فتاة أردنية تقتل 3 من عائلتها وتصيب اثنين رمياً بالرصاص

22 ديسمبر 2022
شهد الأردن عدة جرائم أسرية بشعة هزت الشارع العام (Getty)
+ الخط -

قتلت فتاة أردنية تبلغ من العمر 17 عاماً ثلاثة من أفراد عائلتها وأصابت اثنين رمياً بالرصاص، الليلة الماضية، في محافظة إربد شمال البلاد. وتضاف هذه الجريمة لسلسلة من الجرائم البشعة التي سُجّلت في الآونة الأخيرة، ولا سيّما المتعلقة بالقتل الأسري

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، عامر السرطاوي، في بيان صحافي، إنّ بلاغاً ورد لمديرية شرطة محافظة إربد بقيام فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، وإثر خلافات عائلية بإطلاق عيارات نارية من سلاح ناري (بومب أكشن) على أفراد أسرتها، إذ نتجت عن الحادثة ثلاث وفيات وإصابتان جميعها من أفراد الأسرة. 

وأضاف أنه جرى التحرك للمكان وإلقاء القبض عليها، إذ تم ضبط السلاح الناري المستخدم وبوشر التحقيق معها. 

والوفيات هي والدها (44 عاماً)، وابناه آدم (14 عاماً) وإلياس (8 أعوام)، وأصيبت الأم ميرفت (40 عاماً)، والابن محمد (9 أعوام) وحالتهما الصحية حرجة.

وأسند المدعي العام للفتاة تهم القتل الواقع على الأصول والقتل الواقع على أكثر من شخص، والشروع في القتل والإيذاء المكرر، وحمل سلاح ناري وأداة حادة.

ووفق مصادر مقربة من التحقيق، فإنه لا يوجد أي دليل على أن الجريمة وقعت بالخطأ أثناء العبث بالسلاح، إذ كشفت التحقيقات الأولية وجود خلافات أسرية، الأمر الذي دفع الفتاة لإطلاق النار على أفراد عائلتها والاعتداء على والدتها بـ"ساطور". 

في هذا السياق، تقول المختصة في علم الجريمة خولة الحسن، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الجريمة لها خصوصية معينة فهي من الجرائم الدخيلة والغريبة عن مجتمعنا الأردني، كون المنفذة فتاة يقل عمرها عن 18 سنة، ونحن كمجتمع أردني غير معتادين على الإناث بهذا المستوى من العنف". 

وترى أن وجود الأسلحة في البيوت من أهم عوامل الخطورة التي من الممكن أن  تكون حافزاً ودافعاً للقصّر للعبث بها واستخدامها، مستدركة أن استخدام الفتاة للسلاح وقتل الشخص الأول والثاني ثم الثالث يؤشر إلى أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها السلاح. 

وتضيف: "استخدام الفتاة لأداة حادة والاعتداء على والدتها يجعل من المهم تسليط الضوء على الخلافات الأسرية والحاجة لحل الخلافات الأسرية بطريقة علمية ومنهج اجتماعي سليم"، مشيرة إلى أن الفتاة فاقدة لأسلوب ضبط الذات والحوار لعرض مشاكلها، كما يبدو أن باب النقاش لم يكن مفتوحا مع أسرتها، الأمر الذي أدى للوصول إلى هذه المرحلة من العنف التي انتهت بكارثة.

وتدعو المتحدثة الأهل إلى أن يكونوا على دراية بالتنشئة الاجتماعية السليمة وتعليم الأبناء الحوار البناء.

وتمضي قائلة: "في مجتمعنا لا نعترف بالمشكلات حتى تتفاقم وتصل إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها. وتؤكد ضرورة أن يكون لدى الأسرة أسلوب للتعامل مع الجيل الجديد المنفتح على أساليب إجرامية، من خلال الأفلام أو مواقع التواصل أو حتى الألعاب الإلكترونية، ناصحة بعدم الاستمرار بالتعامل مع من هم في سن المراهقة كأطفال". 

