فيضانات المغرب والجزائر: وفيات وبحث عن مفقودين

09 سبتمبر 2024
تضرر كثير من مناطق المغرب بالسيول (جورج فرنانديز/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اجتاحت سيول وفيضانات ناتجة عن أمطار غزيرة المغرب والجزائر، مما أدى إلى وقوع ضحايا وخسائر مادية كبيرة، حيث تأثرت 17 إقليماً في المغرب وخلّفت السيول 11 وفاة وتسعة مفقودين.
- وصف الناشط المدني عبد الله الجعفري الوضع في المغرب بأنه "كارثة بكل المقاييس"، بينما تسابق السلطات الزمن للوصول إلى المفقودين بمشاركة متطوعين.
- في الجزائر، أعلنت السلطات مصرع ثلاثة أشخاص بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت في سيول وفيضانات بعدة ولايات، مما أدى إلى إغلاق الطرق واضطرابات في حركة السير.

اجتاحت سيول وفيضانات ناتجة عن أمطار غزيرة العديد من المناطق في المغرب والجزائر خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، مخلفة ضحايا وخسائر مادية.
في المغرب، ضربت السيول 17 إقليماً منذ السبت الماضي، وخلفت 11 وفاة وتسعة مفقودين، وفق حصيلة أولية، ولا تزال الأوضاع سيئة في المناطق المتضررة، ومن بينها دواوير (قرى) مثل أوكرضا وإكمير بسموكن بجماعة تمنارت في إقليم طاطا حيث جرفت المياه عدداً من المنازل، وتخيم أجواء من الحزن والصدمة على السكان.
يصف الفاعل (الناشط) المدني عبد الله الجعفري، لـ"العربي الجديد"، ما وقع بأنه "كارثة بكل المقاييس"، مشيراً إلى أن المنطقة فقدت العديد من أبنائها، ومنيت بخسائر مادية فادحة، كما تعيش عزلة بعد تضرر الطرق وشبكة الاتصالات. ويضيف: "الأمور أكثر صعوبة على نحو 43 شخصاً تهدمت منازلهم بسبب السيول، ويتواصل البحث عن المفقودين، حيث يجرى الحديث عن 15 مفقوداً".
من جانبه، يبدي الناجي إبراهيم أوفري، لـ"العربي الجديد"، قلقاً كبيراً بشأن مصير عدد من سكان المنطقة الذين لا يعرف مصيرهم، مؤكداً أن ما عاشوه مساء السبت الماضي "يشبه أفلام الرعب".
ويقول أحد سكان دوار أوكرضا الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "لسنا معتادين على هذه الفيضانات الجارفة، وقد وجد كثيرون أنفسهم بلا مأوى بين عشية وضحاها، وفقدوا ممتلكاتهم ومنازلهم".


وتسابق السلطات المحلية الزمن للوصول إلى المفقودين، فيما يشارك متطوعون وناشطون مدنيون في عملية البحث المضنية، بينما تستعد عدد من الأسر لدفن رفات ذويها بعد استكمال الإجراءات القانونية.
يقول بوبكر الصالحي، وهو شقيق أحد الضحايا، لـ"العربي الجديد": "ما حدث أمر يصعب استيعابه، لكن في الأول والأخير هو قدر الله الذي لا راد له". ويعتبر محمد بوتمارت، وهو شقيق إحدى المفقودات، أن "وجع عدم إيجاد الجثامين لا يقل عن وجع الفراق، ولن يرتاح قلبي حتى أجد شقيقتي، وأدفنها كما يليق بها. ضاع كل شيء في لحظة، وكأن أحداً كنس المنزل بمن فيه".
وأكد مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين يوعابد تأثر مناطق عدة في المغرب، أغلبها في شرق جبال الأطلس الكبير، بكتل هوائية استوائية غير مستقرة تلاقت مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال، ما أدى إلى تشكل سحب غير مستقرة خلفت أمطاراً غزيرة.
وبحسب منسق الائتلاف المدني من أجل الجبل محمد الديش، فإن "ما عرفته مناطق الجنوب الشرقي من سيول وفيضانات مؤلم"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "ما حدث يأتي في سياق التغيرات المناخية، وكان من المتوقع حصوله، ما يقتضي اتخاذ احتياطات وتدابير استثنائية".

وإلى حدود الساعة الحادية عشرة من صباح أمس الاثنين بالتوقيت المحلي، لم تعلن وزارة الداخلية المغربية أي تغيير في حصيلة الوفيات والمفقودين التي كشفت عنها سابقاً، والبالغة 11 وفاة بكل من أقاليم طاطا (سبع وفيات)، وتزنيت (شخصان) والراشيدية (شخصان أحدهما أجنبي).
وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية رشيد الخلفي، في بيان مساء الأحد، أن "التساقطات المطرية المسجلة خلال اليومين الأخيرين تمثل ما يناهز نصف حجم التساقطات التي تعرفها المنطقة على مدار السنة، بل تتجاوز النصف في بعض المناطق. عرفت المناطق المتضررة انهيار 40 مسكناً، منها 24 انهارت كلياً، وتضرر 93 طريقاً، ما بين طرق وطنية وجهوية وإقليمية، وانقطاع حركة السير فيها، فضلاً عن أضرار في شبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب وشبكات الهاتف".
في الجزائر المجاورة، أعلنت السلطات، أمس الاثنين، مصرع ثلاثة أشخاص من جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت في حدوث سيول وفيضانات بعدة ولايات في الجنوب والغرب. وذكرت الحماية المدنية الجزائرية أن جثتين عثر عليهما في مدينة تامنغست في أقصى الجنوب، بعد أن جرفتهما السيول من وادي توفدات ووادي عين أمقل.


وانتشلت فرق الحماية المدنية جثة شخص جرفته مياه وادٍ في ولاية النعامة (غرب)، بينما فقد شخص آخر إثر الفيضانات التي تسببت بها الأمطار الغزيرة في ولاية البيض (غرب). وجرى إنقاذ العشرات ممن حاصرتهم المياه في بلديات بشار، وتاغيت، والعبادلة، ولحمر، والقنادسة، فضلاً عن مناطق صحراوية أخرى مثل تندوف، والنعامة، وبني عباس، وإليزي.
وأدت الفيضانات إلى إغلاق العديد من الطرق واضطرابات واسعة في حركة السير، ما عرقل حركة المرور، وزاد من صعوبة عمليات الإنقاذ.
وأصدر ديوان الأرصاد الجوية في الجزائر نشرات تحذيرية متتالية منذ السبت الماضي، أكد فيها تساقط أمطار غزيرة على المناطق الصحراوية الجنوبية والغربية.