في اليوم العالمي لمنع الانتحار... تسجيل حالتين في إدلب وعفرين

10 سبتمبر 2024
تدفع الظروف الصعبة كثيرين للانتحار بسورية، في عفرين 29 مارس 2018 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت سوريا ارتفاعاً في معدلات الانتحار، حيث تم توثيق 55 حالة منذ بداية العام، مع تسجيل 191 حالة انتحار ومحاولة انتحار في مختلف مناطق السيطرة السورية.
- الانتحار يُعتبر مشكلة رئيسية في الصحة العامة، مع وقوع أكثر من 700 ألف حالة سنوياً عالمياً، متأثرة بعوامل نفسية واجتماعية واقتصادية مثل الاكتئاب والقلق وضغوط الحياة.
- 75% من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، متأثرة بالفقر والبطالة والعنف الأسري، مع تأكيد أن الانتحار يترك آثاراً سلبية اجتماعية ودينية.

سجّلت مدينة عفرين في ريف محافظة حلب الشمالي، ومخيمات أطمة بريف إدلب الشمالي، شمال وشمال غربي سورية، حالتي انتحار منفصلتين لطفل وامرأة، وذلك في اليوم العالمي لمنع الانتحار الذي يوافق الـ10 من سبتمبر/أيلول، مع ارتفاع ملحوظ بمعدلات الانتحار في عموم مناطق السيطرة السورية مقارنة بالأعوام السابقة.

ويعدّ الانتحار مشكلة رئيسية من مشاكل الصحة العامة، تترتب عليها عواقب اجتماعية وانفعالية واقتصادية بعيدة المدى. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يوجد أكثر من 700 ألف حالة انتحار تحدث سنوياً في جميع أنحاء العالم.

ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان 55 حالة انتحار بينهم تسعة أطفال وعشر سيدات في عموم مناطق سورية منذ بداية العام الجاري. فيما سجّل فريق منسقو استجابة سورية، في بيانٍ له اليوم الثلاثاء، أن عدد حالات الانتحار في عموم المناطق السورية بلغ 191 حالة (104 حالة انتحار و87 محاولة انتحار)، منها 45 حالة انتحار و37 محاولة في مناطق سيطرة النظام السوري، و22 حالة انتحار و29 محاولة انتحار في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق سورية، و37 حالة انتحار و21 محاولة انتحار في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غرب البلاد.

وقال مسؤول فريق منسقو استجابة سورية، محمد حلاج، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن حي الأشرفية في مدينة عفرين سجل صباح اليوم الثلاثاء، حالة انتحار لسيدة تنحدر من قرية قبر فضة بريف محافظة حلب، إثر تناولها حبوب الغاز السامة وذلك بسبب تعنيف زوجها، ما أدى إلى وفاتها. وأكد حلاج، أن مخيمات أطمة بريف إدلب الشمالي سجلت حالة انتحار لصبي يبلغ من العمر 15 عاماً ينحدر من بلدة عطشان بريف حماه الشرقي، بعد أن شنق نفسه داخل منزله، إثر تعرضه للضرب والتعنيف من والده.

ووفقاً للمستشارة والأخصائية النفسية والتربوية، رزان عبيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، فإن "‎الانتحار هو قتل النفس، إنه ردّ فعل مأساوي تجاه مواقف الحياة وضغوطاتها الصعبة، ولا يوجد سبب واحد وراء محاولة أي شخص إنهاء حياته، ولكن توجد عوامل تزيد من الخطر". وأوضحت عبيد، أن "هناك عوامل نفسية واجتماعية وبيئية واقتصادية كلها قد تدفع الشخص إلى التفكير في الانتحار، من دون إغفال الاضطرابات النفسية بما فيها الاكتئاب، القلق، التقلبات المزاجية".

وأوضحت أن "العوامل الاجتماعية والبيئية تتمثل في ضغوط الحياة اليومية التي لا يتم التعامل معها بشكل سليم، كما أن الخسارة الاجتماعية، مثل فقدان علاقة قوية أو ضياع ممتلكات خاصة، والوصول إلى وسائل قاتلة بمختلف أنواعها بسهولة، أو أن يكون الشخص ضحية للتحرش أو التنمر أو الإساءة الجسدية، بالإضافة إلى إساءة التعامل والعدوانية تجاه الشخص وبالأخص الأطفال، من بين تلك العوامل". ولفتت المتحدثة إلى أن "النساء والأطفال من الفئات الهشة في المجتمع، وذلك يجعلهم أكثر عرضة للاضطرابات النفسية وبالتالي التفكير في الانتحار".

وبحسب رصد فريق منسقو الاستجابة، فإن نحو 75% من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث معدلات الفقر مرتفعة، وتشير الأدلة إلى وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري، كل هذا يمكن تفهمه بسبب حجم المشاكل التي يعانيها الفقراء والآلام الناجمة عنها. وبيّن الفريق، أن أغلب الأسباب التي دعت إلى تزايد هذه الأرقام هي الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الأسري والاستخدام السيئ للتكنولوجيا، وانتشار المخدرات والتفكك الأسري بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وأكد أن اللجوء إلى الانتحار ليس الحل النهائي للقضاء على المشاكل التي يتعرض لها الشخص، مشدداً على أن الأثر السلبي له أكبر بكثير لما له تبعات اجتماعية ودينية على الشخص المنتحر.

 

المساهمون