فيضانات في الجزائر جراء جريان "أودية نائمة"

10 سبتمبر 2024
من فيضانات وأوحال مدينة عين الصفراء، 10 سبتمبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **فيضانات الجزائر وأضرارها:** شهدت الجزائر فيضانات طوفانية في مدن الصحراء والجنوب، مما أدى إلى خسائر مادية ومفقودين، وفرق الإنقاذ تبحث عن المفقودين في بشار والنعامة والبيض.

- **استجابة السلطات والإجراءات المتخذة:** زار وزير الداخلية ولاية بشار لتقييم الأوضاع، وأعلن عن إجلاء وإيواء العائلات المتضررة، وتوفير مستلزماتها، وإحصاء الخسائر لتعويض المتضررين.

- **تحديات التنظيف والتحذيرات:** السيول قطعت الطرقات وغمرت المنازل بالطمي، مما يتطلب جهود تنظيف كبيرة، وحذرت الحماية المدنية المواطنين من المجازفة بأرواحهم.

أدّت فيضانات في الجزائر، خاصة بمدن الصحراء والجنوب، إلى سيول طوفانية أحيت جريان عدد من الوديان النائمة التي ظلت جافة منذ سنوات، ما خلّف خسائر مادية هائلة، ومفقودين يجري البحث عنهم، بعد أن غمرت المياه الشوارع والمنازل، وحملت معها الطمي والأوحال. وأعلنت مصالح الدفاع المدني، اليوم الثلاثاء، أن فرق الإنقاذ ما زالت تبحث عن مفقودين جراء السيول وتساقط الأمطار في منطقتي بشار والنعامة والبيض غربي الجزائر، فيما أنقذت الفرق في منطقة العين الصفراء 30 شخصاً من السيول المتدفقة، عقب ارتفاع منسوب مياه الأودية. كما جرى إنقاذ ثمانية أشخاص بعدما جرفتهم السيول، وعائلة مكونة من ثمانية أشخاص حاصرتهم مياه واد ززفانة، وسبعة أشخاص حوصروا في بلدة المشرع بولاية بشار.

وقال أحمد هامل، أحد سكان مدينة بشار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جريان الوادي فاجأ السكان بشكل كبير لم يحدث منذ سنوات، إذ ارتفعت المياه وغطت بعض الجسور والمباني، واضطر كثيرون للصعود إلى الطوابق العلوية في العمارات، أما المنازل السفلية القريبة من مجرى الوادي فقد غمرتها السيول، بل إن مستشفيي ترابي بوجمعة والعيون لم يسلما أيضا، بالإضافة إلى محطة قطار بلدية بشار غمرتها المياه قبل أن يجري شفطها".

وكان وزير الداخلية، إبراهيم مراد، قد وصل أول من أمس إلى ولاية بشار، لاستطلاع الأوضاع بعد الفيضانات التي ضربت الولاية، وقرّر اتخاذ حزمة قرارات تخص إجلاء وإيواء جميع العائلات المتضررة بصفة مؤقتة، والتكفل بمستلزماتها، واتخاذ إجراءات لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وإيفاد لجان لإحصاء خسائر المتضررين بقصد تعويضهم.

فيضانات في الجزائر: أضرار وخسائر

وقال الإعلامي حليم موساوي، الذي يقيم في مدينة بشار لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر المتضررين هم السكان الذين يعيشون على ضفاف الوادي، برغم القوانين التي تمنع البناء قربها، وهذه أخطاء في الغالب تعقد الأوضاع في مثل هذه الظروف الطبيعية. سبق أن حدثت فيضانات في الجزائر عامي 2008 و2014، لكن لم تكن بهذه الحدة". وأضاف: "جرت مياه وادي بشار الذي يُقسم المدينة، كما عادت للحياة وديان أخرى غيره، لدرجة أن المياه والطين غمرا معظم المباني القريبة، بالإضافة إلى تحطم جسرين في وسط المدينة، وتضررت بعض المدارس التي يتوجب إعادة تأهيلها قبل الدخول المدرسي".

وقطعت السيول الطوفانية وجريان الأودية عدداً من الطرقات في ولايات الجنوب الغربي، بسبب تقلبات الأحوال الجوية، منذ يوم الاثنين الماضي، على غرار الطريق الذي يربط بين ولاية النعامة وبشار، والنعامة بالبيض.

من جهتها، حذّرت مصالح الحماية المدنية المواطنين وسائقي السيارات من المجازفة بأرواحهم في المناطق التي تحوي الأودية، ودعت إلى عدم المغامرة أو التنقل إلا للضرورة لتفادي الخطر القادم في أية لحظة.

وأظهرت صور وفيديوهات بثت على مواقع التواصل الاجتماعي تحول وسط مدينة عين الصفراء بولاية النعامة جنوب غربي الجزائر إلى منطقة أوحال بعد السيول الطوفانية، إذ غمرت المياه المنازل والمباني والمقار الخدمية، بما فيها مبنى مقر بلدية عين الصفراء. وتجري منذ أمس عمليات شفط المياه ومحاولات إزالة الطمي الذي بات يُشكّل معضلة تستدعي جهوداً كبيرة للتنظيف، خاصة أنه مع مرور الوقت يصبح طيناً متصلباً.

وأكّد محمد خريص لـ"العربي الجديد" أنّ "فيضان وادي عين الصفراء لم يحدث منذ 14 سنة، لقد توقفت المياه، لكن المشكلة الآن في الأوحال.. أستطيع القول إن مدينة عين الصفراء أصبحت منكوبة، المياه فاقت ثلاثة أمتار، ومخلفات الطين تجاوزت المتر والنصف على غرار حي مولاي الهاشمي". وأضاف: "لا ننكر أن السلطات بكل مستوياتها تقوم بجهود كبيرة، كما أن حاكم الولاية زار الأحياء المتضررة وتحدث إلى السكان، وطمأنهم بشأن التكفل بهم، وأعتقد أن الأمر يحتاج فعلاً إلى جهد كبير، لأن هذه الكارثة غير مسبوقة في المنطقة".

من جهته، قال حاكم ولاية النعامة لوناس بوزقزة، اليوم الثلاثاء، في تصريحات صحافية خلال زيارته مدينة عين الصفراء ولقائه بالسكان، إن "هناك ضحية توفي بسبب السيول.. أطمئن كل السكان والمتضررين أننا سنجنّد كل مصالح الدولة للتكفل بالمتضررين". من جهة ثانية، بادرت تنظيمات أهلية إلى إطلاق مبادرة لتوزيع المؤونة على المتضررين.

المساهمون