فلسطينيو تونس يخشون على عائلاتهم في وطنهم

22 مايو 2021
تظاهرة دعماً للفلسطينيين في تونس (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

لم يتفاجأ الفلسطينيون في تونس بالهبّة الشعبيّة التي شهدها عدد من الدول حول العالم. فهم على يقين بأن القضية الفلسطينية ما زالت حيّة في قلوب الكثيرين. حرصوا على متابعة نشرات الأخبار على مدار الساعة، للاطلاع على ما يرتكبه العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. يقول بعضهم إن أجسادهم في تونس، لكنّ قلوبهم وعقولهم مع أهلهم في فلسطين.
كثيرون تحدثوا بحسرة عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل، والتي لم تستثنِ الشيوخ والأطفال. أما الطلاب الفلسطينيون الذين سافروا إلى تونس للدراسة، فظلوا يتابعون الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي كلّما قُصف حيّ أو اقتُحم بيت، خوفاً على أهلهم وأقاربهم. ما يحصل يختزل معاناة ووجع شعب أعزل يقاوم بمفرده وحشية الاحتلال.
تقول الثلاثينيّة فدوى مهذبه، وهي من أب فلسطيني وأم تونسيّة، بلهجة فلسطينية تتخللها عبارات تونسية، إنها شديدة الاهتمام بالأوضاع في قطاع غزة. تقول لـ "العربي الجديد" إنها ظلّت تحاول الاطمئنان على أهلها والاتصال بهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومتابعة المستجدات عبر محطات التلفزة، مؤكدة أنّها فخورة لأنّ العديد من الدول العربية خرجت لنصرة فلسطين والقدس. 
وتوضح مهذبه أنّه لا يمكن تفسير مواقف الدول المساندة لإسرائيل، موضحة أنّه ما من أحد يردع الأخيرة، علماً أنها تقتل الأطفال والشيوخ وتهدم المنازل. وتلفت إلى أنّ "العدوان لم يكن مفاجئاً لأن إسرائيل يمكن أن ترتكب اعتداءات أكبر وانتهاكات أكثر فظاعة". 
أما الأسيرة الفلسطينية المحرّرة وعضوة الاتحاد العالمي للمرأة الفلسطينية، ميسر عطوان، والتي تتحدر من قرية الساوية (من قرى الضفة الغربية) المهددة بالاستيطان، فتتحدث بحماسة كبيرة عن بلدها وحبها لأهلها هناك. تقول إنّ عائلتها تقطن حالياً في مدينة نابلس في الضفة الغربية، ولديها ثلاثة أشقاء وثماني شقيقات. تضيف أن أمنيتها في ظل ما يحصل من عدوان على الشعب الفلسطيني وحي الشيخ جراح والقدس المحتلة، هي أن تكون في ساحة الميدان لتقاتل إلى جانب المرأة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

تظاهرة من تونس دعماً للفلسطينيين (ياسين قايدي/ الأناضول)
(ياسين قايدي/ الأناضول)

حماسة عطوان تعكس حماسة فلسطينيات مقاومات، فلم يعد العدو الصهيوني بجبروته وعتاده وسلاحه يرهبهن. ووقفت  النساء والشبان والأطفال مع بعضهم البعض للتصدي للعدو. تضيف أنّ "البعد عن فلسطين لا يشكل عائقاً"، مستندة إلى ما يقوله الأسير الفلسطيني أحمد سعدات. فأينما كان الفلسطينيون، ستكون هناك ساحة نضال، مضيفةً أنهم شاركوا الشعب التونسي في المسيرات التي نظمت أخيراً نصرة لفلسطين. وتوضح أن ما يشن على الأهل في فلسطين والشيخ جراح ليس مجرد حرب وتصعيد عسكري أو عنف متبادل كما يروج له البعض، بل هو عدوان وتطهير عرقي يقوم به الاحتلال الصهيوني ويستهدف الإنسان والحق.
وتُؤكّد أنّ "الاحتلال يرتكب جرائم حرب ويستهدف الأطفال والنساء ويقتل الشبان والجرحى، ويدمر المباني والأراضي. الهدف هو إنهاء النسل الفلسطيني وإبادة هذا الشعب بالكامل". كما تشدد على أن إدانة العنف من الجانبين ومحاولة مساواة الفلسطينيين بالعدو الصهيوني مرفوضتان لأن الأولين هم أصحاب حق.

إلى ذلك، يقول الإعلامي ياسر دبابش المتحدر من مدينة يافا والمولود في خان يونس (تقع في الجزء الجنوبي من قطاع غزة)، إنه غادر فلسطين منذ عام 2011، موضحاً أنه لم يتمكن من العودة ورؤية أهله منذ 10 سنوات. كما أن جده استشهد في مجزرة خان يونس على أيدى قوات الاحتلال، لافتاً إلى أنه كان يتابع بقلق القصف الحاصل في وطنه. يضيف دبابش لـ "العربي الجديد" أنّه ترك والده ووالدته و9 من إخوته في قطاع غزة، كما أن جميع أقاربه هناك. حاله حال كثيرين، ظلّ يتابع الأحداث ساعة بساعة وكأنه في بلده. يضيف أن "قلوبنا وأرواحنا هناك. الجميع يواكب التطورات والمستجدات لحظة بلحظة. كما أن الوضع خطير ويحتاج إلى وقفة جادة من أحرار العالم لحث الاحتلال على وقف عدوانه السافر والتوقف عن استهداف المدنيين، خصوصاً وأنه استمر بقصف المباني والأحياء السكنية وحتى وسائل الإعلام العربية والأجنبية في فلسطين، وهذه السياسة في الحقيقة قديمة ومتعمدة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وبحسب دبابش، فإنّ ما حصل من اعتداءات ومجازر ووحشية واستهداف للبنى التحتية هو تصعيد خطير من قبل العدو الصهيوني، وهناك أحياء وعائلات تمت إبادتها بالكامل، الأمر الذي أعاق التنقل ووصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني إليها. ويؤكد أن الأحداث تتسارع، لافتاً إلى أنّ أرواحهم وعقولهم كفلسطينيين من غزة داعمة للعائلات الفلسطينية التي تواجه المحتل بكل شجاعة ومعنويات مرتفعة. يضيف أن الهبة التي لمسوها من العالم العربي والإسلامي نصرة للقدس رفعت من المعنويات ولا بد من تواصل الضغوط على إسرائيل. 

المساهمون