فلسطينيو سورية: مساعدات "أونروا" الطارئة لا تسدّ الحاجة

25 ابريل 2024
لاجئون فلسطينيون يتلقون مواد إغاثة وزعتها أونروا في مخيم اليرموك، 10 مارس 2015 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اللاجئون الفلسطينيون في سورية ينتظرون مساعدات طارئة من "أونروا" وسط شكاوى من التأخير والأزمة المعيشية الحادة، مع توقعات بتوزيع المساعدات الشهر المقبل.
- المساعدات المالية المقدمة تتراوح بين 550 ألف ليرة للأفراد و750 ألف ليرة للعائلات الأكثر عوزًا، والتي يأمل اللاجئون استخدامها في تغطية النفقات الأساسية رغم محدوديتها.
- "أونروا" تواجه انتقادات بسبب تأخر وقلة المساعدات، مع مطالبات بزيادتها وجعلها شهرية، وسط اتهامات للدولة السورية بالتعاون في سرقة أموال اللاجئين عبر التلاعب بسعر الصرف.

يترقّب فلسطينيو سورية مساعدة طارئة من المقرر أن تمنحها لهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الشهر المقبل، بعد تأخر المساعدات عنهم جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

ويشتكي لاجئون فلسطينيون في مناطق سيطرة النظام السوري من أزمة معيشية واضحة المعالم، خاصة مع تأخر المساعدات المالية التي تمنح لهم من قبل الوكالة، على قلّتها، لكنهم يأملون أن تساهم ولو على المدى القصير في تخفيف معاناتهم.

أسامة العلي المقيم في حي دف الشوك في دمشق، قال لـ"العربي الجديد" إن المساعدة التي يمكن أن تحصل عليها عائلته مقدرة بنحو 550 ألف ليرة سورية (37 دولاراً)، مضيفاً: "صحيح أنها محدودة، لكننا نواسي أنفسنا بها في ظل ما نعيشه من وضع صعب في الوقت الحالي".

بدوره، قال وضاح أبو ماجد (55 عاماً) المقيم في جديدة الفضل بريف دمشق لـ"العربي الجديد": "وصل إلينا أن الوكالة ستبدأ في توزيع المساعدة الشهر المقبل على العائلات، قد نستفيد منها في دفع إيجار البيت أو غيره من المصاريف، فشراء المياه وحده يكلف شهريا نحو 90 ألف ليرة أي ما يعادل عشرة دولارات. هذه مصاريف إضافية لم نكن ندفعها في السابق". وتابع أبو ماجد: "مساعدات أونروا فصلية وكانت تصل إلينا كل 4 أشهر، لكن في الفترة الأخيرة خلال الحرب على قطاع غزة تأخرت، حتى إن أصدقاء مدرسين يعملون مع الوكالة تخوفوا من إنهاء خدماتهم". مبدياً رغبته الأكيدة في العودة إلى مخيم اليرموك الذي قضى فيه عشرات الأعوام.

من جانبه، علّق مدير "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" فايز أبو عيد،على البيان الذي أصدرته "أونروا" قبل أيام بخصوص توزيع مساعدات مالية طارئة للعائلات الفلسطينية في سورية قائلاً لـ"العربي الجديد": "أثار بيان الوكالة حفيظة وغضب اللاجئين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، قيمة المساعدات النقدية المقدمة لهم لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية نظراً إلى الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يواجهونها، إضافة إلى غلاء الأسعار وانتشار البطالة وعدم وجود مورد مالي ثابت يقتاتون منه، ما أغرقهم في فقر مدقع، وجعلهم على حافة الهاوية، خاصة أن أكثر من 96% منهم باتوا يعتمدون بشكل كبير أو كامل على المساعدات المالية التي تقدمها أونروا، رغم قلتها والتأخر والمماطلة بصرفها".

وأضاف: "بعد أشهر من المماطلة والتسويف والتأجيل بحسب عدد من الفلسطينيين الذين جرى التواصل معهم، ستصرف أونروا لهم مساعدة مالية بخسة، متسائلين ماذا سيفعل مبلغ 550 ألف ليرة (37 دولاراً) للأشخاص العاديين، و750 ألف ليرة سورية (50 دولاراً) للعائلات الفلسطينية التي تعاني الأزمات تلو الأزمات؟ وكمعدل شهري، فان حصة الفرد لا تتجاوز 14 دولارا للعائلات الأشد فقرا، و10 دولارات للعائلات العادية".

وتابع: "يتهم عدد من الناشطين الدولة السورية بالتعاون مع أونروا بسرقة أموالهم وذلك بسبب سعر صرف الدولار الذي حدده البنك المركزي السوري بـ12500 ليرة، في حين أن سعره النظامي وفق المركزي السوري هو 13500، و14500 في السوق السوداء، متسائلين لمن ستذهب هذه الأموال ولماذا لا توزع على اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون الفقر المدقع وأوضاعا إنسانية أقل ما يمكن وصفها بأنها مزرية. وتقوم أونروا بتوزيع المساعدات النقدية كل أربعة أشهر على الفلسطينيين في سورية، بينما يطالب اللاجئون بزيادتها وجعلها بشكل شهري".

وكانت الوكالة أعلنت في بيان سابق لها، يوم 21 إبريل/نيسان الجاري، أنها ستصرف المعونات المالية للدورة الأولى من عام 2024، ابتداء من منتصف شهر مايو/أيار المقبل، 550 ألف ليرة سورية (37 دولاراً) للعائلات العادية، و750 ألف ليرة سورية (50 دولاراً) للعائلات الأكثر عوزا.

ووفقاً للإحصائيات الرسمية لوكالة أونروا التابعة للأمم المتحدة، فإن عدد الفلسطينيين المسجلين لديها رسمياً يصل إلى 552 ألف لاجئ، وصلوا إلى سورية منذ عام 1948، وفي فترات لاحقة، توزعوا على 12 مخيماً، إضافة الى العديد من المدن السورية. ويقدر أن نحو 150 ألف فلسطيني هُجّروا من سورية بعد العام 2011، واتجهوا عبر طرق التهريب إلى أوروبا، إضافة إلى عدد من دول الجوار السوري.

المساهمون