فيضانات ليبيا.. أجوبة عن 4 أسئلة بخصوص الخسائر الفادحة في درنة

14 سبتمبر 2023
فيضانات العاصفة دانيال محت ربع أحياء درنة الليبية أو أكثر (محمد ج. العلواني/ الأناضول)
+ الخط -

أودت الفيضانات الكارثية التي تسبّبت فيها العاصفة دانيال أخيراً بحياة الآلاف في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، إذ جرفت في طريقها أحياءً بأكملها، بمن فيها من سكان، وقذفت جثثهم في البحر. وما زال الآلاف في عداد المفقودين.

ما هو سبب الفيضانات؟

اجتاحت العاصفة دانيال ليبيا في مطلع الأسبوع، بعد أن ضربت دولاً أخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط وحملت معها كميات قياسية من الأمطار لدى وصولها إلى اليابسة.

ملأت مياه الأمطار وادي نهر موسمي، يكون في العادة جافاً في التلال جنوبي درنة. لكنّ ضغط منسوب المياه كان أكبر من قدرة سدَّين، بُنيا لحماية المدينة من الفيضانات، على التحمّل. وانهار السدّان، الأمر الذي أطلق العنان لسيل هائل اجتاح المدينة.

وقد أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم الخميس، بأنّه كان من الممكن تجنّب سقوط ضحايا في فيضانات ليبيا لو كان لدى الدولة المنقسمة هيئة أرصاد جوية قادرة على إصدار تحذيرات. وتعاني ليبيا من الانقسامات بسبب الصراع والفوضى منذ 12 عاماً.

وفي ورقة بحثيّة نُشرت في عام 2022 الماضي، حذّر الخبير في علوم المياه في جامعة عمر المختار الليبية عبد الونيس عاشور من أنّ تكرار الفيضانات في الوادي يشكّل تهديداً لدرنة، ودلّل على ذلك بوقوع خمسة فيضانات منذ عام 1942، ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان الصيانة الدورية للسدَّين القائمَين.

الصورة
سيارات جرفتها فيضانات العاصفة دانيال في درنة في ليبيا (عبد الله دومه/ فرانس برس)
جرفت السيول في طريقها السيارات كما الجثث إلى البحر (عبد الله دومه/ فرانس برس)

ما هو حجم الأضرار؟

محت الكارثة أجزاء كبيرة من مدينة درنة، ويقدّر بعض المسؤولين مساحة المنطقة التي مُحيت بأنّها ربع المدينة أو أكثر. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإنّ 30 ألفاً شُرّدوا في المدينة، على أقلّ تقدير.

وتقع المناطق والأحياء الأكثر تضرّراً على ضفّتَي وادي النهر الموسمي الذي يمرّ عبر وسط المدينة. وقد دُمّرت الحواجز الترابية على الضفّتَين في الأحياء المقامة فوقها دماراً تاماً أو جرفتها المياه بالكامل. كذلك تعرّضت البنية التحتية لدمار واسع بما في ذلك الجسور.

واقتلعت مياه الفيضانات أشجاراً من جذورها وحطّمت مئات السيارات التي تناثرت، وقد انقلبت على جوانبها أو أسقفها. وغطّى الطمي والطين المدينة بمعظمها.

كذلك، تسبّبت الكارثة في انقطاع التيار الكهربائي والمياه. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس الأربعاء، أنّ الكهرباء عادت جزئياً مع بعض خدمات الإنترنت.

ما هو عدد القتلى والمفقودين؟

تباينت الأعداد التي ذكرها مسؤولون عن عدد القتلى والمفقودين، لكنّ كلّ التقديرات تأتي بالآلاف. وفي أكبر تقدير للحصيلة حتى الآن، صرّح رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي لمحطة تلفزيونية إخبارية بأنّ عدد القتلى قد يتراوح بين 18 ألفاً و20 ألفاً، نظراً إلى عدد الأحياء التي ضربتها الكارثة.

من جهته، قال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات لوكالة "رويترز" إنّ أكثر من 5300 قُتلوا هناك حتى الآن، لكنّ العدد قد يرتفع بقوّة، وقد يصل إلى الضعف.

أمّا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فأفاد بأنّ التقديرات حالياً تفوق 2000 قتيل و5000 آلاف مفقود على أقلّ تقدير.

وبحسب بيانات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي أصدرها أوّل من أمس الثلاثاء، فإنّ عدد المفقودين يُقدَّر بنحو عشرة آلاف.

الصورة
وسط أضرار العاصفة دانيال في درنة في ليبيا (عبد الله دومه/ فرانس برس)
لم تواجه ليبيا قطّ كارثة بهذا الحجم (عبد الله دومه/ فرانس برس)

ما هي التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ؟

أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنّ الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية شملت الطرقات والجسور، الأمر الذي عوق بشدّة جهود الإغاثة في ظلّ تعرّض الجسور الثلاثة الرئيسية في درنة للدمار.

وشدّد مسؤولون ليبيون على الحاجة إلى دعم في مجال البحث والإنقاذ، وقد وصلت إلى ليبيا فرق إنقاذ من مصر وتونس والإمارات وتركيا وقطر.

ووجّه رجال إنقاذ نداءات مطالبين بتوفير مزيد من أكياس حفظ الجثث. وعبّر الغيثي عن مخاوفه من تفشّي أمراض وبائية بسبب العدد الكبير للجثث التي لم تُنتشَل بعد.

وأكد مسؤولون ليبيون أنّ البلاد لم تواجه قطّ كارثة بهذا الحجم. لكنّ جهود الاستجابة والإغاثة تعقّدت بصورة أشدّ بسبب الانقسام السياسي القائم.

وبينما تخضع درنة لإدارة شرق البلاد، فإنّ حكومة غرب البلاد في طرابلس أرسلت مساعدات إلى المدينة المنكوبة.

(رويترز)

لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.

المساهمون