قاعة للتنفيس عن الغضب الناجم عن تداعيات كوفيد-19 في هلسنكي

02 أكتوبر 2021
التنفيس عن الغضب علاج مفيد (أوليفر مورين)
+ الخط -

تعبر الخمسينية الفنلندنية سانا سولين عن غضبها في قاعة للتنفيس عن الضغوط في فنلندا تلقى إقبالا كبيرا من النساء، لا سيّما بسبب جائحة كوفيد-19.

عقدت السيّدة العزم على التخلّص من سموم كلّ ما يكدّر عيشها، فأخرجت غضبها محطّمة آلات طباعة قديمة وأواني ومكانس كهربائية باستخدام عصا مدّة 25 دقيقة، على وقع موسيقاها المفضّلة. تقول "أصبحت في حالة جيّدة جدّا بعد أن أطلقت العنان للغضب الذي يخالجني".

وأضافت بعد أن غادرت "قاعة الغضب" في هلسنكي: "نحن النساء اعتدنا التصرّف بلباقة، والتحكّم بمشاعرنا". لم يكن من السهل عليها اتّخاذ قرار المجيء إلى هذا الموقع، بحسب ما تقرّ وسط حطام البلاستيك والزجاج. وتقول "اصطحبتني صديقة إلى الموقع على سبيل التجربة. رفضت ذلك في بادئ الأمر. أفضّل إصلاح ما تعطّل".

لكنها أقدمت على هذه الخطوة في نهاية المطاف بمناسبة عيد ميلادها الخمسين، بعدما ارتأت أنها تستحق الترويح عن نفسها في ظل ضغوط العمل التي تواجهها في مجال خدمة الزبائن "حيث يلقى المرء أحيانا معاملة سيئة من الناس".

وأغلبية مرتادي "قاعة الغضب"، التي دُشّنت في مطلع يوليو/تموز الماضي، هم من النساء، و80 في المائة من الزبائن النساء تتراوح أعمارهن بين 25 و45 سنة، وفق يان رانينن، صاحب الموقع الذي يحقق نجاحا كبيرا لدرجة أن المواعيد كلها نفدت منذ افتتاحه.

وصحيح أن فنلندا تعتزّ بالمساواة بين الرجال والنساء، غير أن "عدوانية النساء لا تزال من المحرّمات، ولا يحقّ لهن التنفيس عن غضبهن"، على حدّ قول رانينن.

وقد فتحت قاعات من هذا القبيل في بلدان أخرى في العالم، غير أن إقامة هذا المشروع في هلسنكي يكتسب رمزية خاصة بالنسبة إلى يان رانينن (44 سنة)، الذي أمضى فترة طويلة من حياته في السجن على خلفية جريمتي قتل مرتبطتين بأعمال العصابات، وأراد عند خروجه من السجن قبل ستة أشهر إنشاء موقع ينفّس فيه الناس عن غضبهم بكلّ أمان.

ويقول: "عقدت العزم عند خروجي على إنشاء قاعة من هذا القبيل، يخرج فيها الناس غضبهم بدلا من ارتكاب الحماقات التي قمت بها في شبابي. كان من الممكن لهذا النوع من الصالات أن يعود عليّ بنفع كبير".

وفي حين يشكّل الضغط الناجم عن تداعيات جائحة كوفيد-19 السبب الأكبر للغضب لدى الزبائن، تلقى قاعة متمحورة حول الطلاق، مطلية باللون الزهري مع بزّة عريس وفستان عروس معلّقين على الحائط، إقبالا كبيرا بدورها.

قاعة التغلب على تداعيات الطلاق (أوليفر مورين)

يعطي يان رانينن محاضرات أيضا، في مسعى إلى إبعاد الشباب عن عالم العصابات، ويقرّ: "هذه طريقتي لأعوّض على المجتمع، بالإضافة إلى استحداث قاعة الغضب. على المدى الطويل، من المستحسن استشارة اختصاصي والعمل على حلّ المشاكل الخاصة، لكن على المدى القصير، إنه الموقع المثالي للترويح عن النفس برفقة أصدقاء".

(فرانس برس)

المساهمون