تواصل الأمم المتحدة إرسال شاحنات المساعدات عبر بوابة "باب الهوى" الحدودية مع تركيا، شمال محافظة إدلب، في ظل وجود مئات العوائل التي تحتاج إلى المساعدة الطارئة في شمال غرب سورية نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير/ شباط الجاري.
وقال مدير العلاقات الإعلامية في معبر "باب الهوى" مازن علوش لـ"العربي الجديد"، إن 30 شاحنة مساعدات يحتوي الجزء الأكبر منها على مادة الطحين، بالإضافة إلى سلل "NFI" (مستلزمات خيم)، تابعة لـ"الأمم المتحدة" دخلت، اليوم الإثنين، من معبر "باب الهوى" إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال غرب سورية، مؤكداً أن عدد القوافل بلغ منذ اليوم الرابع للزلزال وحتى اليوم الإثنين 17 قافلة ضمت 336 شاحنة.
نسبة حصول الشمال السوري على المساعدات بلغت 34.85% من إجمالي المساعدات مقارنة بـ65.15% إلى مناطق النظام السوري
من جانبه، قال محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، لـ"العربي الجديد"، إن ستة قوافل تابعة للأمم المتحدة فقط دخلت من معبر "باب السلامة" بريف حلب الشمالي، مؤلفة من 33 شاحنة، إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال غرب سورية، بالإضافة إلى دخول قافلة أممية واحدة من معبر "الراعي" مؤلفة من 10 شاحنات تحتوي على مساعدات إغاثية لمتضرري الزلزال، مؤكداً أن حجم المساعدات لا يرقى مطلقاً إلى حجم الكارثة في المنطقة.
بدوره، أوضح موفق المرعي، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن "حجم المساعدات مخز ومخجل جداً من قبل الأمم المتحدة تجاه متضرري الزلزال في شمال غرب سورية"، مشيرا إلى وجود "مئات العوائل في المنطقة لم تصلها المساعدات بالشكل المطلوب، وهذه المساعدات التي يتم تقديمها هي استثنائية بشكلٍ كبير، ولا يمكن التعويل عليها لمتضرر ومنكوب من الزلزال".
وأضاف المرعي "تضرر منزلي بفعل الزلزال، وأحمد الله أنني كنت مع عائلتي في زيارة لمنزل أخي في مدينة أعزاز، ولكنني خسرت جميع محتويات منزلي، وحتى الآن لم أستلم سوى سلة غذائية واحدة. نحن بحاجة إلى خيام مسبقة الصنع، وبحاجة إلى أثاث منزل حتى ولو كان بسيطا، وبحاجة إلى مواد غذائية تكفي عائلة كبيرة. بعد مضي أكثر من 20 يوما على الزلزال نحن بحالة يرثى لها ونعيش بحالة نكبة والمصاريف كبيرة، وتوقف العمل هو مصيبة جديدة تضاف لما نحن فيه حاليا، بحال تمكنت من العمل مجددا فهذا سيخفف عني أمر طلب المساعدة من أي جهة كانت، لكن في الوقت الحالي نحن بحالة عجز".
من جانبه، أكد فريق "منسقو استجابة سورية" في بيانٍ له، اليوم الإثنين، أن نسبة استفادة الشمال السوري من إجمالي المساعدات بلغت 34.85% مقارنة بـ65.15% إلى مناطق النظام السوري، مُشيراً إلى أن نسبة الاستجابة الإنسانية في شمال غرب سورية، حتى اليوم الإثنين، بلغت 13.18% من إجمالي المتضررين، فيما بلغت نسبة الاستجابة الإنسانية في مناطق النظام السوري 49.83%.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد أعلن في الـ14 من فبراير/ شباط الجاري أن رأس النظام السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين "باب السلامة" و"الراعي"، شمال محافظة حلب، بين تركيا وشمال غرب سورية، لإدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال، فيما اعتبرت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، أن قرار الأمم المتحدة منح الأسد "مكاسب سياسية مجانية".