ووفقاً للمتحدثة، فإن ما حدث هو دليل على التفكك الأسري المغلف، مضيفة "لا يرتبط التفكك الأسري دائما بالطلاق والانفصال، فهو يحدث أيضا عندما يغيب الأمان والحماية عن البيت رغم وجود الوالدين".

جرائم متزايدة

وفي جريمة أخرى، جرى، اليوم الخميس، توقيف أربعيني ضرب زوجته بـ"عصا"  حتى الموت في عمان. كما قتل أردني عاملاً وافداً بنحر رقبته، في منطقة الرصيفة بمحافظة الزرقاء وسط البلاد أمس الأربعاء، بسبب خلافات بينهما. 

وبحسب المعلومات، فإن الضحية ستيني كان يعمل أمام منزل القاتل، إذ تلقى عدة طعنات في وجهه وفي بطنه ومن ثم تلقى طعنة بمنطقة الرقبة أدت إلى وفاته.

وفي اليومين السابقين، قضت رضيعة بعد يومين على فقدانها الوعي عندما رفعها والدها الأربعيني عاليا ثم هوى بها أرضاً، وبحسب محاضر التحقيق، أسند مدعي عام الجنايات الكبرى للأب تهمة "القتل المقترن بتعذيب المقتول بشراسة قبل قتله". 

وشهد الأردن في سبتمبر/أيلول الماضي، عدداً من الجرائم الأسرية البشعة منها، إطلاق شخص النار باتجاه زوجته وابنه وقتلهما، وأطلق شخص النار في اتجاه أبنائه الثلاثة، ليقتل ابنه البالغ من العمر 24 عاماً، وابنته البالغة 17 عاما، ويصيب الثالث بجروح بالغة. 

وسجل شهر يوليو/تموز الماضي جرائم أسرية عدّة، تشبه إلى حدّ ما تلك التي وقعت اليوم. من بينها، قتل رجل طفلتَيه ودفنهما في محيط منزل العائلة في مدينة الرمثا بمحافظة إربد، شمالي البلاد. كما قتل رجل سبعيني ابنَيه بسبب خلافات مالية، بعدما أطلق النار عليهما في محافظة عجلون، شمال غربي البلاد. 

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

وتفيد بيانات مديرية المركز الوطني للطب الشرعي، بأنّ 103 جرائم قتل ارتُكبت في العام الماضي بأساليب متنوعة، منها أدوات حادة وعمليات إطلاق نار وغيرها، فيما سُجّلت 167 حالة انتحار. 

وبحسب كشف التقرير الإحصائي الجنائي لعام 2021، بلغ عدد جرائم الجنايات والجنح التي تقع على الإنسان 1087 جريمة، شكّلت ما نسبته 5.18% من مجموع الجرائم الكلي. 

وأشار التقرير إلى أنّ جريمة الإيذاء البليغ شكّلت أعلى نسبة في جرائم الجنايات والجنح التي تقع على الإنسان وبلغت 60.44%، تلتها جريمة الشروع بالقتل بنسبة 26.68%، وفي المرتبة الأخيرة شكّلت جريمة الضرب المفضي إلى الموت أقلّ نسبة مع 5%.. 

كما بيّن التقرير أنّ معدل ارتكاب الجريمة في الأردن، بلغ 19 جريمة لكلّ 10 آلاف نسمة، بواقع 20.991 جريمة في عام 2021. أمّا في عام 2020، فقد سجّل التقرير الإحصائي الجنائي للعام 90 جريمة قتل عمداً وقصداً، إلى جانب تسع جرائم ضرب أفضت إلى الموت، مبيّناً أنّ عدد الجناة في جرائم القتل العمد والقصد بلغ 201 شخص، فيما بلغ عدد المجني عليهم في هذه الجرائم 99 شخصاً. 

المساهمون