستانتينا ديموغليدو، المتحدثة باسم الشرطة اليونانية، العثور على رجل آخر وقد فارق الحياة، مضيفة أنه "ستكون هناك حاجة لإجراء اختبار حمض نووي للتأكد مما إذا كان هو الراعي المفقود منذ الأحد".

موجة قيظ مستمرة في اليونان

وأكد خبراء الأرصاد أن اليونان تشهد إحدى أطول موجات القيظ في الأعوام الأخيرة، وإن بقيت الحرارة دون مستواها القياسي التاريخي (48 درجة).

في العاصمة اليونانية، بلغت درجة الحرارة 38 مئوية، ظهر الثلاثاء، فيما وصلت الحرارة التي يشعر بها الجسم إلى 41 درجة مئوية.

في وسط البلد، وصلت الحرارة إلى 44 درجة مئوية ظهرًا، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية.

وسجّلت منطقة غيثيو في شبه جزيرة بيلوبونيز بجنوب اليونان حرارة بلغت 46.4 درجة مئوية الأحد.

ورفعت السلطات اليونانية مستوى الإنذار في مناطق عدة من البلاد إلى "الأحمر"، الثلاثاء، ما يعني "خطرا بالغا" من اندلاع حرائق غابات.

وتسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية التي بلغت سرعتها أحيانًا 60 كيلومترًا بالساعة في بحر إيجه بحرائق هائلة مستمرة منذ ثمانية أيام.

دُمّر نحو 35 ألف هكتار من المساحات الحرجية حتى الآن في اليونان، بحسب تقديرات الفرع اليوناني لمنظمة WWF غير الحكومية.

واجتاحت الحرائق جزرًا تعد مقاصد سياحية شهيرة، مثل جزيرة رودوس قبالة السواحل التركية، وجزيرة كورفو في البحر الأيوني، في ظلّ موسم سياحي حافل بالحجوزات في الفنادق.

على بعد مائة كيلومتر تقريبًا من أثينا، التهمت النيران جنوب جزيرة إيفيا الكبيرة بعد عامين من حرائق دمّرت الجزء الشمالي من الجزيرة.

وتثير جبهة حريق رابعة في غرب بيلوبونيز قلق رجال الإطفاء.

كما ارتفعت حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط. وقال مركز البحوث البحرية الإسباني لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، إنها سجلت، الاثنين، أعلى درجة حرارة يومية بلغت 28.71 درجة مئوية.

وأكدت أجهزة الإطفاء أن 266 عنصرا معززين بطوافتين وطائرتي إطفاء يحاولون إخماد الحرائق المندلعة منذ ثمانية أيام في جزيرة رودوس، حيث اضطرت السلطات لتنظيم عملية إجلاء غير مسبوقة لآلاف السياح والمقيمين.

في قرية فاتي بجنوب شرق رودوس، "ما يحصل مأساوي"، حسبما قال رئيس بلدية القرية فاسيليس كالابوداكيس لوكالة "فرانس برس".

وأضاف "تلقت القرية أمر الإخلاء، لكن لا يمكننا تركها ... نكافح من أجل حماية قريتنا".

وعبّر آخرون عن غضبهم، معتبرين أن السلطات اليونانية تخلّت عنهم.

وقال الموظف في فندق فخم في رودوس كريستوس كيتسوس (34 عامًا)، لوكالة "فرانس برس": "لا شيء أسوأ ممّا عشناه للتو ... فشلت السلطات. رئيس البلدية والحاكم والحكومة. كلّهم!".

وتابع "هناك نقص تام بالتنظيم، لا توجد معلومات. نحن في ذروة الموسم السياحي، هناك 200 ألف سائح في الجزيرة، وتدبّرنا أمرنا بمفردنا. تمّ التخلي عنّا. هذا معيب!".

في شمال الجزيرة، يقدّم متطوعون مساعدة لسياح أجانب تمّ إجلاؤهم السبت ويقيمون في مدرسة منذ يومين.

وقالت السائحة البريطانية كريستين مودي (69 عامًا)، التي كانت تقضي إجازتها للمرة الأولى في اليونان: "لا أصدّق كم هم طيّبون، يقدّمون الكثير وبكل ما للكلمة من معنى. أنا متأثرة جدًا".

في شمال جزيرة كورفو التي تم إجلاء نحو 2500 شخص منها ليل الأحد الإثنين، يعمل 62 عنصر إطفاء وطوافة وطائرتا إطفاء على مكافحة الحرائق.

 

(فرانس برس)

 

 

المساهمون