لم يعلم سكان منطقة أولوجاق، في قضاء نور داغي بولاية غازي عنتاب التركية، أن المقبرة، التي أنشئت قبل عشرات السنين، كانت فوق خط الصدع الزلزالي جنوبي الأناضول.
وأحدث الزلزال، الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية في 6 فبراير/شباط الماضي، دمارا كبيرا في المقبرة، متسببا في إزاحة كاملة لبعض المقابر وشطر بعضها إلى قسمين وارتفاع بعضها عن مستواه المعهود.
مقبرة مبعثرة
وفي حديث لـ"الأناضول"، قال فتاح غول (57 عاما) الذي يجاور منزله المقبرة: "عندما حل النهار، تبين حجم الدمار في قريتنا، الطرقات كانت مشطورة إلى نصفين، والمقبرة مبعثرة، وتشكلت تلال جديدة من التربة".
وأضاف: "علمنا لاحقا أنّ خط الصدع يمر من تحت المقبرة (..) الدمار الذي حل بها أحزنني كثيرا، لم نعش في حياتنا مثل ما عشناه في تلك الساعات"، مشيرا إلى أنّ المقبرة "تضم رفات أقربائهم، وأنهم سيعيدونها في الأيام القادمة إلى ما كانت عليه سابقا".
مقبرة عمرها 100 عام
أما موسى غل من سكان منطقة أولوجاق، فأشار إلى أنه "بدأ يستطلع الأضرار في قريته بعد شروق الشمس"، موضحا: "وجدنا بعض المقابر قد قلبت رأسا على عقب (..) طريق القرية تحرك من مكانه مسافة مترين، الطرقات أصبحت ملتوية".
وأضاف غل: "المقبرة عمرها مئة عام، وتضم رفات أجدادنا، الكارثة غيرت اتجاه المقابر، علينا إعادة كل شيء إلى ما كان عليه سابقا".
ارتفاع حصيلة الضحايا
من جانبها،أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) عن ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال، الذي ضرب جنوبي البلاد في السادس من فبراير الماضي، إلى 47 ألفا و975 شخصا.
وقال يونس سيزر، رئيس آفاد، في تصريح صحافي، إن 47 ألفا و975 شخصا، بينهم 6 آلاف و278 أجنبيا، توفوا جراء الزلزال، مشيرا إلى استمرار أعمال إزالة الأنقاض ونصب الخيام وبناء المنازل سابقة التجهيز والدائمة للمتضررين في مناطق الزلزال.
تواصل الدعم الدولي
من جهة أخرى، وفي إطار المساعدات الدولية، حطت طائرة ثانية تحمل خياما شتوية مقدمة من باكستان في مطار ولاية أضنة جنوبي تركيا.
وتحمل الطائرة التي أقلعت من مدينة لاهور الباكستانية 1200 خيمة من أجل متضرري الزلزال في تركيا، ووصلت إلى مطار أضنة الأحد.
وبذلك، يكون قد وصلت إلى تركيا 2400 خيمة من أصل 50 ألفاً قررت حكومة باكستان إرسالها إلى تركيا عبر رحلات جوية خاصة في غضون أسبوعين، بينما تكرس مجموعة من الشركات الرائدة في صناعة الخيام في باكستان كل طاقتها لإنتاج 100 ألف خيمة لتركيا بحلول نهاية مارس/ آذار الجاري.
(الأناضول)