فيضانات في نيجيريا تخلف عشرات القتلى.. وارتفاع الإصابات بجدري "إم بوكس"

31 اغسطس 2024
من فيضانات ولاية ترابة في نيجيريا، في 29 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الفيضانات في نيجيريا وتأثيرها الكارثي:** تسببت الفيضانات في نيجيريا بوفاة 200 شخص وتشريد 208 آلاف آخرين، مدمرة منازل وأراضي زراعية، مما يهدد الإمدادات الغذائية.
- **تفاقم الوضع في المناطق الوسطى والجنوبية:** حذرت وكالة الاستجابة للكوارث من تفاقم الفيضانات في الأسابيع المقبلة، مما يزيد من خطر نقص الغذاء.
- **ارتفاع الإصابات بجدري "إم بوكس":** ارتفعت الإصابات بجدري "إم بوكس" إلى 48 حالة، وتلقت نيجيريا 10 آلاف جرعة لقاح من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

قالت وكالة إدارة الكوارث في نيجيريا إن أسابيع من الفيضانات أودت بحياة ما يقرب من 200 شخص في البلاد، وجرفت منازل وأراضي زراعية، ما يهدد الإمدادات الغذائية بشكل أكبر، خصوصاً في المنطقة الشمالية المتضررة بشدة.

ذكرت الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ في بيان لها يوم الجمعة، أن الفيضانات التي ألقي باللوم فيها على البنية التحتية الضعيفة والسدود التي جرت صيانتها بنحو سيئ قتلت 185 شخصاً وشردت 208 آلاف آخرين في 28 ولاية من ولايات نيجيريا الـ 36، ما دفع السلطات إلى بدء جهود محمومة لإجلاء مئات الآلاف إلى ملاجئ مؤقتة.

الفيضانات الأخطر في شمال نيجيريا

ووقعت معظم الفيضانات الأخطر في شمال نيجيريا حتى الآن. وتأثّرت أراضٍ زراعية تمتد على مساحة 107,600 هكتار، وفق أرقام نشرتها "هيئة إدارة الطوارئ الوطنية".

سقط معظم القتلى في شمال البلاد، لكن الناطق باسم هيئة إدارة الطوارئ إزيكل مانزو، أفاد بأن المناطق الواقعة في وسط نيجيريا وجنوبها قد تتأثر أكثر مع ازدياد غزارة الأمطار. ولم يحدد المناطق حيث سجّل سقوط القتلى وحالات النزوح.

وقال مانزو لفرانس برس: إن "تدفق المياه التي تجمّعت في الجزء الشمالي نحو الأسفل يعني أن الوضع في وسط البلاد وجنوبها سيزداد سوءاً".

حذرت وكالة الاستجابة للكوارث النيجيرية من أن الفيضانات قد تزداد سوءاً في الأسابيع المقبلة مع تدفق المياه إلى الولايات الوسطى والجنوبية.

وتُعَدّ المجتمعات التي تعيش على ضفاف نهري النيجر وبينو الأكثر عرضة للخطر.

برغم ذلك، على عكس عام 2022 عندما ألقي باللوم في الفيضانات على هطول أمطار غزيرة، توقعت وكالة الأرصاد الجوية النيجيرية هطول أمطار متأخرة في معظم أنحاء البلاد هذا العام، وقالت إن الفيضانات الحالية كانت نتيجة للأنشطة البشرية.

وفي الماضي، تسببت الفيضانات الناجمة عادة عن الأمطار الغزيرة والبنى التحتية المتهالكة بدمار واسع النطاق في الدولة الأفريقية الأكثر اكتظاظاً. ولقي أكثر من 360 شخصاً حتفهم ونزح أكثر من 2.1 مليون شخص عام 2012.

وفي 2022، قتل أكثر من 500 شخص، ونزح 1.4 مليون بسبب فيضانات كانت الأسوأ منذ عقود. وقال الرئيس بولا أحمد تينوبو في بيان الأربعاء إن السلطات ستصدر تحذيرات للتخفيف من تأثير الحوادث البيئية.

من جهته، أوضح مانزو أن مسؤولي جهاز الطوارئ وضعوا خططاً لتدارك تكرار الكوارث. وأكد لفرانس برس أن "لا وقت لدينا نضيعه حتى لا يجد الناس أنفسهم أمام أي مفاجآت".

في ولاية جيجاوا، الولاية الأكثر تضرراً، والتي سجلت 37 حالة وفاة، كان تأثير الفيضانات "مدمراً"، تحوّل السلطات المباني العامة والمدارس إلى ملاجئ للنازحين، وفقاً لرئيسة خدمات الطوارئ في الولاية نورا عبد الله.

دمرت الفيضانات الأراضي الزراعية، وخصوصاً في الولايات الشمالية، التي تشكل مصدراً لغالبية المحاصيل في نيجيريا.

لا يزال العديد من المزارعين في المنطقة غير قادرين بالفعل على الزراعة بقدر ما يرغبون، إما بسبب انخفاض المدخلات حيث تكافح الأسر جراء الصعوبات الاقتصادية في نيجيريا، وإما نتيجة للهجمات العنيفة التي أجبرتهم على الفرار.

نتيجة لذلك، تمتلك نيجيريا أعلى عدد من الجياع في العالم، حيث يواجه 32 مليون شخص (10 في المائة من العبء العالمي) الجوع الحاد في البلاد، وفقاً لبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة.

قال عبد الله جومي، أحد سكان منطقة مجلس غامي بولاية زامفارا، إن الفيضانات دمرت الأراضي الزراعية التي تملكها عائلته والتي تُعَدّ أيضاً مصدر دخلهم. وأضاف جومي: "أنفقنا حوالى 300 ألف نيرة (188 دولاراً) على الزراعة، لكن كل شيء تبدد".

 ارتفاع الإصابات بجدري "إم بوكس" إلى 48 حالة

 

من جهة ثانية، أعلنت السلطات الصحية في نيجيريا، السبت، ارتفاع عدد الإصابات بفيروس جدري "إم بوكس" إلى 48 حالة. وذكر مركز رقابة الأمراض، في بيان، أن الفيروس انتشر بالعاصمة أبوجا و20 ولاية أخرى في البلاد. وأوضح البيان أن عدد الإصابات ارتفع إلى 48 حالة، دون تسجيل وفيات جراء ذلك.

وفي وقت سابق، تلقت نيجيريا 10 آلاف جرعة من لقاح جدري "إم بوكس" من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهذه أول دفعة تصل إلى الدولة الواقعة غرب القارة السمراء.

وفي 14 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية، فيروس جدري "إم بوكس" "حالة طوارئ صحية ذات أهمية دولية".

وظهر اسم المرض أول مرة عام 1958، عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحوث بالدنمارك. وينتقل جدري "إم بوكس" في الغالب من طريق الاتصال الجنسي واللمس، وكذلك مشاركة الفراش والمناشف والملابس. وتشمل أعراض الفيروس طفحاً جلدياً وتوعكاً وحمى وتضخماً في الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى قشعريرة وصداع وألم عضلي.

(أسوشييتد برس، فرانس برس، الأناضول)

المساهمون