يواجه اللاجئون السوريون في الأردن، تحدّيات متصاعدة مع الذكرى العاشرة للثورة، وسط دعوة من الأمم المتحدة في الأردن إلى اتخاذ إجراءات فاعلة لإنقاذ مستقبل اللاجئين السوريين، باعتبار الأردن ثاني أكبر بلد مضيف في العالم.
ووفق بيان صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المملكة اليوم، فإن ربع اللاجئين في الأردن يعانون من انعدام الأمن الغذائي و65 بالمائة على حافة انعدام الأمن الغذائي، وهي زيادة كبيرة منذ بدء وباء كورونا.
ولفت البيان إلى تزايد الفقر الناتج من الجائحة، مضيفا أنّ هناك خطرا متزايدا من تأخر خطط التنمية وتأخر اللاجئين في إعادة بناء حياتهم والمساهمة في الاقتصاد الأردني والمجتمعات التي يعتبرونها الآن وطنهم.
وبالنسبة للأطفال والشباب، الذين يشكلون ما يقرب من 50% من إجمالي عدد اللاجئين، قال البيان، إنّ هناك حاجة لاتخاذ تدابير فورية وطويلة الأجل لعكس الأثر التربوي والنفسي للأزمة، ويعد ضمان الاستمرارية العادلة للتعلم خلال هذا الوقت أمرًا بالغ الأهمية، بغض النظر عن الجنسية.
بالإضافة إلى ذلك، تفاقم تأثير جائحة كورونا على النساء والفتيات، بما في ذلك زيادة مخاطر العنف المنزلي وانعدام الأمن الغذائي والضغوط الاقتصادية، ليظل الوصول المستدام إلى فرص كسب العيش وخدمات الحماية أمرًا ضروريًا للتخفيف من هذه المخاطر.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في الأردن ألبرتو كوريا مينديز، إن انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين هو الأعلى الآن منذ أن بدأت العائلات في القدوم من سورية قبل 10 سنوات؛ وفقًا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يعاني ربع اللاجئين في جميع أنحاء الأردن من انعدام الأمن الغذائي و65 في المائة على حافة انعدام الأمن الغذائي، وهي زيادة كبيرة منذ بدء الوباء.
وأضاف تطلب العائلات من أطفالها تناول كميات أقل من الطعام، أو إخراجهم من المدرسة، أو إرسالهم إلى العمل أو حتى التسول، يجب أن نواصل، لأن العائلات بحاجة ماسة إلى الدعم؛ وتشكل مساعدة برنامج الأغذية العالمي بالفعل 60 بالمائة من إجمالي دخل الأسر " .
بدوره، قال أندرس بيدرسن، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن، لقد كان الأردن مضيفًا كريمًا للاجئين السوريين على مدى عقد من الزمان وبمساعدة المجتمع الدولي، يقدم المساعدة للاجئين في المخيمات والمجتمعات المضيفة على حد سواء. بينما نتطلع إلى مواصلة تقديم الخدمات الأساسية، نحتاج إلى إيجاد حلول مستدامة .
من جانبه اعتبر دومينيك بارتش، ممثل المفوضية في الأردن،" أن الحل السياسي الذي سيسمح بعودة اللاجئين إلى سورية هو الهدف النهائي، لكن أثناء بقائهم في الأردن، يجب ضمان توفر فرص كافية للاجئين، جنبًا إلى جنب مع الأردنيين، حتى يكونوا أعضاء منتجين في المجتمع".
من جهتها قالت ممثلة يونيسف في الأردن تانيا شابويزات،"بعد مرور عشر سنوات، نشأ أطفال سورية ليصبحوا شبابًا، بينما لا يزال الجيل القادم، المولود كلاجئين، يواجه حالة من عدم اليقين بشأن احتمالية العودة إلى الوطن، تواصل اليونيسف العمل مع الحكومة الأردنية لمساعدة جميع الأطفال والشباب المحتاجين، بغض النظر عن وضعهم أو جنسيتهم، على البقاء والازدهار. الآن أكثر من أي وقت مضى، بعد التأثير المدمر لجائحة كورونا على صحة الأطفال ورفاههم وتعلمهم، نحن ممتنون لمؤيدينا الذين يواصلون العمل معنا للمساعدة في منع جيل ضائع ".
أما مديرة شؤون الأونروا في الأردن، مارتا لورنزو، فاوضحت أنه "على مدى عقود، استجاب الأردن بالتضامن مع جميع اللاجئين، مضيفا خلال الأزمة السورية لما يقرب من ضعف مدة الحرب العالمية الثانية. لقد أصبح لاجئو فلسطين من سورية لاجئين للمرة الثانية، أولاً من فلسطين ثم من سورية. بعد أن أُجبروا على الفقر، فهم يعتمدون على المساعدات النقدية التي تقدمها الأونروا وغيرها من الخدمات لتغطية احتياجاتهم الأساسية. يساعد الجيران الطيبون عندما تكون الأوقات صعبة. أصبح التضامن من المجتمع الدولي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لمساعدة جميع اللاجئين على العيش بكرامة ".