سجلت تجاوزات خلال تلقي طواقم إعلامية فلسطينية لقاح فيروس كورونا خلال الأيام الماضية، بمخالفة للفئات المدرجة ضمن جدول التطعيم، فيما سجلت، الثلاثاء، إصابات جديدة بالسلالتين البرازيلية والبريطانية بالتزامن مع إعلان الحكومة الفلسطينية طبيعة الإجراءات الجديدة لمواجهة الفيروس.
ونشر أحد العاملين في وسيلة إعلامية محلية صور تلقيه اللقاح عبر "فيسبوك"، قبل حذف منشوره، ما أثار لغطا كبيرا بسبب عدم إدراج الإعلاميين في المرحلة الأولى من خطة التلقيح، في ظل وصول 12 ألف جرعة فقط من لقاحي "موديرنا" و"سبوتنيك في"، والتي خصصت للطواقم الطبية.
وقال الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، رداً على سؤال لـ"العربي الجديد" خلال مؤتمر صحافي، إن "من تلقوا اللقاح حتى الآن هي الطواقم الطبية. إن علمتم كصحافيين بعض الظواهر التي حصلت، فهي تحصل في أي دولة. وزارة الصحة تتابع، والحكومة تتابع، وأي إجراءات لتقديم اللقاح ستكون علنية، وضمن حملة وطنية لتطعيم المواطنين بدءا بالفئات الأكثر حاجة".
وأضاف: "نحن نشجع بالحصول على اللقاحات، لأن الفيروس لا يواجه إلا بها، وحتى يأتي اللقاح، فإن الكمامات هي البديل المتاح حتى نقي أنفسنا ومجتمعنا من الخطر. رئيس الوزراء محمد اشتية أعلن أن العملية ستكون علنية عندما تصل اللقاحات المؤهلة للقيام بعملية تطعيم شاملة، وشجع المواطنين على أخذ اللقاح".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل 6 وفيات و1043 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينها 139 إصابة جديدة بالطفرة البريطانية في سبع محافظات، وأكد المتحدث باسم الحكومة على الارتفاع المتصاعد للإصابات، وزيادة عدد الوفيات، وارتفاع نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات بالمصابين بالسلالات الجديدة، وقال إن "30 إصابة سجلت بالسلالة البرازيلية"، واصفاً إياها بالخطيرة جداً.
في الأثناء، أدانت الحكومة الفلسطينية منع سلطات الاحتلال إدخال شاحنة تحمل ألفي جرعة من لقاح "سبوتنك في" الروسي إلى قطاع غزة، أمس الإثنين، وهي جرعات مخصصة للطواقم الطبية وأقسام الطوارئ، وحمل الناطق باسم الحكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الأضرار التي تترتب على عدم إدخال اللقاح.
وأضاف ملحم أن "رئيس الوزراء يدعو منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية لإدانة إسرائيل وتحميلها كامل المسؤولية عن المخاطر الناجمة عن منع دخول اللقاحات إلى قطاع غزة، والعمل مع المجتمع الدولي للسماح بإدخال اللقاحات إلى القطاع فورًا. هذا الإجراء يتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
من جانبه، أكد مدير ديوان وزيرة الصحة الفلسطينية علي عبد ربه، لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال تذرع في منع وصول اللقاحات إلى غزة بطلب أوراق من الجانب الفلسطيني، وقال: "ما حصل مفاجئ لأن ما لدينا من لقاحات هو ما تم التبرع به من اللقاح الروسي، ووصلت قبلها ألفا جرعة من لقاح موديرنا من الجانب الإسرائيلي. فوجئنا أمس بمنع الشحنة المجهزة بعد أخذ كل التأكيدات لنقلها، وأستغرب من طلب أوراق. هذه اللقاحات جزء من التبرع الروسي، وتم استلامها بطرق رسمية عن طريق مطار اللد، وبالتالي كل الأوراق تم استلامها من الجانب الإسرائيلي، وكل الإجراءات الروتينية تمت، ومطالبتنا بالأوراق ذرائع فقط".
وقال ملحم إن فلسطين تنتظر الحصول على حصتها من لقاحات متعددة المصادر، مشيرا إلى أن التوقعات كانت تشير إلى وصولها قبل منتصف الشهر الجاري، لكنها تأخرت لأسباب لوجستية في بلد المنشأ، وستكون للأشخاص الأَولى من أصحاب الأمراض المزمنة، وكبار السن، والطواقم الطبية التي تتعامل مع المصابين بالفيروس، والكوادر التعليمية في المدارس والجامعات لضمان استمرار العملية التعليمية.
وشملت القيود الحكومية المعلنة استمرار الدوام المدرسي لجميع المراحل وفق التعليم المدمج، وبدء التعليم الوجاهي في الجامعات بالفصل الدراسي الثاني لطلبة السنة الأولى وطلبة الدراسات العليا، والمساقات المخبرية العملية والسريرية، ومنع التحرك بين المحافظات الفلسطينية، إضافة إلى الإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت، وبعد الساعة التاسعة مساء من كل يوم، وتجديد باقي الإجراءات القائمة لمدة أسبوعين.